نظمت مؤسسة بيت الشعر اليمني اليوم احتفائية خاصة بالمرحلة الثانية من دورة الشاعر الكبير عباس الديلمي (أكتوبر– مارس (2009/2010م) تحت شعار" شاعر المضمون الإيديولوجي,والحب, والوطنيات". وفي الاحتفائية التي حضرها نائب وزير الثقافة الدكتور احمد سالم القاضي وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء أشاد رئيس مؤسسة بيت الشعر اليمني الدكتور عبدالسلام الكبسي بمكانة وإبداع الشاعر الكبير عباس الديلمي. مستعرضاً في قراءة أدبية الخصائص الفنية والإبداعية التي تميزت بها تجربة الديلمي. وقال" ليس عباس الديلمي شاعراً كبيراً لأنه يكتب القصيدة الشعرية فحسب وإنما لأنه ضمن مجموعة من الأسباب يمتلك مفهوماً للشعر خاصاً به ككل شاعر مثقف كبير ويؤكد ويحرص على أهمية الكلمة والقصيدة في إحداث التغيير في سبيل الحرية". وتابع " إنَّ القصيدة يقول عباس الديلمي في سياق مفهومه الشخصي للشعر كما أسلفنا, وهي تزورهم, لا تسخر ولا تؤرخ أو تؤلف الأقاصيص, بقدر ما تصطاد خاطرة وتفسح المجال أمام الكلمة لتقوم بدوره فتحل الحكمة محل العصا والرصاصة والصراخ الذي لا معنى له والقوة المتهورة .. القصيدة ما هي إلا زائر له وظيفته في تجسيد دور الشاعر في الخلق المتجدد للعالم. ونوه الكبسي بالتقنيات التي تميزت بها مجموعة عباس الديلمي الشعرية والقراءات في إطار تجربته المتنوعة مضاميناً والمتعددة أشكالاً كالقصيدة القصيرة,والحوار المكثف, واكتفائه بالتعبير الرصين الصريح البسيط المؤدي للغرض حسب مفهومه للشعر الذي أخلص له منذ البداية, ويجدده مع كل حديث جديد في مقدماته بالذات. وقال " أما " الغنائيات " فإن عباس واحد من أساطينها المعاصرين الذين كتبوا الحميني وأعادوا صياغة الموروث, وكانوا امتداداً ثرياً لعدد من الحمينيين منذ ابن فليته,فابن شرف الدين, فعبدالرحمن الآنسي, وجددوا فيه,بجدية ودؤبية وتوظيف إمكاناته, وثقافته علاوةً على تجاربه الشخصية,وهو الأهم. ومن الذين أسهموا في إنجاز الأغنية الصنعانية الجديدة, وساهموا في ظهور, أمثال : الآنسي, والسنيدار, والسمة". فيما قدم كل من الشاعر محمد الشرفي والشاعر محمد عبد السلام منصور، والدكتور محمد حميد، والدكتور إبراهيم ابو طالب والدكتور عادل الشجاع والدكتور قائد غيلان والدكتور محمد حيدر والإعلامي علي السياني شهادات أدبية أشادت جميعها بتجربة الشاعر عباس الديلمي وخصوصيته الإبداعية على صعيد الأدب والشعر وخاصة الشعر الغنائي. وتضمن برنامج الاحتفائية تكريم عدد من الأكاديميين والمثقفين بمنحهم إيقونات بيت الشعر اليمني من الدرجة الأولى، تقديراً لدورهم البارز وعطاءاتهم المتميزة كل في مجاله وهم" دكتور احمد جبران العرامي أستاذ علم الأمراض جامعة صنعاء, دكتورة إيمان هاشم عنقاد مدير عام مجموعة مدارس ومعاهد الإيمان التأهيلية للتربية الخاصة وتعليم النطق, دكتورصالح الظاهري أستاذ علم الأجنة, والأنسجه,والتشريح جامعة صنعاء،دكتور صالح عتيق السلامي أستاذ الجراحة العامة جامعة صنعاء ، علي السياني(نائب رئيس قطاع الإذاعة), دكتورمحمد حميد أستاذ اللسانيات جامعة صنعاء, دكتور محمد فارع الدبعي أستاذ العلوم جامعة صنعاء. وشملت الاحتفائية مشاركة فنية وإبداعية خاصة قدمت من خلالها طلاب وطالبات مدارس ومعاهد الإيمان للتربية الخاصة وتعليم النطق بالأمانة النموذج الأمثل لشريحة استثنائية في الإرادة والتحدي للإعاقة بما قدموه من وصلات فنية وإنشادية ومقطوعات موسيقية غاية في الروعة والإبداع، إلى جانب معرض تشكيلي افتتحه نائب وزير الثقافة ومعه نائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور احمد الكبسي ومستشار وزارة الثقافة الشاعر محمد عبد السلام منصور ولفيف من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي الذين ابدوا إعجابهم بالأعمال الفنية التي أبدعتها أنامل طلاب وطالبات معهد ومدارس الإيمان والتعابير الجمالية والإبداعية. منوهين بالأفكار الوضاءة في رسومات ولوحات الأطفال التي تزيد عن 86 لوحة وجسدت رسائل للحب والوطن والجمال والطبيعة والسلام. واختتمت الاحتفائية بتوصيات مؤسسة بيت الشعر بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة والذي قرأه الشاعر مجاهد العشماوي وأكدت أهمية إشراك هذه الشريحة في المجتمع, وأهمية ودور الوزارات المعنية مثل التربية والتعليم, والشؤون الاجتماعية والعمل, والصحة,والجامعات اليمنية وغيرها في تقديم الرعاية التعليمية والتربوية والتثقيفية للطلبة وغير الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مراكز التأهيل,ومراكز الخدمات والتوعية والدعم والنوادي الرياضية و التثقيفية والاجتماعية علاوةً على دور القطاع الخاص في هذا الجانب كدليل على رقي المجتمع,و من أجل كرامتهم كبشر لهم الحق في الحياة والطموح والعيش الكريم.