تخرج عناصر تنظيم القاعدة، التي صُنعت ورُعيت تاريخياً في مختبرات عفاش والزنداني، لتوجّه خطاباً فجّاً للجنوبيين: اتركوا وادي حضرموت للإخوان المسلمين ... وسنوقف العمليات الإرهابية. هذا ليس تصريحاً عابراً، بل اعتراف مكشوف بطبيعة العلاقة العضوية بين الإرهاب ومراكز النفوذ الإخوانية في الوادي. المعادلة باتت فاضحة: الأمن مقابل التمكين الحزبي.
والأخطر أن هذا التنظيم، الذي يقدّم نفسه عدواً عقائدياً للحوثيين، لم يطلق رصاصة واحدة باتجاههم، بينما يواصل استهداف القوات الجنوبية والمناطق المحررة فقط. هذا السلوك يكشف الدور الوظيفي للقاعدة: استخدام الإرهاب كأداة ضغط سياسي لإعادة فرض سيطرة الإصلاح على الوادي، وليس جهاداً ولا عقيدة. إن ما يجري في حضرموت لم يعد يحتاج إلى تأويل. العلاقة بين الإرهاب والإخوان ليست فرضية سياسية، بل واقع تؤكده التفجيرات حين تُستخدم كورقة مساومة، وتؤكده البنادق حين تُصوَّب في اتجاه واحد فقط: نحو الجنوب.