زار رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم جامعة الناصر بصنعاء، واطلع على أنشطتها التعليمية والأكاديمية والبحثية. والتقى رئيس الوزراء أثناء الزيارة ومعه نائبه لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، ورئيس الجامعة الدكتور عبدالله طاهش وأمين عام الجامعة علي الذيفاني وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام، الذين أطلعوه على سير العملية التعليمية والأكاديمية والأنشطة العلمية والبحثية للجامعة وما تبذله من جهود تأهيلية في إطار التنمية البشرية ومواكبة احتياجات سوق العمل عبر المساهمة بتوفير المخرجات المؤهلة في تخصصات ومجالات متعددة. وناقش اللقاء الأوضاع العامة للجامعة وما تواجهه من تحديات وإشكاليات داخلية وفي إطار علاقتها مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، وجهودها المبذولة للتغلب على تلك الصعوبات وأهمية الدور الحكومي لإسنادها بما يكنها من مواصلة دورها التنويري والوفاء بواجباتها التعليمية تجاه طلابها البالغ عددهم ثلاثة آلاف طالبا وطالبة. وأثنى رئيس الوزراء على الدور التعليمي والأكاديمي لهذه الجامعة التي تعد واحدة من صروح العلم والمعرفة الهامة على المستوى الوطني .. مؤكدا أن الحكومة تنظر إلى الجامعات من زاوية ما تقدمه من عطاء وجهد كبيرين تجاه المجتمع والوطن في ظل هذه الفترة الاستثنائية العصيبة. وأشار إلى أنه سيناقش الإشكاليات التي تم طرحها من قبل رئاسة الجامعة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والعمل على معالجتها بالتوازي مع قيام الجامعة بمعالجة أوضاعها الداخلية .. موضحا أن الحكومة حريصة على مصلحة ومستقبل طلاب هذه الجامعة وغيرها من الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة التي ينبغي أن يتم إسنادها بمختلف الطرق الممكنة. وعبر الدكتور بن حبتور عن تمنياته لقيادة الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام دوام النجاح في مهامهم الادارية والعلمية والأكاديمية وايلاء البحث العلمي المزيد من العناية في الفترة المقبلة. وألقى رئيس الوزراء أثناء لقائه الموسع قيادة الجامعة وأساتذتها ومعيديها وجمع من طلابها وطالباتها محاضرة حول العملية التعليمية والمعرفية والأكاديمية والبحثية ودورها المباشرة في النهوض بالأوطان . وتطرق إلى الأوضاع الراهنة التي يمر بها الشعب اليمني في ظل مقاومة العدوان والحصار السعودي الاماراتي وما أنجزه الصمود الرسمي والشعبي من نصر حتى الآن، فضلا عن ما خلفه العدوان والحصار من مأساة انسانية مروعة وطاحنة في أوساط اليمنييين. كما تطرق رئيس الوزراء إلى المستجدات في المحافظات والمناطق المحتلة والإنتهاكات الفظيعة التي ترتكبها دولتي الاحتلال بحق أبناء هذه المحافظات بما في ذلك ممارساتهم الاجرامية بحق المعتقلين والاسرى والتي تم نشرها والحديث عنها عبر وسائل الاعلام الدولي والتي ترقى إلى جرائم حرب جسيمة يجب اخضاع مرتكبيها الإماراتيين والسعوديين وعملائهم في حكومة الفنادق وما يسمى بالمجلس الانتقالي لمحاكمة دولية والتي تجاوزت في أشكالها السجون العالمية المعروفة بانتهاكاتها المروعة لحقوق السجناء والمعتقلين. وأكد رئيس الوزراء في محاضرته التي شارك فيها نائب رئيس الوزراء لشؤن الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، أن جامعة الناصر تعتبر من الجامعات الهامة في اليمن التي ساهمت عبر نشاطها بمساعدة العديد من خريجي هذه المؤسسة الاكاديمية المحترمة وايصالهم إلى سوق العمل. واعتبر هذا الإسهام مهما وكبيرا للمؤسسات التعليمية الاكاديمية.. وقال " جامعة الناصر من الجامعات التي ينبغي أن نحافظ على بقائها وثباتها وتطورها، ففيها قرابة ثلاثة آلاف طالبا من عمق المجتمع اليمني ينبغي أن نراعي مصلحتهم قبل أي شيء آخر". وأضاف "سمعة أي وطن في العالم من سمعة الجامعات لذلك ينبغي أن نحافظ عليها ونرعاها وأي اشكاليات ادارية أو قانونية ينبغي معالجتها والحفاظ على النظام الأكاديمي". ومضى "التعليم بشكل عام والجامعات بوجه خاص هي طوَّق النجاة الوحيد والأخير لأي مجتمع من المجتمعات لأن فيها ينتج العلم وتنتج المعرفة والثقافة" .. موضحا أن المراحل الأولى للتعليم يتم تلقين التلميذ المفاهيم بينما في الجامعة هناك انشغال بالبحث العلمي وبحاجة المجتمع وبالتدريس. ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن العناصر الرئيسية لنشاط الجامعة هو انتاج الفكر والمعرفة والثقافة التي ترتقي بالمجتمع من مراحل الجهل إلى مراحل متقدمة .. مبينا أنه بدون كسر دائرة وحلقة الجهل لا يمكن للشعب اليمني التحرر ولا يمكن له أن يضاهي أي شعب من الشعوب . وذكًر أن تاريخ نهضة الأمم كلها مرت من الجامعات ولم تمر من أي مكان آخر وهو ما يحتم على الجميع مراعاته في إجراءاتهم وأنشطتهم .. وقال " لو ركزنا على الجامعات وأعطيناها مدى واسع وحرية أوسع كانت أجدت لنا فرص العمل وحررتنا من الجهل والتخلف والفقر لأن الاقتصاد لا يمكن أن يأتي على نظام يتعارض مع اقتصاد حرية السوق المبنية بالأساس على العلاقة بين العمل الأكاديمي المتطور والبحثي في الاختصاص ذاته وأيضا حركة السوق وحركة الاقتصاد". وأضاف "إن عدم مراعاتنا هذه الحقيقة الساطعة، فإننا سنظل نعيد وتنتج بآلياتنا البدائية المتخلفة، حياتنا البدائية وهو ما لا يرضي به إنسان وطني يريد أن يحرر هذا المجتمع من التخلف والجهل ". وتطرق إلى أن العالم كله يتباهى بعدد الجامعات وعدد المراكز البحثية وبما تنتجه من علوم وابتكارات لفائدة البشرية جمعاء .. موضحا أن قيمة الشعوب ليس بما تملكه من ثروة بل بما تمتلكه من عقول وبما تنتجه من ثقافة وعلوم وبتخلصها من الجهل وطالب الدكتور بن حبتور جامعة الناصر وغيرها من الجامعات إلى تنشيط أقسامها العلمية والعمل على انتظام اجتماعاتها شهريا لمراجعة الخطة الدراسية والبرنامج الزمني وموضوع الدراسات العليا والكتاب الجامعي وموضوع السينمار والمحاضرة الرئيسية. وقال "يلي ذلك الانتقال إلى تفعيل اللجان والمجالس الموجودة كالمجلس الأكاديمي ومجلس شؤن الطلاب والمجلس التعليمي ومراعاة عملية التوثيق ذلك أنه بدون تفعيلها فإن الجامعة ستكون عبارة عن مدرسة". وتناول رئيس الوزراء في سياق محاضرته المواضيع المتصلة بالتعليم العالي والأكاديمي والنشاط البحثي . وكان رئيس الجامعة الدكتور عبدالله طاهش، ألقى كلمة استعرض فيها واقع الجامعة التعليمي والأكاديمي وأهدافها الأساسية .. مؤكداً أن الجامعة حققت أهدافها المرسومة في المجالات التعليمية والبحثية والاجتماعية وتمتلك مخرجات متميزة. وأوضح أنه فيما يتصل بالمجال التعليمي، تمكنت الجامعة من توفير منهج حديث يتواكب مع متطلبات السوق وكادر تدريبي مؤهل قادر على العطاء فضلا عن بنية تحتية تحت اشراف إدارة تقوم على العمل المؤسسي والأخذ بقانون التعليم العالي ومعايير مجلس الاعتماد الأكاديمي. ولفت الدكتور طاهش إلى أن الجامعة في المجال البحثي استطاعت توفير معامل بحثية متميزة إلى جانب دعمها للكثير من المجلات العلمية البحثية ودعم وتمويل العديد من الأبحاث العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة .. مشيرا إلى التزام الجامعة بواجباتها تجاه خدمة المجتمع عبر تنفيذ الكثير من الأعمال الخيرية والانسانية وتوفير المنح الدراسية المجانية لطلاب تحول الظروف المعيشية الراهنة دون التحاقهم بالتعليم الجامعي.