ثمن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إعلان الرئيس الأمريكي بتراجع الولاياتالمتحدة عن مسألة الدرع الصاروخية في القارة الأوروبية تثمينا عاليا، معتبرا ان لدى الدولتين إمكانيات جيدة للعمل المشترك بهذه المسألة. كما وصف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اليوم قرار واشنطن بالتخلي عن خططها بشأن نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا، بالقرار الصحيح والشجاع. وأعرب بوتين في كلمته في منتدى سوتشي الاستثماري الدولي عن أمله في أن تتبع هذه الخطوة إزالة جميع القيود الموجودة على تسليم روسيا التكنولوجيا المتقدمة وتفعيل العمل على توسيع منظمة التجارة العالمية وانضمام كل من روسيا وبيلوروسيا وكازاخستان إليها. وذكرت وسائل الإعلام الروسية ان هيئة الأركان الروسية، عقب القرار الأمريكي بشأن نشر منظومة الدفاع الصاروخية، تناقش الخطوات التي ينبغي اتخاذها، في إشارة إلى التراجع عن قرار روسيا في نشر صواريخ اسكندر في كاليننغراد. يشار إلى أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف كان قد صرح بان نشر صواريخ اسكندر التكتيكية في كاليننغراد يعد ردا على ظهور صواريخ أمريكية في محاذاة الحدود الروسية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلن الخميس الماضي، أن واشنطن تنوي إعادة النظر بسياستها حول نشر مضادات الصواريخ في أوروبا. وقال إن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل على إقامة منظومة دفاعية تقوم على أساس التكنولوجيات الأكثر تقدما، مؤكدا ان الإدارة الأمريكية أخذت بالحسبان مصالح روسيا في قضية نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في شرق أوروبا. هذا وقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الجمعة، بأن منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية هدفها التصدي للخطر الصاروخي الناتج عن إيران وليست موجهة ضد روسيا. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها في معهد بروكينغز بواشنطن، إن القرار بتعديل مخطط منظومة الدرع الصاروخية، اتخذ بعد مباحثات معمقة وشاملة للمخاطر، التي تصدر من إيران، وأضافت ان واشنطن قررت إقامة منظومة أكثر تطورا،وفعالية مع الأخذ بالاعتبار التهديدات الجديدة، التي تشمل إمكانية إطلاق صواريخ قريبة ومتوسطة المدى. وذكرت كلينتون ان احد الأسباب التي دفعت بلادها بإدخال تعديلات على مشروع منظومة الدرع الصاروخية هو السعي إلى تقليل تكليفاتها، موضحة ان بلادها سوف تحصل على منظومة اقل تكلفة، لكنها ستكون أكثر تطورا وفعالية.