اختتمت الجولة الثانية من محادثات جنيف 2 من دون تحقيق أي نتائج، إذ دعا المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي طرفي النزاع إلى العودة لمرجعياتهما، والتشاور قبل استئناف الجولة الثالثة للمحادثات. وقال المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، امس السبت، ان الجولة الثانية من المباحثات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين في جنيف انتهت "دون تحديد موعد جديد" لاستئنافها. واضاف الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في ختام الجولة الثانية من المحادثات إن الطرفين "اتفقنا على جدول أعمال لإنهاء الأزمة" في البلاد، لكنهما "لم يتفقا على آلية تنفيذه". وأشار إلى أن الوفد الحكومي يعتبر أن المسألة الأهم في المباحثات هي "الإرهاب"، بينما تعتتبر المعارضة أن المسألة الأساسية هي "هيئة الحكم الانتقالي". وقدم الإبراهيمي اعتذراه "للشعب السوري عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات"، معربا عن أمله في "أن يفكر الطرفان بطريقة أفضل ويعودان إلى هنا جاهزين لتنفيذ بيان جنيف". ووصف الجلسة الأخيرة في جولة المحادثات الثانية، التي انطلقت في العاشر من فبراير الجاري، بأنها كانت "شاقة"، وقال إنها كانت "مثل كل الاجتماعات التي عقدت". من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أنه سيتم التوجه إلى الأممالمتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة المقبلة بشأن الأزمة السورية بعد فشل جهود حلها بين الطرفين المتنازعين، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، اليوم الأحد. وأكد العربي، قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة في مارس المقبل، أنه تلقى اتصالا من المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أعرب فيه عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل الأزمة السورية. وبدوره، قال هادي البحرة كبير المفاوضين في الائتلاف الوطني السوري إن الخطوة القادمة تتمثل بعودة الإبراهيمي إلى مجلس الأمن لتقديم تقريره عن سير المفاوضات والالتقاء بالدول الراعية لمؤتمر جنيف من أجل إيجاد الحلول الممكنة للأزمة السورية. فيما قال عبد الباسط سيدا عضو الائتلاف الوطني السوري إن الائتلاف سيُجري عملية تقييم شاملة لمفاوضات جنيف 2، وأشار في اتصال سابق مع "العربية" إلى أن المعارضة تتوقع أن يتضمن تقييم المبعوث الأممي والعربي إلى الاممالمتحدة بعض الحقائق التي تشير إلى من عرقل مفاوضات جنيف. وكانت قضيتا تشكيل هيئة انتقالية تدير البلاد في الفترة الانتقالية والارهاب - العبارة التي تستخدمها الحكومة لوصف نشاطات المعارضة - هما القضيتان اللتان تعذر التوصل الى حلول بشأنهما. حيث أكد كبير المفاوضين الحكوميين بشار الجعفري للصحفيين عقب المفاوضات انه ينبغي حل قضية الارهاب بشكل كامل قبل الشروع في مناقشة أي من القضايا الاخرى. وقال "عندما يكون هناك جدول اعمال متفقا عليه، عليك احترام هذا الجدول بشكل كامل والتقيد به دون اجتهاد او تفسير. قلنا إننا لا نقبل القفز من المادة الاولى الى الثانية او الثالثة او الرابعة دون التوصل الى حل لكل مادة حسب التسلسل، وهو امر رفضه الطرف المقابل." ولكن الناطق باسم المعارضة لؤي صافي اصر على مناقشة موضوع تشكيل حكومة انتقالية لا تشمل الرئيس بشار الأسد، وهو طرح ترفضه الحكومة السورية. وقال صافي "إن اجراء جولة ثالثة (من المفاوضات) دون بحث مسألة الفترة الانتقالية يعتبر مضيعة للوقت." واعترف الاخضر الابراهيمي في معرض اعتذاره للشعب السوري بأن المفاوضات "لم تسفر عن الكثير." وقال الابراهيمي إن على الطرفين "الرجوع الى قواعدهما" والتداول معها حول ما اذا كانا يرغبان في مواصلة العملية ام لا. ولم تعلق أي من الولاياتالمتحدة او روسيا على انهيار المفاوضات. فيما حملت بريطانيا وفرنسا الحكومة السورية مسؤولية انهيار مفاوضات السلام مع المعارضة في جنيف، إذ قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ "إن مسؤولية انهيار المؤتمر يتحملها النظام السوري وحده"، فيما قال نظيره الفرنسي لوران فابيوس إن الحكومة السورية "عرقلت اي تقدم كان سيحرز." وقال الوزير البريطاني إنه من الواضح ان دمشق تعارض فكرة تشكيل حكومة انتقالية "وهو امر يقع في قلب العملية التفاوضية واسلوب حيوي لانهاء الصراع." واضاف "نحن مدينون للشعب السوري ببذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى حل سياسي، ولذا فسنستمر بدعم الاخضر الابراهيمي وعملية جنيف التفاوضية." اما فابيوس، فقال إن الحكومة السورية عرقلت "كل تقدم كان سيحرز لتشكيل حكومة انتقالية بل صعدت اعمال العنف والارهاب التي تستهدف المدنيين." وكانت الجلسة الاخيرة للمؤتمر - في اليوم السادس من الجولة الثانية لجنيف 2 – صباح امس السبت قد استغرقت 27 دقيقة فقط. وانطلقت أولى جلسات مؤتمر جنيف 2 بين وفدي المعارضة والحكومة السوريين في الثاني والعشرين من يناير الماضي، إلا أن الجولة الأولى "لم تحرز أي تقدم" من شانه وقف الحرب التي تشهدها سوريا منذ ثلاث سنوات.