تجددت الاشتباكات في بلدة سلوان وأحيائها جنوب المسجد الأقصى، لليلة الثانية على التوالي بين المواطنين الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة من جهة ثانية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية: إن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة عدد كبير من المواطنين، خاصة نتيجة استنشاق الغاز السام المسيل للدموع، والإصابة بالرصاص المعدني المُغلّف بالمطاط. وكانت المواجهات تجددت مساء أمس، وامتدت حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية أحبط خلالها الأهالي محاولة للعشرات من اليهود المتطرفين وبحماية قوة من شرطة وحرس حدود الاحتلال للسيطرة والاستيلاء على منزل عائلة المواطن عبد الله ابو ناب بزعم أن المنزل كان قبل العام 1967م كنيساً. وتم خلال ذلك الاعتداء على من في البيت من نساء وأطفال، فيما أصيب جندي إسرائيلي وعدد من المتطرفين اليهود من خلال رشقهم بزخات من الحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة. وتركزت المواجهات في ساعات الليلة الماضية في حي 'مراغة' أو الحارة الوسطى المُطلة على حي البستان وامتدت لتشمل سائر أحياء البلدة وامتدت لتشمل حي العباسية والثوري وعين اللوزة وبئر ايوب وحي الصلعة وغيرها، وتم خلالها إصابة ثلاثة عناصر من شرطة وحرس حدود الاحتلال وعدد من المتطرفين اليهود، بالإضافة الى إعطاب سيارة دورية تابعة لشرطة الاحتلال بعد فرارا من فيها نتيجة رشقها بوابلٍ من الحجارة. وتحدث المواطنون عن إطلاق كثيف للنيران من قبل اليهود المتطرفين وقوات الاحتلال، بالإضافة إلى إطلاق عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع؛ فضلاً عن استخدام الهراوات وأعقاب البنادق في الاعتداءات على المواطنين؛ الأمر الذي تسبب بعشرات الإصابات بين المواطنين تم علاج أكثر من ستين منهم نتيجة استنشاقهم للدخان المنبعث من القنابل السامة الغازية المسيلة للدموع. وشارك في مواجهات الليلة الماضية معظم الأهالي بحي بطن الهوى، الحارة الوسطى، في الانتفاض ضد اليهود المتطرفين وقوات الاحتلال بعد اقتحام منزل عائلة أبو ناب والاعتداء على ساكنيه بهدف الاستيلاء عليه وتحويله إلى كنيس وبؤرة استيطانية. وتسود سلوان وأحيائها أوضاع شديدة التوتر، في ظل دوريات عسكرية وشرطية تجوب شوارع البلدة وتنصب الحواجز المُباغتة لتفتيش المواطنين والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية، ويخشى أن يكون ذلك تمهيداً لاعتقال المزيد من أهالي المنطقة.