تمثل الملتقيات والمهرجانات والمؤتمرات في عالم اليوم من أهم الوسائل لاكتساب المهارات وعرض التجارب الناجحة لدى مؤسسات المجتمع المدني. ومن هذا المنطلق سعت جمعية الإتقان الاجتماعية الخيرية إلى تنظيم ملتقى لأيتام اليمن، والذي أصبح تقليدا سنويا تحرص الجمعية على إعداده بشكل متميز مستشعرين أهمية دور الشباب في البناء و التنمية. إدارة أخبار المرأة والطفل رصدت انطباعات الأيتام المشاركين حول أهمية الملتقى وفعالياته التي بدأت في السابع من يوليو ويستمر لمدة عشرة أيام وتنظمه جمعية الإتقان الاجتماعية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للتوعية الذي يعتبر الأول من نوعه في اليمن حيث خرج من النطاق المحلي إلى النطاق العربي بمشاركة عدد من أيتام الدول العربية و ذلك تجسيدا للتعاون و التعارف بين أبناء الدول المشاركة. وحول أهمية الملتقى أوضح مدير عام جمعية الإتقان الاجتماعية الخيرية قائد الملتقى فيصل محمد السلمي أن ملتقى الأيتام انطلقت أولى فعالياته في العام 2005م، بمبادرة من جمعية الإتقان الاجتماعية الخيرية، وهذا الملتقى هو السادس الذي تميز بمشاركة عربية فالملتقيات السابقة كان محلية. وأكد السلمي أن المشاركة العربية في الملتقى تضيف نطاق أوسع للتعارف والتقارب وامتزاج واختلاط الثقافة بين أبناء الوطن العربي و رسم صورة وحدوية للوطن العربي، مشيرا إلى أنه تم في الملتقيات الخمسة السابقة رسم صورة وحدوية لليمن بمشاركة جميع المحافظات و في هذا الملتقى نرسم صورة وحدوية للعالم العربي، مدللا أن شعار حفل التدشين ملتقى الأيتام هو خريطة الوطن العربي وليس علم دولة معينة. وأشار السلمي إلى أن الهدف من إقامة الملتقى هو من اجل الاهتمام باليتيم وتأهيله وإكسابه مهارات جديدة، وإعداد جيل متفاعل مع قضايا أمته مهتما في بناء وطنه وتماسك وحدته، وكذا تعميق مفاهيم الوحدة وتعميق حب الدين والوطن وتنمية روح العمل الجماعي والتأكيد على مبدأ النظام و الالتزام بروح المسؤولية المشتركة، إضافة إلى تحصين الأيتام وغرس قيم الأخلاق الفاضلة و التحلي بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف واكتشاف المواهب و القدرات وبث روح التنافس بين المشاركين ورعاية المبدعين و الموهوبين منهم. ولفت إلى أن الجمعية تسعى في المستقبل إلى إعلان الملتقى العالمي للأيتام يشارك فيه أيتام من أمريكا وروسيا وبريطانيا و من الدول الإسلامية ومن أي دولة، منوها بأن هناك مفاجآت ومبادرات سيتم تقديمها والإعلان عنها في الحفل الختامي لهذا الملتقى. فيما يقول مشرف أيتام السودان معتز عثمان احمد حضرنا من السودان لعدة أهداف ووجدنا أهم هدف هو إنجاح هذا الملتقى لأنه في اعتقادنا خطوة أولى في طريق الوحدة العربية فعبر الأيتام نرسل رسالة لكل الحكومات والشعوب بأنه في ظل الوحدة ينعم الجميع بالخير الأيتام الفقراء وكل قطاعات المجتمع تنعم بالخير في ظل الوحدة. ودعا معتز إلى إنشاء كيان لأيتام العرب كيان يكون عبر الحكومات الجهات الرسمية والشعبية لكفالة الأيتام بصورة فاعلة و تحريك المجتمع للنهوض بكفالة الأيتام ليس في سبيل الكفالة الشهرية، وإنما كفالة في مختلف المجالات التعليمية والترفيهية و الصحية بحيث يشعر اليتيم أنه لم يفقد والديه أو أحدهم، ويكون المجتمع أسرة بديلة لليتيم. أما المشارك من جبيوتي أسامة عثمان عبدالله يقول: لم أكن أتوقع عند مجيئي إلى هذا الملتقى المنعقد في يمن الخير أن أرى هذا الكم من الجد في مساعدة اليتيم. وأضاف: عند قدومي للمشاركة في هذا الملتقى كان لدي دوافع عديدة لكنها تضاعفت كثيرا عند سماعي كلام المسئولين اليمنيين خاصة عندما استمعت لكلمة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية في افتتاح الملتقى حول مساعدة الأيتام وعندما رأيت الاستكش التعبيري الذي قدم خلال حفل أدخل ذلك البهجة بداخلي وأقسمت أن اصنع شيئا في المستقبل. وأردف أكثر شيء أعجبني في هذا الملتقى هو شعار الملتقى "جيل يبني وطنه ويحميه" فكلنا مسئولين على بناء أوطاننا و سنعيد أمجاد الإسلام والمسلمين في مختلف المجالات العلمية والدينية و غيرها من المجالات التي أبدعوا فيها من سبقونا. مؤكدا بأن الملتقى يبعث للشخص دوافع عديدة ومتعددة تجعله يذاكر ويجتهد من اجل مستقبل أفضل لنا و لا وطننا و هذا الملتقى سيجعلني أضع بصمتي في التاريخ الإسلامي بإذن الله تعالى. مصطفى حسنين محمد سعيد من جمهورية مصر العربية أكد بأن مشاركته في الملتقى فرصة للتعرف على أيتام من اليمن والدول العربية الأخرى المشاركين في الملتقى و كذا تبادل الخبرات و الثقافات والعادات والتقاليد وإيصال رسالة إلى الشعوب العربية بأهمية وضرورة الوحدة. اليتيم ياسين عبدالغني عامر من جمعية الإتقان الخيرية وصف الملتقى السنوي لليتيم بالشيء الجميل يدخل البهجة و السرور إلى قلب كل يتيم خاصة انه يشعر أن جميع أبناء المجتمع يهتمون به ويرعوه ويساندوه في تحقيق أحلامه و تطلعاته وأهدافه وطموحاته المستقبلية. وأكد بأن أجمل ما كان في هذا الملتقى هو وجود أيتام من الدول العربية مما يتيح المجال لنا كيمنيين و لإخواننا و أشقاءنا العرب التعرف على تجارب الآخر وخبراته مما يعمق ويجذر العلاقات العربية المتأصلة والمتجذرة في التاريخ ويطور من أساليب رعاية الأيتام. ويشتمل ملتقى الأيتام على عدد من الأنشطة والفعاليات العلمية والأدبية والترفيهية و السياحية والفنية والثقافية والرياضية، إضافة إلى عقد عدد من الندوات والفعاليات حول التأصيل الشرعي والقانون للحوار وفنون ومهارات الحوار، ندوة الوحدة اليمنية منجز على طريق الوحدة العربية ودور الشباب.