كشفت مصادر فلسطينية مطلعة صباح اليوم الاربعاء، أن الاتصالات التي تجرى بين مختلف الأطراف لاحتواء التصعيد العسكري في قطاع غزة، قد فشلت حتى اللحظة في التوصل لاتفاق يقضي بإعادة حالة الهدوء للقطاع. وأرجعت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها في تصريحات صحفية نشرت اليوم سبب الفشل الى اصرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي على ضرورة وقف اطلاق الصواريخ من غزة دون شروط مسبقة بينما تصر المقاومة الفلسطينية على وقف اطلاق نار مشروط برفع الحصار عن غزة وتعهدات بوقف الاغتيالات . وأكدت المصادر أن كل الاتصالات التي أُجريت حتى اللحظة فشلت في التوصل لاتفاق عام يضمن إلزام إسرائيل بوقف عدوانها بشكل مستمر، مشيرةً إلى أنه تجري اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية للتأكيد على موقفها الرافض للقبول بأي تهدئة مجانية. ونفى عدد من المتحدثين باسم الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وجود أي اتفاق حتى اللحظة للعودة للتهدئة، مؤكدةً استمرارها في قصف المواقع والبلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع. من جانبه قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن اعلان التهدئة مع اسرائيل برعاية مصرية لم يتم بعد بسبب عدم تلقي رد الاحتلال بهذا الشأن. وقال عزت الرشق "نحن لا زلنا في انتظار الرد الإسرائيلي وسيكون الإعلان الاربعاء إن شاء الله. ." واضاف أن اتفاق التهدئة تعطل لأن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على المقترحات. وانفض الاجتماع في القاهرة والذي استمر لساعات دون ان يسفر عن شيء, وقالت مصادر اعلامية ان اتفاق التهدئة لم يوقع من اي طرف وان الطرف المصري لم يوقع . ورجح مراقبون انه سيتم الانتظار لحين وصول وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون الى القاهرة اليوم . وكان من المفترض ان يعلن عن التوصل لتهدئة في تمام الساعة التاسعة من مساء أمس في مؤتمر صحفي يعقد في القاهرة ويحضره خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ورمضان شلح امين عام الجهاد الاسلامي والوسيط المصري. وقالت مصادر صحفية ان اهم بنود الاتفاق الذي وقع في القاهرة يتضمن وقف شامل لاطلاق النار ووقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل ووقف الاغتيالات وادخال تسهيلات على المعابر المحيطة بالقطاع . واضافت المصادر ان مصر هي الضامن لاتفاق التهدئة . ونقل موقع /يديعوت احرونوت/ الالكتروني الذي أورد ما اسماه ببنود الاتفاق وبعض ما تطالب به إسرائيل عن مصادر امنية قولها انه لا زال هناك بعض الخلافات الجوهرية التي تعيق حتى اللحظة توقيع الاتفاق مطالبين مصر بلعب دورها في هذا الإطار . وفيما يتعلق بالاتفاق الاخذ بالتبلور في العاصمة المصرية قال الموقع بان الاتفاق لن يتطرق للتفاصيل الدقيقة بل سيتضمن بين اربعة الى ستة بنود متفق عليها مصريا واسرائيليا وفلسطينيا " حماس والجهاد . ويأتي الحديث عن تهدئة في ظل استئناف طائرات الاحتلال الاسرائيلي صباح اليوم قصفها باستهداف عدة منازل في قطاع غزة اضافة الى مقرات حكومية. وقصفت الطائرات الاسرائيلية منزل أحد المواطنين من مخيم النصيرات ما ادى الى تدميره والحاق اضرار مادية بعدد من المنازل المجاورة قبل ان تقصف منزل اخر بصاروخ استطلاع تلاه قصف المنزل بالطائرات الحربية ودمرته. واطلقت الطائرات الاسرائيلية صاروخا واحدا على جسر تاريخي يربط بين مخيم النصيرات وقرية المغراقة وسط القطاع ما ادى الى تدميره. وبعد منتصف الليل بقليل اطلقت الطائرات الاسرائيلية سبعة صواريخ من الطائرات الحربية تجاه مجمع ابو خضرة الحكومي الذي يضم مقرات لوزارات مدنية ما ادى الى تدميره واشتعال النيران فيه. وأدى القصف الى الحاق اضرار مادية ايضا بعدد من المكاتب الصحفية بينها مقر مكتب شبكة قناة الجزيرة القطرية ومركز الدوحة ومقر وكالة الانباء الامريكية الاشيوشيتدس برس.. كما اشتعلت النيران في احد الابراج المقابلة لمجمع ابو خضرة ولعدد من مكاتب الحج والعمرة. واطلقت الطائرات الاسرائيلية صواريخها تجاه اراضي فارغة شمال غرب المدينة وقصفت موقع الخيالة . واستأنفت الطائرات الاسرائيلية قصفها لمنطقة الانفاق جنوب قطاع غزة ما ادى الى اشتعال النيران في عدد منها واستهدفت مجمع الكرامة الثقافي. من جانبها جددت الفصائل الفلسطينية قصفها على المدن والبلدات الاسرائيلية المحيطة بالقطاع . وبدأ القصف الصاروخي منذ الساعات الاولى لهذا اليوم على مدن كريات ملاخي وجان يبني، والمنطقة المحيطة ، ولم تذكر المصادر الاسرائيلية عدد الصواريخ التي سقطت على هذه المنطقة مكتفية بذكر عدم وقوع اصابات . لحقها قصف صاروخي وقذائف هاون على من منطقة "شاعر النقب" ومدينة سديروت دون وقوع اصابات . وقبل الساعة الثامنة تم استهداف مدينة عسقلان بالصواريخ ، حيث اعترضت "القبة الحديدية" احد هذه الصواريخ دون ذكر سقوط صواريخ اخرى .