صنعاء سبأنت: أوضح رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورماز أن قضية الثوابت الإسلامية هي قضية الهوية الإسلامية من عقيدة وأخلاق ولايجب إرجاع الثوابت إلى الجمود والركود بمعناها اللغوي . وبين كورماز في محاضرة ألقاها اليوم أمام أعضاء هيئة التدريس وطلاب الشريعة والقانون بجامعة صنعاء أن الثوابت الإسلامية تتسم بالقدرة على تحويل التأثيرات الخارجية السلبية إلى مؤثرات إيجابية بالنظر إلى معاني الشريعة والطرق والمناهج والسبل التي هي مفعمة بالحركة والحيوية والفعل الخلاق. ونوه إلى أن الإسلام صراط وشريعة وليس محطة أو منزلة وأن الله تعالى وضع الشريعة للإفهام وأنه يجب العمل بالتيسير والإستفادة من هذا المبدأ حيث يشير الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف إلى أن الدين يسر ، وقد أخذ المسلمون بمبدأ التيسير في الصدر الأول للإسلام ، والمسلمون اليوم أحوج مايكون إليه . وأكد الدكتور كورماز أنه يجب فهم الثوابت والقطعيات والمتغيرات فهما حضاريا، وعدم إغفال تراث وتجارب المسلمين منذ عصر التشريع وضرورة ترتيب فقه الأولويات والترتيب بين الخيرات والبعد عن مفاهيم الغلظة والقسوة والتشدد. كما دعا المسلمين إلى ضرورة النظر إلى الظروف المحيطة بهم ووجوب النظر إلى كرامة الإنسان كأحدى الثوابت الإسلامية والإنسانية العالمية . من جانبه أشار وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد إلى ضرورة إفادة المسلمين من كل التراث الفقهي الإسلامي بحيوية ومواكبة بين المفاهيم التأصيلية وتنزيلها على واقع الحياة والعمل بالتيسير الذي ينسجم مع حيوية الشريعة. وأكد أهمية مثل هذه المحاضرات التي تعزز الروابط الفكرية وتحقق التقارب بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم الفكرية والفقهية وتعمل على مزيد من التوحد على الساحة الفكرية الإسلامية . وكان رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالحكيم الشرجبي قد رحب برئيس الشؤون الدينية التركية والوفد المرافق له المؤلف من كوكبة علماء ومفكرين ، في إطار العلاقات الأخوية التاريخية اليمنية التركية والتي أوضح أنها بدأت منذ عصر المعينيين من خلال التواصل التجاري. وقال رئيس جامعة صنعاء اتخذت هذه العلاقات خلال الفترة الإسلامية أبعادا ثقافية أكثر أهمية حيث أصبح لليمنيين وجودا متميزا في الثقافة التركية وتاريخ تركيا الإسلامي، فيما وجد تأثير قوي للأتراك في اليمن والثقافة اليمنية وكان الإسلام منطلقا لذلك التأثير. ونوه الدكتور الشرجبي إلى أن الثقافة هي الحافز لكل أوجه العلاقات والشراكات بين البلدين الشقيقين حيث بادرت جامعة صنعاء بافتتاح قسم خاص بتدريس اللغة التركية في الجامعة. بعد ذلك قام رئيس الشؤون الدينية التركية والوفد المرافق له ومعه وزير الأوقاف والإرشاد ورئيس جامعة صنعاء بزيارة لقسم اللغة التركية بالجامعة واطلع على طبيعة العملية التعليمية في القسم ومرافقه من قاعات تدريس ومكتبة ومعامل وجهود تطوير التعليم فيه ورسالته في تعزيز التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين والشعبين الشقيقين .