يتخوف البعض من الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبح الروبوت ممرضا ومترجما ومدير حسابات وأيضا مذيع نشرة أخبار؟ لكن في المقابل هناك من يتفاءل، ويتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي قرابة 21 مليون وظيفة حول العالم حال اكتساب المهارات المناسبة. ومع ذلك، يواجه الجيل الجديد من طلبة الجامعات والمدارس في دول العالم خطر استحواذ الروبوتات وعمليات الأتمتة على الفرص الوظيفية في المستقبل القريب حيث سينصرف كثير من البشر إلى الاستمتاع بأوقات فراغهم وتقوم أجهزة الذكاء الاصطناعي بوظائف عدة خاصة في القطاع الصناعي. وتوقعت دراسة حديثة لمؤسسة "إكسفورد إيكونومست" المتخصصة في التحليلات التنبؤية والإحصاءات الكمية، أن يخسر العاملون في القطاعات الصناعية المختلفة أكثر من 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030، الأمر الذي سيجعل حجم العمالة البشرية في تلك القطاعات يتراجع بنسبة 5.8 %مقارنة بما عليه الآن، وذلك بسبب الأجيال الجديدة من الروبوتات الصناعية التي ستحل محلهم، والمزودة بقدرات أعلى في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، حيث يتوقع أن كل روبوت حديث سيقضي على 6.1 وظيفة يشغلها البشر في المصانع وخطوط الإنتاج، وأن زيادة عدد الروبوتات بنسبة 1% بالقطاعات الصناعية حول العالم، سيرفع الإنتاجية لكل عامل بنسبة 0.1%. كما توقعت الدراسة أن يرتفع معدل انتشار الروبوتات الصناعية بنسبة 30% ما سيمكن من زيادة الإنتاج الصناعي الكلي بنسبة 3.5 % تعادل خمسة تريليونات دولار، مشيرة إلى أن قطاعات النقل والتخزين الأكثر تأثرا. وأكدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مخاوفها المشروعة من حدوث تغيرات هيكلية كبيرة على النسيج الاقتصادي وطبيعة العمالة في العقود المقبلة، بدءا من معدل أعمار العاملين كما هو ملاحظ تحديدا في كل من اليابان وإيطاليا واليونان وإسبانيا أو حتى في كوريا الجنوبية والصين. ففي العام 1980 كان هناك 20 شخصا من سن ما فوق ال65 ما زالوا في مجال العمل من أصل 100 عامل، أما في السنة 2015 فبحسب أرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفع عدد هؤلاء إلى 28 ومرجح أن يكونوا 53 في العام 2050، كما نقل موقع "المدينة". وبحسب تقرير المنظمة، يتوقع على مدار السنوات العشرين المقبلة، اختفاء 14 %من الوظائف من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذه النسبة هي أقل بنحو 50 %مما توقعته دراسات متشائمة وإضافة إلى ذلك، سيتحول نحو 6.31 %من وجد بالتوازي وظائف جديدة. ويشير التقرير إلى أن «4 من كل المناصب بسبب الروبوتية مع ذلك، فإن التطور التكنولوجي يوجد بالتوازي مع وظائف تم إنشاؤها في العقد الماضي كانت في الصناعات التي يكون فيها الاستخدام الرقمي مرتفعا. وبدأ التطور مع الانتقال من عالم زراعي إلى الاقتصاد الصناعي، وامتد من أوائل القرن الثامن عشر إلى سبعينيات القرن العشرين. ففي عام 1973 شكل اختراع الشرائح الإلكترونية، الذي سمح بتطوير الحوسبة، بداية التحول الرئيسي الثاني: بمعنى انتقال الإنسان من المصنع إلى المكتب، وقد ألغت الأتمتة (التشغيل الآلي) العمل اليدوي وقدمت عليه المهن التي تتطلب شهادات؛ أما التحول الثالث فكان مع الذكاء الاصطناعي الذي بات يسمح على سبيل المثال، بترجمة أكثر دقة أو بتشخيصات طبية عالية الثقة، بحيث بات يهدد توظيف خريجي جامعات وذوي الخبرات.