لا يزال الكيان الإسرائيلي الغاصب مستمر في سياسته الرامية إلى وأد السلام في الشرق الاوسط من خلال عملية البناء الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدسالمحتلة التي تتعرض للتهويد وسياسة التطهير العرقي والاعتداءات المتواصلة على المسجد الاقصى المبارك وكذلك رفضه تنفيذ الاتفاقات الخاصة بإطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين من زنازين الاحتلال . ويقول الفلسطينيون إن حكومة اليمين المتطرف التي يتزعمها بنيامين نتنياهو وجهت ضربه قاسيه ومؤلمه لجهود وتحركات وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإحلال السلام في المنطقة خاصة ولامريكا عامة ليظهرها بالموقف الضعيف غير القادرة على الوفاء بتعهداتها والذي ينعكس فورا على فقدان الثقه بها كراعية ومحتكره للتسوية السياسية بالمنطقة. ومنذ أن قامت إسرائيل باحتلال مدينة القدس عام 1967م، وهي تعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها، وقد استخدمت لأجل ذلك الكثير من الوسائل وقامت بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة وفي الأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف إسرائيل الأساسي تجاه مدينة القدس. وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع من مناقشة اللجنة اللوائية لتخطيط والبناء الاسرائيلية الاعتراضات المقدمة على المخطط الاسرائيلي الرامي لبناء كنيس اسرائيلي يطلق عليه اسم "جوهرة اسرائيل" داخل البلدة القديمة والذي يبعد 200 متر عن المسجد الاقصى ويقع بالجانب الغربي منه. وأوضح قريع ان هذا المخطط ينص على ترميم كنيس يهودي قديم، علما بان هذا البناء أقيم على أنقاض مصلى اسلامي، وسيتكون هذا الكنيس الجديد من ثلاثة طوابق فوق الارض سيتم تغطيتها بقبة مقببة ضخمة، سيبلغ ارتفاعها عن الارض نحو 24 متراً، في حال مصادقة اللوائية على المخطط فان خطوات التنفيذ ستبدأ على ارض الواقع لتضع اللمسات الاولى للكنيس الثالث من نوعه خلال السنوات الأخيرة، حيث سبق هذه الكنيس بناء “كنيس الخراب”، وكنيس “خيمة اسحق” علما أن هذه الكنس الثلاثة بنيت على أنقاض أوقاف اسلامية خالصة. وقال ابوعلاء في بيان صحفي مساء أمس ان اسرائيل تريد من هذه الانتهاكات الفظة والاعمال المرفوضة والمخالفة للقوانين والاعراف الدولية،تهويد المشهد المقدسي وطمس معالها الدينية عبر البناء الاستيطاني فوق انقاض المعالم الدينية والاثار التاريخية و الاسلامية في المدينة المقدسة، مضيفا،ان حكومة الاحتلال الاسرائيلية تعكف ومنذ زمن بتطويق المسجد الاقصى المبارك بالبناء الاستيطاني والكنس اليهودية لفرض امر واقع جديد يتجلى في تهويد المدينة بالكامل مما يتيح بتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى المبارك وهو ما تطمح له حكومة الاحتلال الاسرائلي، مشددا على اهمية الدفاع عن حرمة المسجد الاقصى والتصدي لعاصفة التهويد الاسرائيلي المنظم للمسجد المبارك. وقامت بلدية الاحتلال برصد ميزانية تبلغ خمسين مليون شيقل من اجل بناء كنيس جوهرة اسرائيل وهي تهدف من خلال ذلك الى المضي قدما في تهويد المشهد المقدسي العام للمدينة المقدسة، وابرز ما تسعى اليه سلطات الاحتلال هو تهميش وتغير الامر الواقع لعظمة العمارة الاسلامية التي تتميز بها بلدة القدس القديمة من خلال مبانيها واصرحتها التي يقع على رأسها جوهرة القدس المتمثلة بالمسجد الاقصى وقبة الصخرة التي تحاول السلطات الاسرائيلية اليوم طمسها من خلال بناء كنس جديدة ضخمة تتجاوز بارتفاعها ارتفاع قبة الصخرة والمسجد الاقصى. وفي هذا الاطار استنكر قريع قيام وزارة الاسكان الاسرائيلية بنشر عطاءات بناء ل 569 وحدة استيطانية في مستوطنتي بيسغات زئيف ورمات شلومو شمال القدس،معتبرا ذلك درب من دروب القضاء على الوجود الفلسطيني عبراصرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي بتكثيف البناء الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية وفي مدينة القدس الاكثر استهدافا،ما يستدعى موقفا وطنيا وعربيا موحدا وضاغطا على حكومة الاحتلال العنصرية بوقف كافة انشسطتها الاستيطانية المدمرة لعملية السلام. وهذه ليست المرة الاولى التي تصدر فيها الوزارة الاسرائيلية هذه العطاءات التي تقع في كل من مستوطنتي بيسغات زئيف ورمات شلومو فقد تم نشر هذه الاعطاءات سابقا ولكنها حتى اليوم لم تغلق بسبب عدم تقدم شركات المقاولات الاسرائيلة لهذه العطاءات وذلك يعود لطبيعة هذه الوحدات التي خصصتها الحكومة الاسرائيلية بانها يجب ان تكون وحدات سكنية لذوي الدخل المحدود والازواج الشابة حيث من المقرر ان يتم بيعها باسعار منخفضة. وحول العطاءات وتفاصيلها فقد اصدرت الوزارة الاسرائيلية عطاءا لبناء 182 وحدة استيطانية في الجزء الشمالي من مستوطنة بيسغات زئيف الذي يراد توسيعه عبر بناء 620 وحدة استيطانية ستعمل على توسيع المستوطنة بالاتجاه الغربي لتصل الى حدود ملاصقة لبلدة بيت حنينا تقريبا، هذه العطاءات التي اصدرتها الوزارة اليوم سيتم بناءها على قطعة ارض تبلغ مساحتها 27 دونم تم مصادرتها من قبل السكان في بلدة بيت حنينا مع بداية سنوات السبعينات. اما عن مستوطنة رمات شلومو فقد اصدرت الوزارة عطاءات لبناء 387 وحدة استيطانية تاتي ضمن المخطط الرامي لتوسيع المستوطنة عبر بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة ستعمل على توسيع المستوطنة باتجاه بلدتي شعفاط وبيت جنينا من جانب وباتجاه مستوطنة راموت من جانب اخر والتي تسعى سلطات الاحتلال اليوم لتوسيعهما من اجل تشكيل كتلة استيطانية ضخمة تقع في الجانب الشمالي الغربي من مدينة القدس وستعمل هذه الكتلة على تعزيز الربط ما بين الجيب الاستيطاني جفعات زئيف والقدس من خلال التواصل الجغرافي، وايضا تعمل هذه الكتلة في ذات الوقت على تكريس سياسة العزل لمدينة القدس الشرقية عن الضفة الغربية حيث تعزل هذه الكتلة الاستيطانية القرى الغربية التابعة لمحافظة القدس عن مدينة القدس الشرقية. وسعت "إسرائيل" خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططها الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، وعملت على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً، وذلك بضم مستوطنة "معاليه أدوميم" التي يقطنها حوالي 35 ألف مستوطن، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين" من الجهة الشرقية، "والنبي يعقوب، كفعات زئييف، والتلة الفرنسية، كفعات حدشا، كفعات هاردار" من الشمال. وأدت السياسة الاسرائيلية المتبعة باستمرار إلى مضاعفة عدد المستوطنين، وفي الوقت نفسه قللت نسبة السكان الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي حوالي 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في مدينة القدس يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة (180 ألف مستوطن). ومع مخاوف الفلسطينيين من عدم وفاء إسرائيل بتعهداتها بالإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين أكد زياد ابو عين وكيل وزارة الاسرى والمحررين ان لقاء القيادة الفلسطينية بمارتن انديك ممثل الخارجية الامريكية حول اطلاق سراح الدفعة الرابعة انتهى فجر اليوم دون اية نتائج . وقال ابو عين ان اسرائيل رفضت اطلاق سراح الدفعة الرابعة المقررة يوم غد وربطت اطلاق سراحهم بتمديد المفاوضات وتطبيق شروط اتفاق الاطار . واضاف ابو عين في تصريح له " ان اسرائيل تريد ونتيجه ازماتها الداخلية تفجير الاتفاق والتعهد الامريكي المقدم للقيادة الفلسطينية والتي سبق ان وافقت عليه، والذي هو غير مرتبط بسير المفاوضات، وانما اثناء المفاوضات عدم الذهاب للموسسات الدولية مقابل اطلاق سراح كافه المعتقلين قبل اوسلو والبالغ عددهم 104 . وتابع ابو عين في تصريحه " اسرائيل تقول نعم مشروطه بتمديد المفاوضات وممكن مع اضافات وكذلك موضوع الاطار، مؤكدا ان القياده الفلسطينيه تعتبر ذلك خرقا كبيرا لقاعدة الاتفاق والتعهد والالتزام وان اسرائيل تحاول الابتزاز بشروط جديدة. واكد ابو عين رفض القيادة الفلسطينية لهذه الشروط وقال" اننا لن ندفع ثمن مرتين نحن دفعتا ثمن 8 شهور مورس بها قتل واستيطان وعدوان واعتقالات ولم نتوجه لاية موسسة دولية تنفيذا للاتفاق اي دفع الثمن مقابل ال 30 اسيرا بالتزامنا بما تعهدنا به مسبقا فلسطينيا وعلى الطرف الاخر ان يلتزم وينفذ وعلى الراعي المحتكر للعمليه السياسية ان تنفذ تعهداتها والتزامها . واوضح ان الجهد المكوكي الامريكي امس كيري بعمان واليوم انديك برام الله وغدا ايضا واتصالات مع الاسرائيليين لم تثمر ولم يتم الاعلان عن التزام اسرائيل وكل ما قيل من قبل الولايات حول الالتزام والالزام لاسرائيل ايضا لم يتم . وقال ان اسرائيل وجهت ضربه قاسيه ومؤلمه لامريكا ليظهرها بالموقف الضعيف غير القادرة على الوفاء بتعهداتها والذي ينعكس فورا على فقدان الثقه بها كراعية ومحتكره للتسوية السياسية يالمنطقه وخسران لموقعها المفروض ومركزيتها بالحدث . واكد ابو عين القيادة الفلسطينية ابلغت رسالتها واكدتها الليلة بانه " لا تفاوض على اتفاق سابق مرة اخرى ولن ندفع الثمن مرتبن وعلى اسرائيل ان تنفذ اولا ما اتفق عليه بالافراج الفوري عن الدفعه الرابعة بلا تاخير بموعدها وعددها ومرفوض ربط التنفيذ باي اشتراطات . واكد ان القيادة ستكون فورا بحل من تعهداتها للتوجه لكل موسسات والمحافل الدولية . واختتم تصريح بقوله " ما وردنا ان الحركه الاسيرة ستنفجر غضبا على النكث بحرية اسراها واننا مقبلون على مرحله خطيرة تتحمل اسرائيل ولولايات المتحدة مسؤوليتها.