ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي وقعت في مختلف المحافظات المصرية يوم أمس الجمعة فيما يعرف ب"جمعة الغضب" إلى 144 قتيلا و1330 مصاباً.. فيما دعت جماعة الاخوان المسلمين إلى أسبوع من الاحتجاجات في جميع انحاء البلاد يبدأ من اليوم السبت وذلك في تحد واضح بعد يوم دام من المواجهات. وقالت وزارة الصحة المصرية اليوم السبت إن حصيلة ضحايا اشتباكات الأمس بمختلف المحافظات المصرية ارتفعت إلى 144 قتيلا و1330 مصاباً.. 95 حالة وفاة فى القاهرة و5 حالات فى الجيزة و25 حالة فى الإسكندرية و14 حالة فى السويس، وفى الغربية 4 حالات وفاة، والدقهلية حالة وفاة واحدة. واندلع العنف في أنحاء مصر بعدما دعت جماعة الاخوان المسلمين أمس الى "جمعة الغضب".. في وقت فرضت فيه قوات الأمن حصارا على مسجد الفتح وسط القاهرة حيث يتحصن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. تأتي هذه الحصيلة فيما دعت جماعة الاخوان المسلمين إلى أسبوع من الاحتجاجات في جميع انحاء مصر يبدأ من اليوم في تحد للجيش المصري بعد مقتل اكثر من 100 شخص من أنصارها في اشتباكات وقعت أمس دفعت البلاد بصورة أقرب الى الفوضى من أي وقت مضى. ويقول التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي أن عدد قتلى مظاهرات "جمعة الغضب" التي دعا إليها أمس بلغ 213 قتيلاً. وجاء في بيان للتحالف صدر اليوم، "طبقا للإحصاءات المبدئية، استشهد أمس الجمعة 213 مصرياً برصاص قوات انقلاب 3 يوليو أثناء مظاهراتهم السلمية لإدانة مجازر 14 أغسطس "خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقاهرة" وللمطالبة بإسقاط الانقلاب".. 21 منهم ومئات المصابين بالسويس لوحدها. كما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين اليوم عن مقتل نجل مرشد جماعة الاخوان الدكتور محمد بديع في مسيرة بمنطقة غمرة امس.. والذي شارك في تظاهرات جرت في محيط مسجد الفتح" في ميدان رمسيس بوسط القاهرة وأصيب برصاصتين في العين والرأس. وتقول الجماعة التي تتهم الجيش المصري بالتخطيط لإسقاط مرسي الشهر الماضي لاستعادة مقاليد السلطة "إن رفضهم للانقلاب على النظام أصبح التزاما اسلاميا ووطنيا وأخلاقيا ولا يمكنهم التخلي عنه". من جهة أخرى نظم عشرات الأهالى مسيرة بمحيط ميدان رمسيس، رفعوا فيها الأعلام المصرية وصورة للفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، ورددوا هتافات مناهضة للإخوان.. فيما قامت قوات الجيش والشرطة اليوم بتأمين خروج النساء من داخل مسجد الفتح برمسيس، وذلك لعدم الاعتداء عليهم من قبل أهالى رمسيس. يأتي هذا فيما تواصل قوات الجيش والشرطة إغلاقها لكافة المداخل والمحاور الرئيسية المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية. ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط صباح اليوم، انتشار آليات عسكرية وسيارات تابعة لقوات الشرطة على مداخل ميدان رابعة العدوية من ناحية طريق النصر، وشارع الطيران وبعض الشوارع الجانبية المؤدية إلى الميدان. على الصعيد السياسي قال المستشار الإعلامى لمجلس الوزراء المصري الدكتور شريف شوقى، بإن رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوى، طلب من وزير التضامن الاجتماعي الدكتور أحمد البرعى بحث الإطار القانونى لحل جماعة الإخوان المسلمين فى ظل ما تقوم به من أعمال إرهابية. وقالت الحكومة المؤقتة في بيان لها انها تواجه الخطة الارهابية لجماعة الاخوان المسلمين.. وقال مسئول أمني إن ما لا يقل عن 24 شرطيا قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية وتعرض 15 قسما من اقسام الشرطة للهجوم. وقال شهود عيان إن أنصار مرسي نهبوا كنيسة كاثوليكية وأضرموا النار في كنيسة انجليكانية في مدينة مالاوي.. وتنفي جماعة الاخوان التي تعرضت لاتهامات بالتحريض ضد المسيحيين استهداف كنائس. ويشكل المسيحيون عشرة في المائة تقريبا من اجمالي تعداد السكان في مصر الذي يبلغ 84 مليون نسمة وأصدرت الكنيسة القبطية بيانا أمس الجمعة قالت فيه إنها تدعم بشدة الشرطة والقوات المسلحة المصرية. ويشهد ميدان التحرير لليوم الثانى على التوالى انتشارا مكثفا لأفراد القوات المسلحة بكافة المحاور الرئيسية المؤدية الى الميدان فيما واصلت قوات الجيش والشرطة صباح اليوم اغلاقها لكافة المداخل والمحاور الرئيسية المؤدية الى ميدان رابعة العدوية وميدان التحرير. وانتشرت آليات عسكرية وسيارات تابعة لقوات الشرطة على مداخل ميدان رابعة العدوية من ناحية طريق النصر وشارع الطيران وبعض الشوارع الجانبية المؤدية الى الميدان. واستمر نشر عشرات الآليات العسكرية بميدان عبدالمنعم رياض وأمام المتحف المصرى اضافة الى نصب الأسلاك الشائكة لغلق جميع مداخل الميدان أمام حركة مرور السيارات والإطلاع على هويات المارين منه. كما شهد ميدان التحرير انتشارا مكثفا لأفراد اللجان الشعبية على كافة المداخل المؤدية اليه فيما يسود الميدان حاليا حالة من الهدوء التام. وقالت وزارة الداخلية المصرية اليوم إن السلطات اعتقلت 1004 من "عناصر" الاخوان المسلمين في احتجاجات جرت يوم أمس في أنحاء البلاد واتهمت الوزارة اعضاء من الاخوان بارتكاب اعمال ارهابية خلال الاشتباكات التي رفعت عدد القتلى الى 700 شخصاً منذ يوم الاربعاء الماضي. وشوهد رجال مسلحون يطلقون النار من بين صفوف المؤيدين لمرسي في القاهرة يوم أمس مما يقوض تعهدات الاخوان المسلمين بالمقاومة السلمية. وبعد ساعات طويلة من المشاورات نجحت قوات الامن المصرية اليوم في اخراج 57 من المعتصمين من أنصار مرسي داخل مسجد الفتح معظمهم من النساء اضافة الى احدي الجثث فيما لا يزال مجموعة أخرى من أنصار مرسي يرفضون الخروج من المسجد وتقوم قوات الأمن حاليا بالتفاوض معهم للخروج من المسجد. وكانت مجموعة من أنصار المعزول قد اختبئوا في المسجد منذ عصر أمس بعد الاشتباكات التي شهدتها المنطقة بينهم وبين رجال الشرطة ورفضوا الخروج من المسجد رغم المفاوضات مع رجال الشرطة والجيش التي استمرت طوال ليلة أمس. إلى ذلك دعا مفتي مصر الدكتور شوقي علام جموع الشعب المصري إلى الوقوف صفا واحدا ضد دائرة العنف القميئة التي أطلت برأسها على أرض الكنانة في هذه الأيام، مشددا على أن ما يحدث فى شوارع مصر من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء على دور العبادة من الكبائر التي نهى الشرع عنها. واستنكر مفتي الجمهورية بشدة في تصريح له اليوم السبت الاستهانة بالدماء التي سالت على مدار الأيام الماضية، مذكرا بأن زوال الكعبة نفسها التي لا يقدس المسلمون على الأرض بقعة أكثر منها أهون عند الله سبحانه وتعالى من زوال نفس عبده المؤمن موضحا أن الدماء هي أول ما يقضى الله بشأنه يوم القيامة. وطالب الأجهزة المعنية بالضرب بيد القانون لمن يسعي لترويع الآمنين أو يعتدي على المنشآت العامة والخاصة.. ودعا إلى ضرورة مواصلة الجهود للخروج من دائرة العنف والوصول إلى حلول سياسية سلمية حتى وإن صعبت الفرص وتعثرت المسارات حماية لأرواح المصريين وحفاظا على السلم الاجتماعي. ويُعد الرد على انتقادات المجتمع الدولى ومواجهة ضغوطه بايجابية واستقلالية.. تحدٍ كبير يواجه الحكومة المصرية المؤقتة الآن اثر إعلان الولاياتالمتحدة رفضها فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالقوة وفرض الطوارئ وإلغائها المناورات العسكرية الوشيكة مع مصر وتعليق الدنمارك معوناتها "4 ملايين يورو"، فضلا عن استدعاء وزارات الخارجية البريطانية والألمانية والفرنسية والتركية السفراء المصريين ودعوة فرنساالأممالمتحدة لاتخاذ موقف دولى عاجل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن وزير الخارجية نبيل فهمي قد وجه تعليماته بسرعة تفعيل مجموعة العمل التي تم تشكيلها فور توليه مهام منصبه، بهدف التواصل مع العالم الخارجي من خلال تنظيم زيارات لعدد من العواصم الأجنبية المؤثرة لشرح الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر. وعلى الصعيد الدولي قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكى، إن بلادها تراقب عن كثب الأوضاع الحالية فى مصر، معربة عن اعتقادها بأن المواطنين فى جميع أنحاء العالم لهم حق التظاهر السلمى. وأضافت بساكى، فى تصريح مقتضب لتليفزيون قناة "فرانس 24" اليوم السبت، أن الوضع الحالى فى مصر مؤسف للغاية، ويثير الكثير من المخاوف. وطالب الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء به الى اتخاذ "الاجراءات المناسبة" لاتخاذ رد فعل على العنف فيما قالت ألمانيا انها تدرس علاقاتها.