استعرض باحثون ومثقفون مراحل النضال ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن في ندوة فكرية اليوم بتعز نظمتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بالتعاون مع الملتقى الوطني لقضية تعز احتفاء بالعيد ال46 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر. وتركزت أعمال الندوة في ثلاث أوراق عمل الأولى للباحث أحمد الحربي بعنوان " مقدمة عن حوارات الاستقلال بين الجبهة القومية والمملكة المتحدة". وسردت الورقة ارهاصات ثورة 14 اكتوبر 1962 في اطار ما كان يعتمل في المنطقة العربية والمد القومي حينها بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر ومناهضة القوى "الرجعية" لهذا المشروع. واستطردت في تفاصيل دور الجبهة القومية منذ اندلاع ثورة اكتوبر حتى الاستقلال وتأثير الدمج القسري بينها وبين جبهة التحرير وما أعقبه من اقتتال بين الإخوة بحسب معد الورقة وكذا الانفصال بينهما. وتتبعت الورقة كيف فرضت الجبهة القومية تواجدها على مستوى الجنوب ورؤيتها في التحرير الشامل لكل أراضيه وصولا إلى اجبار بريطانيا على الاعتراف بها ممثلا وحيدا لشعب الجنوب والدخول معها في مفاوضات الاستقلال ومن ثم تسليمها السلطة. وعرضت الثانية لرئيس نقابة المعلمين في تعز عبد العزيز سلطان لواقع عدن إبان الاحتلال البريطاني وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية مقارنة مع تردي أحوال بقية المحافظات وانتهاج الاحتلال سياسة فرق تسد وشغل ابناء الجنوب في صراعات جانبية بعيدا عن أي تنمية. وركزت الورقة الثالثة للباحث عبد العزيز العسالي على "دور فصائل العمل الوطني في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني"، وانخراط شرائح المجتمع بما فيها المرأة في مقاومة المستعمر بكل الوسائل المتاحة بدءا بالتظاهرات والاضرابات العمالية وتتويجا بالكفاح المسلح حتى جلاء اخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967م.