نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) اليوم أمسية ثقافية بعنوان " قراءات فكرية وتحليلات سياسية لمشروع اتحاد الدول العربية". وقدمت في الأمسية التي شارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين ورقتي عمل الأولى بعنوان "على طريق تطوير العمل العربي المشترك ، المبادرة اليمنية بين الواقع والطموح،" لرئيس اللجنة الدستورية بمجلس النواب على أبو حليقة والثانية بعنوان " مشروع اتحاد الدول العربية بين طموح الأمة وعوائق السياسة " لأستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود العودي. تضمنت الورقة الأولى مقارنة بين أهداف واليات المبادرة اليمنية والنظام الحالي للجامعة العربية الذي تسير عليه الجامعة منذ تأسيسها في العام 1945م من سبع دول عربية فقط لان العديد من الدول العربية في تلك الفترة كانت خاضعة لسيطرة الاحتلال. واستعرض أبوحليقة جوانب القصور في ميثاق جامعة الدول العربية وما أضيف إليها من ملاحق في محاولة لإصلاح تلك الجوانب، مشيراً إلى ما تضمنته المبادرة اليمنية من نظام تكاملي يسعى إلى تأسيس اتحاد عربي مواكب للمستجدات الإقليمية والدولية والأوضاع السياسية والاقتصادية للمنطقة والعالم. وتطرق إلى متغيرات العصر في ظل اختلاف موازين القوى والمفاهيم الجديدة لقضايا التنمية وحقوق الإنسان وغيرها ما يحتم العمل الجاد لإيجاد كيان عربي موحد قادر على مواجهة تلك المتغيرات سيما في ظل قناعة الأمة العربية وقيادتها بعجز الجامعة العربية بوضعها الحالي عن تلبية طموحات الشعب العربي. فيما استعرضت الورقة الثانية لأستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود العودي محاولات توحيد الشعوب العربية بين الماضي والحاضر، مشيراً إلى أن عملية وحدة أو توحيد الشعوب في الماضي خضعت لمعادلة القوة العسكرية فيما تقوم اليوم على معادلة متعلقة بالمصالح الاقتصادية والوطنية وهي المتغير الحاسم في عملية التوحيد. وارجع العودي تعثر وحدة العرب حديثاً بدءا من وحدة مصر وسوريا مروراً بالإتحاد العربي لدول المشرق والإتحاد المغاربي ومجلس التعاون الخليجي إلى استمرار تطلعات النفوذ الشخصي سياسيا وعسكريا للحاكم وتجاهل حقائق ومتغيرات العصر المتعلقة بأهمية وحدة المصالح الاقتصادية والوطنية كضرورة موضوعية. وأشار الدكتور العودي إلى أن ما كان ينبغي فهمه منذ منتصف القرن الماضي على الأقل ويجب إدراكه اليوم عن يقين هو أن التعدد والتنوع في الأنظمة السياسية العربية يمكن أن يصبح في ظل وحدة اقتصادية عربية شاملة ومصالح سياسية وطنية مشتركة ميزة وليس عيباً. ولفت إلى أن أهمية المبادرة اليمنية تكمن في ما تضمنته من أهداف تسعى إلى إيجاد اتحاد عربي قادر على مواجهة تحديات العصر ومتغيراته.