واصل الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانه المفتوح على قطاع غزة حيث شن الليلة الماضية سلسلة من الغارات على مناطق عدة داخل القطاع المحاصر. ونقلت وكالة (معا) الفلسطينية عن مصادر أمنية وطبية فلسطينية قولها "إن طيران الاحتلال الاسرائيلي نفذ غارتين على رفح جنوب القطاع. كما شن غارة ثالثة على ارض مجاورة لموقع السفينة غرب مدينة غزة وغارة رابعة على خان يونس جنوب القطاع". ولم تبلغ المصادر الفلسطينية عن وقوع اصابات في صفوف المواطنين. وتأتي هذه الغارات الجديدة لطائرات الاحتلال على الرغم من الاعلان عن التوصل الى اتفاق لتثبيت التهدئة بين الجانبين بوساطة مصرية حيث شنت طائرات الاحتلال امس أكثر من ثلاثين غارة وأدت إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين واصابة آخرين بجروح إضافة إلى أضرار مادية جسيمة. إلى ذلك أشارت وكالة (معا) الفلسطينية إلى أن طائرات الاحتلال تواصل في هذه الاثناء التحليق بشكل مكثف في اجواء قطاع غزة. وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت أنه "تم بعد ظهر الخميس التوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية". و قال خالد البطش القيادي في الحركة "بعد جهود واتصالات حثيثة اجراها الاشقاء في مصر تم التوصل الى تثبيت التهدئة وفقا لتفاهمات 2012 التي تمت برعاية كريمة من مصر في القاهرة". وبعد ان شكر مصر لجهودها في التوصل الى الاتفاق شدد البطش المسؤول في حركته عن الاتصالات مع مصر على الالتزام الفلسطيني بالتهدئة "شرط ان يلتزم العدو بتفاهمات التهدئة وعدم القيام بخرق الاتفاق". واكدت حركة حماس من جانبها التوصل الى تثبيت التهدئة وقال باسم نعيم مستشار رئيس حكومة حماس للشؤون الخارجية "نحن في حماس والفصائل معنيون في الالتزام بتثبيت التهدئة وعدم التصعيد وحماية شعبنا الفلسطيني من اي عدوان اسرائيلي". وبين نعيم ان الجانب المصري اجرى اتصالات وجهودا مكثفة من اجل تثبيت التهدئة. وتابع "نحمل الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية العدوان وخرق التهدئة، علما اننا ابلغنا الاشقاء في مصر بكافة الخروقات الاسرائيلية خاصة العودة للاغتيالات". واوضح نعيم ان "اتصالات اجرتها مصر منذ الليلة قبل الماضية مع كل الاطراف المعنية بما فيها حماس والجهاد الاسلامي لتثبيت التهدئة". في غضون ذلك، أبقت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة على إجراءات إخلاء مقراتها الأمنية تحسبا لاحتمال تعرضها لأي استهداف إسرائيلي. وأغلقت إسرائيل أمس معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة في حين أبقت على معبر بيت حانون المخصص لتنفل الأفراد مفتوحاً بوجه الحالات الإنسانية فقط. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان مستوى غياب الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين أصبح أعلى من أي وقت مضى. ونقلت مصادر إعلامية عن كيري قوله أمام الكونغرس الليلة قبل الماضية إن أي جانب من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لا يعتقد بأن الجانب الآخر جاد ومستعد لاتخاذ القرارات الصعبة المطلوبة"..، مستبعدا تخلي قيادتي الجانبين عن ثوابتهما في المرحلة الأولية من المفاوضات لكنه تمنى التوصل إلى نوع من التفاهم. يذكر أن الاحتلال الاسرائيلى صعد من وتيرة اعتداءاته على الفلسطينيين فى الاراضى المحتلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الآونة الاخيرة حيث شنت طائراته أمس الأول سلسلة غارات على انحاء متفرقة من قطاع غزة كما قامت قواته بحملات دهم واعتقالات واعتداءات على مناطق في الضفة الغربية ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين خلال الأسبوع الجاري.