نعت وزارة الثقافة اليوم الأديب والشاعر اليمني عبد الرحمن ابراهيم الذي وافته المنية يوم أمس الثلاثاء بمدينة عدن عن عمر ناهز ال55 عاماً، بعد أن أثرى الساحة الأدبية والفكرية اليمنية بالعديد من الروائع الشعرية والمؤلفات والدراسات النقدية. وأشاد بيان النعي الذي تلقت وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) نسخة منه، بإسهامات ومناقب الفقيد الأدبية وعطاءاته المتنوعة ،خاصة في مجال تقديم الشعر والقصائد الشعرية التي تغنت بالوطن والإنسان..فضلاً عن مشاركته في الندوات والفعاليات الثقافية والأدبية المتنوعة داخل الوطن وخارجه. وعدد البيان المهام والأعمال الثقافية التي شغلها الأديب الراحل أثناء حياته حيث عمل مديراً لتحرير مجلة قضاي العصر، ومديراً عاماً للمكتبة الوطنية بعدن، ورئيساً للجنة إجازة النصوص الفنية في اذاعة عدن، وعضواً بلجنة التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة، ورئيساً لجمعية أدباء الشباب بعدن وغيرها من المهام..لافتا إلى الجوائز الأدبية والتقديرية التي حصل عليها محلياً وخارجياً. وقال البيان:" والوزارة بكافة قيادتها وموظفيها ومنتسبيها من الأدباء والمثقفين إذ تنعي أحد رواد الأدب والنقد الحديث في اليمن، وتشاطر أسرته الحزن والأسى ،تسأل المولى جل في علاه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون".
ادباء يعتبرون رحيله خسارة من جهة اخرى اعتبر أدباء ونقاد يمنيون رحيل الشاعر والناقد البارز عبدالرحمن إبراهيم خسارة تتعاظم برحيله المبكر وهو في عنفوان إنتاجه الإبداعي التي برز من خلاله شاعرا متميزا وناقدا ضليعا. وقالت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى ابلان: كان عبد الرحمن إبراهيم من أروع الأدباء على المستوى الإنساني والأخلاقي، وقد ترك بصمات كبيرة على الساحة الثقافية، بشكل عام، وفي مسيرة الاتحاد بشكل خاص. وأكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن الشاعر عبدالرحمن إبراهيم استطاع أن يسهم طوال مشواره الأدبي في تعزيز قيم الإبداع والتجديد والحداثة الشعرية، على الساحتين المحلية والعربية. وأوضحت فيما يتعلق بنشاطه في اطار الاتحاد أنه كان من ابرز الناشطين الذين أعطوا الإتحاد الكثير من العمل النقابي، فضلاً عن تواجده الثقافي الخلاق عبر الاتحاد وغيره من المؤسسات الثقافية والأدبية العاملة في اليمن. واعتبرت أبلان إن رحيل الأديب عبد الرحمن إبراهيم "خسارة كبيرة منيت بها الساحة الثقافية والأدبية في اليمن وفقدت برحيله اليمن قامة أدبية وثقافية ونقابية، كان لها دورها البارز ونتاجها المؤثر". وأكدت أن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين سوف يعمل على جمع تراث الراحل من أبحاث ودراسات وإخراجه بما يليق بهذه القامة الأدبية. المنهجية العلمية فيما وصف الباحث والناقد عبد الباري طاهر الأديب الراحل بانه كان " واحد من أهم الشعراء والنقاد المهمين في الحياة الأدبية اليمنية". ونوه بما كان يتمتع به الفقيد من مزايا إنسانية وسمات خلقية في نتاجه الأدبي إلى جانب ما كان يزخر به من مواهب متعددة أصبح بفضلها باحثا ملهما أجرى عددا من الأبحاث والدراسات التي تتسم بالمنهجية العلمية والعقلانية، ونشر كثير منها في مجلتي "الثقافة" و"الحكمة اليمانية"، كما كان واحدا من الشعراء الجدد والمهمين من جيل الحداثة. وقال عبد الباري طاهر: " لا شك ان رحيل الأديب والشاعر عبد الرحمن إبراهيم وغيره من الأدباء والشعراء يترك فراغاً كبيراً في الساحة الثقافية والأدبية". كتابة القصيدة الحداثية من جانبه ذكر مدير مكتب الثقافة بعدن الأديب عبدالله باكداده أن الفقيد كان واحدا من أهم فرسان ورموز الكلمة الشاعرة في اليمن منذ عقد السبعينيات. وأوضح أن الفقيد الراحل استطاع أن يكتب أكثر من لون في تجربته الإبداعية والشعرية عبر شعره الفصيح، والحداثي، والعامي، إضافة إلى كتابة أشعار غنائية أثرت المكتبة الإذاعية والتلفزيونية تغنى بها عدد من أهم الفنانين أمثال بن غودل، وايمان ، ومحمد عبده زيدي ، وفنانون كبار. وقال باكداده: استطاع الأديب الراحل أن يقدم في دراسته في الماجستير تجربة فريدة و رائدة جمعت أجيال السبعينيات في القرن الماضي، وتعتبر هذه الدراسة المهمة رافدا علميا للمكتبات اليمنية والعربية، وقد حصل فيها على الماجستير بدرجة امتياز من جامعة عدن. وأشار إلى بعض أعمال الراحل منها تأليف كتاب عن حياة وتجربة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي. ووصف باكداده تميز الشاعر الراحل بقدرته على كتابة قصيدة الحداثية بمقام عال بالإضافة إلى القصائد الغنائية التي استطاعت ان تصل إلى البسطاء و العامة بسهولة وبنفس الجودة والقيمة، كما تميز خلال مشواره وتجربته الإبداعية والنقدية بتقديم برامج إذاعية وتلفزيونية ثقافية وفنية متنوعة. منوهاً بأن أكثر القصائد تأثيراً هي قصيدة إلى أبنته ليزا بعنوان " أليزا وحدها قدري " كما صدر له عدة دواوين. خسارة كبيرة فيما اعتبر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن الكاتب والأديب مبارك سالمين، وفاة الشاعر اليمني الكبير عبد الرحمن إبراهيم خسارة كبيرة على الساحة اليمنية والعربية. مؤكداً أنه من غير الممكن الحديث عن الشعر اليمني الحديث مالم يذكر اسم الشاعر الفقيد في صدارته. وأكد سالمين أن اليمن خسرت شاعراً رقيقاً فذاً تميز بمواقفه الفكرية ووضوحها ونقاء سريرها على مدى مشواره الأدبي والنقدي، كما يعتبر من الرواد وشعراء اليمن المعاصرين، كما كان له تجربة في مضمار النقد من خلال الكثير من الدراسات والمقالات التي توجها بكتابة " الشعر اليمني المعاصر.. دراسة نقدية". مشيراً إلى إسهامات الراحل في مضمار تعزيز القصيدة الحديثة، وعمله النقدي المذكور سابقاً الذي استطاع من خلاله ان يوطن معرفته النقدية الحديثة على مستوى عال من العلمية والأكاديمية والذي سيمهد الطريق لكثير من الباحثين في ميدان الأدب من بعده. دور فاعل فيما عبر رئيس منتدى باهيصمي الفني الثقافي بعدن الشاعر محمد سالم باهيصمي عن تعازيه الحارة لرحيل القامة الأدبية الشاعر الكبير عبد الرحمن إبراهيم، الذي خسر اليمن بفقدانه احد المقامات الأدبية والحركات النقدية باليمن الكبيرة الذي كان له دور فاعل وبصمات واضحة خطها في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. وأعتبر الهيصمي أن الفقيد معلم ثقافي وأدبي ورائد في الشعر اليمني ، وكان من أوائل الذين تغنوا بالوحدة من خلال قصيدته الشهيرة " الحب في صنعاء والعشق في عدن " التي تغنى بها الفنان القدير جمال داوود.