صنعاء – سبأنت : (الشرق الأوسط)- سوسن أبو حسين أكد وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي أن اليمن يرى ضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن مباشرة لعرض تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط على المجلس للاستفادة من الموقف الدولي الداعم للحق العربي، وقلل الوزير اليمني من فائدة البحث عن طريق آخر. وتحدث القربي بأسى عن حال الدول العربية وهي ذاهبة إلى القمة قائلا: إن الدول العربية تأتي إلى القمة كل عام ولديها آمال في تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد العمل المشترك، ولولا هذه الآمال «لضاق بنا العيش». وتناول القربي في حديث خاص ل"الشرق الأوسط" على هامش القمة العربية التي اختتمت أعمالها أول من أمس في مدينة سرت الليبية، القضايا والمشروعات التي لم يتم حسمها من جدول أعمال القادة العرب، كما استعرض تطوّرات المشروع اليمني - الليبي لإقامة اتحاد عربي، وأشار إلى قرار القمّة بتشكيل لجنة لدراسته. وفيما يلي نص الحوار: * هل يمكن التوصل إلى صيغة للاتفاق على إقامة اتحاد عربي من واقع الأوراق اليمنية والليبية في هذا الشأن؟ - اتفق على تشكيل لجنة من الخُبراء والقانونيين والسياسيين وأعضاء البرلمان العربي الانتقالي والمفكِّرين والمثقفين لدراسة هذه المبادرة، التي انطلقت من دراسة اليمن لكثير من المبادرات التي قُدِّمت لإصلاح العمل العربي المشترك، ومنها المبادرة الليبية، وربما لا أبالغ إذا قلت إن هناك تشابها بحدود 70 بالمائة بين المبادرتين ونأمل أن تقدّم هذه اللجنة صيغة المبادرة النهائية إلى القمة القادمة؛ لأن اليمن يؤمن أن الأوضاع العربية الراهنة ما لم تُواكبها مُراجعة حقيقية لآليات العمل العربي المشترك فستظل على حالتها المتردية. * ماذا عن موقف اليمن ممّا طُرح بشأن إعطاء صلاحيات لرئيس القمة وللأمانة العامة؟ - هذه خطوط عامة ومطلوب توضيح التفاصيل التي تنطوي عليها هذه الصلاحيات المطلوبة للرِّئاسة وللأمانة العامة وللأمين العام. * في تقديركم.. ما الصلاحيات التي يجب أن يحصل عليها رئيس القمة والأمين العام؟ - نحن قدّمنا مُعالجة جذرية لوضع الجامعة وطالبنا بإنشاء اتحاد عربي ينطلق من التجارب التي نراها حولنا في العالم، مثل الاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي، وتجمّعات جنوب شرقي آسيا، وكلها نماذج يجب أن نستفيد منها إذا أردنا تحريك العمل العربي المشترك، والقضيّة ليست في منح صلاحيات لشخص، وإنما في البناء المؤسسي للمنظّمة التي يعمل فيها، لأن الشّخص مهما أعطي من صلاحيات فلا يستطيع أن يفعل شيئا إذا كانت هيكلية المنظّمة ضعيفة. * هل لمست تقدّما في ملف العلاقات العربية - العربية؟ - تم إقرار المبادرة السورية لحل الخلافات العربية – العربية، وأعتقد بأن هذه المبادرة طيّبة، لكنها في حاجة إلى مزيد من الدراسة للجوانب التفصيلية؛ لأننا في حاجة للاعتراف بأن الخلافات العربية يجب ألاّ تخضع في حلها لموافقة طرف من الأطراف. ولأنه إذا رفض طرف قيام الجامعة بحل الخلاف فسيبقى الوضع على ما هو عليه، ولهذا يجب أن يكون هناك نوع من الصلاحية لهذه المؤسسة، يسمح لها بأن تبادر بتقديم تصوّرات لمعالجة القضية بناءً على الخلفيات المعروفة. فكل القضايا في عالمنا العربي خلفيتها معروفة للجميع. * ماذا قدّم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال وجوده في القمة؟ - أهم ما طرحه بان كي مون هو تأكيده على وجود موقف دولي يرفض السياسات الإسرائيلية في القُدس، وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة تحتاج هذه التغييرات في المواقف الغربية تعاملا مختلفا من قبل العرب، وكذلك أكّد على أهميّة الاستمرار في المُباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن المجموعة العربية أكدت من جهتها أن هذه القضيّة يجب أن ترتبط في المقام الأول بوقف القرارات التي اتخذتها إسرائيل من بناء مستوطنات وضمان ذلك في المستقبل. * لجنة مبادرة السلام بحثت كيفية إعادة القضيّة الفلسطينية إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية خاصة فيما يتعلق بإنقاذ القدس. إلى أين وصلت المساعي العربية؟ - هناك خيارات كثيرة مطروحة، منها أن نذهب إلى مجلس الأمن مباشرة، أو أن نذهب إليه بناء على قرار من محكمة العدل الدولية، وهناك رأي قانوني أفاد بإمكانية الذهاب مباشرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وموقف اليمن مع أقصر هذه الطّرق، أي الذهاب مباشرة إلى مجلس الأمن. لكي نستفيد من الوضع العالمي النشط الذي تجسّد في مواقف أميركا والاتحاد الأوربي والمجتمع الدولي الرافض للإجراءات الإسرائيلية، والذي يعتبر القدس أراضي محتلة، وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وبالتالي يمكن إصدار قرار من مجلس الأمن دون فيتو أميركي.. لذلك كان اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية مهما جدا لاختيار أفضل الطّرق لإنجاح التحرّك العربي وتجنّب الفشل. * ماذا أضافت قمّة سرت للعمل العربي المشترك؟ - في كل قمّة نأتي ولدينا آمال كبيرة، ولولا هذه الآمال لضاق بنا العيش. * ما الأفق الذي انطلق منه اليمن خلال هذه القمّة؟ - الرئيس على عبد الله صالح لامس القضايا الداخلية اليمنية لكي يُطلع إخوانه القادة على حقيقة ما يحدث في اليمن بعيدا عن النقل السيِّئ لوسائل الإعلام، كما أطلعهم على الجهود التي تبذلها الحكومة الآن لبناء السلام ومُعالجة الأوضاع في المُحافظات الجنوبية الشرقية، التي تنطلق من الالتزام بالدستور والقانون وبالوحدة اليمنية، إضافة إلى طرح مبادرة الاتحاد العربي، وأملنا في دفع هذه المبادرة إلى حيّز التنفيذ من خلال القرار الذي اُتخذ في القمة. * أشار إعلان سرت في فقرة منه إلى قضيّة الإرهاب.. هل طلب اليمن دعما لمكافحة تنظيم القاعدة؟ - نحن في اليمن ننظر إلى "القاعدة" كتنظيم دولي ليس محصورا في بلد بعينه، فهو في أوربا وأميركا ويمثل لنا في اليمن إشكالية تماما كما يمثل للأميركيين، واليمن بحُكم ظروفه الاقتصادية وإمكاناته قال ويقول دائما إنه في حاجة إلى بناء قدراته لمكافحة الإرهاب. الشرق الأوسط