اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما الليلة الماضية منافسه ميت رومني بانه يعاني من "فقدان ذاكرة" سياسي فيما وصف الجمهوريون ذلك بالتفاهة قبل 18 يوما من الانتخابات. واتخذت الهجمات الكلامية الليلة الماضية طابعا رديئا حيث تهكم الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته على جهود رومني البقاء في الوسط مع اقتراب موعد الانتخابات. وقال اوباما في تجمع انتخابي حضره نحو تسعة الاف شخص في حرم جامعة قرب واشنطن "السيد +المحافظ الشديد+ يريدكم ان تصدقوا انه كان يمزح بشدة حول كل ما قاله السنة الماضية". ولم تنجح مساعي معسكر اوباما في النيل من رومني بتوجيه النعوت المسيئة له كتشبيهه "بروبن هود بالمقلوب" لتشويه سياساته الضريبية، لحماية شعبية الرئيس في استطلاعات الرأي. لكن مع اقتراب موعد المناظرة الثالثة والاخيرة بينهما الاثنين عادت حملة اوباما الى الصيغة التي تم تجريبها بوصف رومني بالمتقلب غير الجدير بالثقة. وقال اوباما امام الحشد "اعتقد انه يغير كثيرا ويخلف بوعوده ويتهرب، ينبغي ان نجد اسما لهذه الحالة التي تصيبه. اعتقد انها +حالة فقدان ذاكرة رومنية +. هذا اسم الحالة". في تلك الاثناء كان المرشح الجمهوري يقوم بحملة في اكبر ساحات المعركة السياسية على الاطلاق وهي فلوريدا، حيث ستجري مناظرة الاثنين ولم يتردد في الرد على تعليقات الرئيس. وقال رومني امام حشد ضم اكثر من 8500 شخصا في دايتونا بيتش "نزلوا الى مستوى الهجمات التافهة ولعبة الكلمات السخيفة" مضيفا ان حملة اوباما لاعادة انتخابه "اصبحت الحملة المنكمشة بشكل غير معقول". واضاف "هذه دولة كبيرة فيها فرص كبيرة وتحديات عظيمة، وما انفكوا يتحدثون عن امور اصغر واصغر". ورومني الذي كان يرافقه بول راين المرشح لمنصب نائبه، هاجم الرئيس لعدم وضعه خطة لسنوات اربع اخرى في حالة اعادة انتخابه. وقال "ليس لديهم اجنده للمستقبل لا اجنده لاميركا ولا اجنده لولاية ثانية". وفيما وصف معسكر رومني تعليقات اوباما بالسخيفة، يبدو ان صورة رومني كرجل متقلب وهو ما نعته بها زملاؤه المحافظين في السابق، ستؤثر على الناخبين المترددين. وفيما كان اوباما يخاطب حشدا في فرجينيا، الولاية التي فاز فيها بغالبية ضئيلة في 2008 لكن رومني يتقدم فيها، توجه نائبه جو بايدن الى فلوريدا حيث يسعى ثلاثة من المرشحين الاربعة الرئيسيين لجذب الاصوات. وكان اوباما فاز في الولايتين في 2008 لكن في مؤشر على شدة التنافس هذا العام، يسعى المرشحان لانتزاع الاصوات حيث فلوريدا تميل نحو رومني، بحسب استطلاع اجراه موقع ريل كلير بوليتسكي الذي يحظى بنسبة قراءة مرتفعة. ففي فلوريدا حصل رومني على دعم صحيفة اورلاندو سينتينل التي عكست افتتاحيتها خيبة واسعة من طريقة تعامل اوباما مع الاقتصاد. ومساء الاثنين سيكون المرشحان في "ولاية الشمس الساطعة" حيث ستجري مناظرة متلفزة في بوكا راتون تركز على الشؤون الخارجية. وفي الحملة يعتبر اوباما قويا في موضوع السياسة الخارجية بفضل سحبه القوات الاميركية من العراق وامره ارسال قوة خاصة لقتل اسامة بن لادن في باكستان. لكن معسكر رومني انتقد الرئيس لطريقة تعامله مع ملف الشرق الاوسط واتهمه باهمال الحليفة اسرائيل والاستخفاف بتهديد الطموحات المتطرفة التي اطلقت عنانها الثوارت في العالم العربي. وسيمضي اوباما عطلة نهاية الاسبوع في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد استعدادا للمناظرة الاثنين، فيما سيكون رومني في فلوريدا.