يستعد شمال شرق الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة لوصول عاصفة ثلجية عنيفة تحمل ثلوجا وامطار مترافقة بانخفاض كبير في درجات الحرارة من نيويورك إلى ماين وفي المناطق الداخلية المكتظة بالسكان. وتوقعت أجهزة الرصد الجوي الأمريكية الوطنية "عاصفة شتوية كبرى" يومي الجمعة والسبت قائلة غن مدينة نيويورك تواجه عاصفة ثلجية مصحوبة بالرياح القوية والثلوج. وأوضحت الأجهزة أن "عاصفتين إحداهما من المنطقة القطبية والأخرى من المنطقة الاستوائية ستلتقيان لتشكلان عاصفة شتوية كبرى وربما تاريخية". وتأتي العاصفة بعد أكثر من ثلاثة أشهر بقليل على كارثة الإعصار ساندي الذي احدث خرابا كبيرا في منطقة مدينة نيويورك ونيوجيرزي وأودى بحياة 132 شخصا فيما بلغت قيمة الأضرار ما يقدر بأكثر من 71,4 مليار دولار. ويتوقع أن تضرب العاصفة بشكل خاص بوسطن لكن الأرصاد تقول إن العاصفة ستتواصل حتى السبت ويعقبها ارتفاع في درجات الحرارة. وأضافت أجهزة الأرصاد الأمريكية القول إن "العاصفة ستبلغ ذروتها في ساعة مبكرة من يوم غد السبت إلى شرق كيب كود" متوقعة ما بين 30 و60 سنتم من الثلوج في أنحاء المنطقة. ومن المتوقع هبوب رياح قوية تتراوح سرعتها بين 40 و65 كلم بالساعة وعواصف بقوة أعاصير بسرعة تصل إلى 120 كلم. وقال خبراء الأرصاد إن نيويورك قد تشهد تراكما للثلوج يصل إلى أكثر من 30 سنتم.. أما في بوسطن، حيث طلب من المدارس الإقفال، فمن المتوقع أن تبلغ سماكة الثلج ما يصل إلى 60 سم وما يزيد مع اندفاع الرياح. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ إن مدارس المدينة ستبقى مفتوحة غير أن عبارة ستاتن آيلاند الشهيرة ستقلص رحلاتها فيما طلب من المواطنين الاستعداد للأسوأ.. مضيفاً انه "بسبب احتمال انقطاع التيار الكهربائي وصعوبات حركة المواصلات يطلب من أهالي نيويورك تخزين المواد الضرورية بما في ذلك الأدوية". واستدعت السلطات في نيويورك ونيوجيرزي المجاورة طواقم إضافية وتقوم بتجهيز كاسحات الثلج. .وقالت إنها نشرت أكثر من 200 قطعة من معدات إزالة الثلج والصقيع في مطارات رئيسية مثل مطار ج.اف. كنيدي الدولي ولاغوارديا ونيوارك ليبرتي الدولي. وألغيت نحو 900 رحلة فيما تأخرت آلاف أخرى رغم أن الطقس الأسوأ لم يصل بعد. وحذر موقع للطقس أن العاصفة "يمكن أن تفاجئ العديد من الأشخاص غير المتنبهين مساء اليوم" محذرا من أحوال جوية "يحتمل أن تكون خطيرة".. وقال إن "الرياح القوية لن تتسبب فقط بتيارات عنيفة بل بفيضانات في المناطق الساحلية وانقطاع التيار الكهربائي.. يمكن للرياح أن تقترب من قوة الأعاصير في المناطق الساحلية". ويقارن البعض ممن يتذكرون العاصفة المرتقبة بالعاصفة الثلجية العنيفة عام 1978 التي أودت بحياة 100 شخص وأغرقت بوسطن في أكثر من 68 سنتم من الثلج فيما غرقت بروفيدانس في رود آيلاند تحت 71 سنتم من الثلج تقريبا.. وأثناء تلك العاصفة اجبر الناس على ترك سياراتهم التي حوصرت على الطرق السريعة وعمدوا إلى التنقل في بوسطن على المزالج وانتعلوا أحذية الثلج.