عقدت اليوم بصنعاء ورشة العمل الثانية حول خيارات اللامركزية السياسية، والتي جاءت تحت عنوان: الفيدرالية: الجمع بين الوحدة والتنوع، وذلك بتنظيم من تيار الوعي المدني وسيادة القانون(توق) ومؤسسة فريدريش إيبرت بالتعاون مع منتدى الاتحادات الفيدرالية بكندا. وقدم المحاضرة الرئيسية في الورشة المستشار لدى منتدى الاتحادات الفيدرالية، الخبير الألماني، راينود هربر، وحضرها نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، سلطان العتواني، وأمين العاصمة عضو مؤتمر الحوار الوطني عبد القادر علي هلال، وعدد من المسئولين والسياسيين وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمفكرين والكتاب والأكاديميين، وناشطي المجتمع من مختلف الأطياف السياسية والفكرية. وفي كلمة له في افتتاح الورشة عبر أمين العاصمة عبد القادر هلال، عن الشكر والتقدير لمنظمي الورشة: تيار الوعي المدني وسيادة القانون، ومؤسسة فريدريش إيبرت، ونوه بأهمية الورشة وبالموضوع الذي تبحثه.. وعبر عن اعتقاده بأن هذا النظام الحالي لم يعد صالحاً لإدارة شئون اليمن.. قائلاً: لقد وصلنا إلى مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والإدراي والمالي والخدمي، ولا بد من نظام يحقق الاستقرار ويحصل على إجماع كل اليمنيين. وأكد هلال أن ليس هناك صيغة محددة أو قالب محدد للفيدرالية، وحذر في الوقت نفسه من أي نكهة سياسية للنظام السياسي الذي يعمل اليمنيون على صياغته من خلال مؤتمر الحوار الوطني.. ودعا في هذا السياق إلى إشراك الحكومة بكل ما لديه من خبرات متراكمة سلبية كانت أو إيجابية من أجل التوصل إلى صيغة ملائمة تلبي تطلعات الشعب اليمني، وبما يحقق الاستقرار. وعبر هلال عن ثقته بأن اليمنيين سيصلون إلى نتيجة من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لأن الشعب اليمني لم تجبره المواجهات العسكرية التي حدثت خلال السنتين الماضيتين على القبول بكفرة الحرب والقوة، ورفض التكيف معها. وقال أمين العاصمة هناك تنوع في البلاد يجب الاعتراف به ولا بد من صيغة لنظام الحكم تحفظ هذا التنوع، لأن اليمنيين بحاجة إلى الاعتراف بالآخر، والاستعداد للحوار.. ودعا إلى النظر بأمل إلى المستقبل ولا حل لنا إلا بالحوار، لأنه لم يعد هناك محل لا لحزب ولا لقبيلة لكي تختطف الدولة، اليوم التوازن السياسي والاجتماعي موجود، ومطلوب تعزيز المشاركة في الثروة وفي القرار. من جهته ألقى منسق عام تيار الوعي المدني وسيادة القانون، عبد الله الرحبي، كلمة التيار التي أوضح فيها أن هذه الورشة والورش التي سبقتها قد مثلت في محتواها أولويات التيار الذي يُعنى بتوفير الظروف الملائمة لتعزيز أسس ومبادئ الدولة المدنية الحاديثة باعتبارها الحل الأمثل والشامل لكل الإشكاليات التي أعاقت بناء الدولة اليمنية الحديثة خلال المرحلة الماضية. وقال الرحبي، كانت وسيلتنا إلى ذلك مثل هذه الفعاليات التي نستضيف فيها أفضل الخبراء الدوليين بما يقدمونه من خلاصة مفيدة لتجاربهم الأصيلة، وانشغالهم العلمي والبحثي بالتجارب وبالنماذج الدولية الحية ذات الصلة ببناء الدولة شكلاً وأنظمة ومحتوى. وشدد على أهمية الورشة التي قال إن تأتي فيما اليمن منشغل في هذه المرحلة الهامة من تاريخه بمهمة بناء الدولة الحديثة وبوضع أسسها الدستورية، ومنشغل أكثر بضمان وجود التوافق الوطني على أرضية هذه الدولة على نحو ما يجسده في هذه الأثناء مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وأكد منسق عام تيار الوعي المدني حاجة اليمن في هذه المرحلة إلى الاستفادة من الأنظمة الناجحة في العالم والتي يحيطنا بها خبراء لهم وزنهم في الساحة الدولية. من جهتها ألقت مديرة مكتب مؤسسة فريدريش إيبرت بصنعاء، آريلا جروس، كلمة استعرضت فيها الدور الذي تضطلع به المؤسسة منذ تأسيسها عام 1925، والهادف إلى نشر المعرفة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والمسئولية الاجتماعية. وقالت جروس: هذه هي الورشة الثانية، التي نهدف من خلالها إلى التحدث مع اليمنيين حول الأنظمة السياسية المختلفة، مثل اللامركزية السياسية والحكم المحلي كامل الصلاحيات أو الفيدرالية أو أي صيغة أخرى يمكن أن تفيد اليمن وتحافظ على وحدته.. وعبرت عن اعتقادها بأنه ينبغي دراسة كل هذه الخيارات لمعرفة قدرتها على التكيف مع السياق والواقع اليمني.. وشدد في هذا السياق على أن هذه المهمة مناطة باليمنيين وحدهم. وعقب جلسة الافتتاح عقدت جلسة العمل برئاسة نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتور بلقيس أبو أصبع، التي استهلت الجلسة بتأكيد أهمية الورشة، وبحاجة اليمنيين إلى إجراء حوارات ومناقشات خارج مؤتمر الحوار الوطني بما يثري الحوار ويدعمه. ثم ألقى المستشار الأول بمنتدى الاتحادات الفيدرالية،راينود هربر، محاضرته التي تركزت حول اللامركزية السياسية من خلال النماذج العديدة التي تقوم في إطارها، وشرح بالتفصيل مزايا كل صيغة فيدرالية انطلاقاً من معرفته بواقع الأنظمة الفيدرالية في بلاده ألمانيا وفي عدد من البلدان الأخرى.. وعقد في سيا محاضرته مقارنات بين الصيغ المختلفة للفيدرالية، وبين حدود العلاقة بين المركز والإقاليم. وقد حظيت المحاضرة بمناقشات ومداخلات المشاركين في ورشة العمل.