يبدو أن مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط أيل إلى الفشل في ظل التعنت الاسرائيلي باستمرار الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلةوالقدسالمحتلة ورفض اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين وهو ما دفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ القرار بسلوك طريق الاممالمتحدة. وتنتهج حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف الحالية التي يتزعمها بينامين نتنياهو أسلوبا من التطرف والتعنت في المفاوضات مع الفلسطينيين وتسارع إلى تهويد القدس وقضم أجزاء من المسجد الأقصى ، والمزيد من هدم المنازل العربية،في القدس و بناء المستوطنات اليهودية في عملية تقطيع للأراضي الفلسطينية، التي يجب أن تبنى عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية. ورفضت اسرائيل ايضا اطلاق سراح الدفعة الرابعة التي كانت مقررة اليوم وربطت اطلاق سراحهم بتمديد المفاوضات وتطبيق شروط اتفاق الاطار. وقد الغى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان متوقعا وصوله اليوم الاربعاء الى رام الله بالضفة الغربية زيارته للمنطقة. وحث كيري الجانبين من بروكسل على "التحلي بضبط النفس". ووقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليلة الماضية طلبات الانضمام الى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الاممالمتحدة، وذلك خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية ترأسه في مقره في رام الله. وقال عباس خلال الاجتماع الذي انتهى عقب توقيعه على الطلبات "القيادة وافقت خلال الاجتماع على توقيع هذه الاتفاقيات بالتوجه الى المنظمات والمعاهدات، وسترسل فورا الى عناوينها". وجاء هذا القرار بعيد اعلان الحكومة الاسرائيلية استدراج عروض جديدا لبناء اكثر من 700 وحدة استيطانية في احياء استيطانية في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها. كما يأتي اعلان عباس قبيل انتهاء مهلة التسعة اشهر التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في يوليو الماضي للتوصل الى اتفاق. واضاف عباس "نحن لا نعمل ضد اميركا ولا ضد اي طرف اخر، رغم ان هذا حقنا ووافقنا على تأجيل استخدامه تسعة شهور". من جهته قال امين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي للصحافيين عقب الاجتماع "بقرار الرئيس هذا تكون القيادة الفلسطينية استأنفت معركة الاممالمتحدة، وسيتم الان البدء بالتوجه الى كافة المنظمات الدولية". وكانت القيادة الفلسطينية طالبت في اجتماع مساء الاثنين بضمانات من كيري في شان افراج اسرائيل عن دفعة رابعة واخيرة من الاسرى الفلسطينيين كانت مقررة في 29 مارس الماضي، تحت طائلة التوجه الى الاممالمتحدة. ومساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة انه "خلال لقاء نتنياهو مع جون كيري امس الاثنين، رفض نتنياهو وبشكل فاضح تنفيذ التزامه بما يخص إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى" الفلسطينيين. واضاف ابو ردينة "أمام هذا الموقف، والتزاما من القيادة الفلسطينية بواجبها ومسؤوليتها أمام شعبها، وحرصا منها على مصداقية وجدية العملية السياسية التي تتعرض لانتهاك سافر من قبل حكومة إسرائيل، فقد اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات المتمثلة في تقديم طلب الانضمام إلى عدد من الاتفاقيات الدولية، دفاعا عن ما تبقى من الشرعية الدولية وحقوق شعبنا الوطنية". ودعا "جميع الأطراف الدولية وبخاصة الولاياتالمتحدة إلى ممارسة ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لحملها على الوفاء بالتزاماتها بشأن إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وجميع التزاماتها الأخرى بحسب الاتفاقيات الموقعة حتى يمكن إنقاذ ما تبقى من عملية السلام، واستعادة بعض من مصداقيتها التي داستها جرافات الاحتلال والاستيطان". ورحبت حكومة حماس الثلاثاء بقرار محمود عباس الانضمام الى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الاممالمتحدة، الا انها اشارت الى انها كانت تنتظر "وقف المفاوضات الى الابد" مع اسرائيل. وكان اتفاق رعاه وزير الخارجية الاميركي اتاح في يوليو الفائت احياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين على ان تستمر لتسعة اشهر وتنتهي في 29 ابريل. وبموجب هذا الاتفاق، امتنعت القيادة الفلسطينية حتى انتهاء جولات التفاوض عن اتخاذ أي خطوة تمهد لانضمامها الى نحو 63 منظمة ومعاهدة دولية بعدما حصلت في نوفمبر 2012 على صفة دولة مراقب في الاممالمتحدة. في المقابل، التزمت اسرائيل الافراج على اربع دفعات عن 104 اسرى فلسطينيين معتقلين منذ ما قبل اتفاقات اوسلو 1993. ويسعى كيري الى انتزاع تسوية تتيح الافراج عن اخر دفعة من هؤلاء مع امكان ان تشمل اطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد المعتقل في الولاياتالمتحدة منذ 1985 والذي يمضي حكما بالسجن مدى الحياة لاتهامه بالتجسس لاسرائيل.