قدم وزير الدفاع المصري السابق المشير عبدالفتاح السيسي أوراق ترشحه إلى لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر ليصبح بذلك أول المترشحين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية والمقرر إجراؤها في نهاية مايو المقبل. وقال التلفزيون المصري الرسمي أمس الاثنين إن "حملة المرشح لرئاسة الجمهورية المشير عبدالفتاح السيسي تقدمت رسميا بأوراق ترشحه للرئاسة".. مشيراً إلى أن المستشار القانوني لحملة انتخاب السيسي محمد بهاء أبوشقة قدم الأوراق إلى لجنة الانتخابات نيابة عنه. وبث التلفزيون المصري لقطات من مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، لحظة تسلمها نماذج التأييد اللازمة قانونا لتقديم الأوراق. وأصبح السيسي الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع والإنتاج الحربي أواخر الشهر الماضي بذلك، أول مرشح يتقدم بأوراقه رسميا لخوض الانتخابات.. ويتوقع طيف واسع من المراقبين أن يحسمها لصالحة بسهولة. وكان السيسي عزل الرئيس السابق محمد مرسي من منصبه في يوليو الماضي بعد احتجاجات شعبية حاشدة طالبت بتنحي الرئيس المنتمي لجماعة "الإخوان" المسلمين. وكان من أبرز الأوراق التي قدمت للجنة الانتخابات أكثر من 200 ألف توكيل من المواطنين، حملتها لمقر اللجنة بمدينة نصر 4 سيارات، في كراتين مغلفة وعليها اسم وصورة المرشح السيسي والمحافظة التي جاءت منها.. والتي ينص القانون على أن تكون 25 ألف نموذج تأييد من 15 محافظة على الأقل من إجمالي 27 محافظة. وتضمنت الأوراق التي قدمها المستشار محمد بهاء أبو شقة أيضاً، شهادة ميلاد السيسي وصورة رسمية من مؤهله العلمي وإقرار منه بأنه مصري ومن أبوين مصريين وبأنه لم يحمل هو أو أي من والديه أو زوجه جنسية دولة أخرى.. وصحيفة الحالة الجنائية للسيسي وإقرار الذمة المالية، والتقرير الطبي الصادر من الإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة بوزارة الصحة بنتيجة الكشف الطبي على المترشح، بالإضافة إلى إقرار بأنه لم يسبق الحكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة وإن كان قد رد عليه اعتباره. ومن المتوقع أن يكون أقرب المنافسين للسيسي السياسي البارز حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات 2012 التي فاز بها الرئيس محمد مرسي.. ولم تتقدم حملة صباحي حتى الآن بأوراق ترشحه إذ يتعين على كل مرشح جمع 25 ألف توكيل من محافظات الجمهورية كشرط أساسي للترشح. وأعلنت حملة المرشح المحتمل حمدين صباحي أنها ستتقدم بأوراقه إلى اللجنة مطلع الأسبوع المقبل، والمعروف أن آخر موعد للترشح هو الأحد المقبل. على صعيد آخر، قال سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة جيمس موران في لقاء خاص مع "بي بي سي" إن مهمة الاتحاد الأوروبي تتمثل في متابعة الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة وليس مراقبتها. وأكد موران أن متابعي الانتخابات من دول الاتحاد الأوروبي وعددهم 150 شخصا سيتابعون عملية الانتخابات بداية من الدعاية الانتخابية حتى انتهاء فرز الأصوات وإعلان النتائج وأنهم سوف يقدمون تقريرا عن مجريات العملية فور انتهائها. وكانت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية في مصر وقعت الأحد الماضي مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لإيفاد بعثة لمراقبة الإنتخابات المقرر عقدها في 26 و27 مايو المقبل. وأكدت اللجنة أن مجموعة المراقبين سيتم توزيعهم في شتى أنحاء البلاد.. مضيفة إن عمل هؤلاء سيقتصر على متابعة سير العملية الانتخابية ولا يملكون أي صلاحيات أو سلطة على النتيجة النهائية للانتخابات. على صعيد متصل، أكدت الرئاسة المصرية أنها حريصة على حياد الدولة بجميع مؤسساتها، خلال الانتخابات الرئاسية. ونفي المتحدث الرسمي للرئاسة إيهاب بدوي أن يكون أحد أعضاء مؤسسة الرئاسة يقوم بأي مهام في حملة أحد المرشحين.. بعد تردد أنباء عن مشاركة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور مصطفي حجازي في حملة السيسي. من جهته قال أمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المستشار عبدالعزيز سلمان: إنه سيتم تحديد مبلغ 20 مليون جنيه للدعاية الانتخابية لكل مرشح فى الجولة الأولى، و10 ملايين فى الجولة الثانية.. كاشفاً أن اللجنة ستعقد اجتماعاً يوم غد الأربعاء، لوضع ضوابط تنفيذ حجم الأنفاق على الدعاية لكل مرشح. وأشار أمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، إلى تلقى طلبات من 7 منظمات دولية لمتابعة الانتخابات الرئاسية القادمة، من بينها مؤسسة " كارتر".. لافتا إلى أن جميع المتابعين للعملية الانتخابية أطراف محايدة، وليس لهم أى ميول سياسية. وأعلنت الحملة الرسمية للسيسي عن تأجيل موعد عقد المؤتمر الصحفى الخاص بشرح تفاصيل تقدم المشير السيسي بأوراق الترشح للجنة العليا للانتخابات والذى كان مزمعا عقده فى العاشرة والنصف صباح غدٍ بأحد فنادق القاهرة.. وأشارت الحملة في بيان لها إلى أنها ستعلن قريبا الموعد الجديد للمؤتمر والذي كان من المنتظر أن يقوم بتمثيلها فيه محمد بهاء أبوشقة المستشار القانونى لحملة السيسي. وأكد مساعد وزير الداخلية المصري للعمليات الخاصة اللواء مدحت المنشاوي، أن الوزارة مستعدة لتأمين الانتخابات الرئاسية وضمان إدلاء المواطنين بأصواتهم بكل حرية. وأعلن رئيس المكتب الفني لمساعد أول وزير العدل المستشار عبدالعظيم العشري، أن حصيلة أعداد المواطنين الذين قاموا بتحرير استمارات تأييد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية حتى ليلة السبت، بلغ 505 آلاف و500 مؤيد. إلى ذلك قال رئيس لجنة كتابة الدستور عمرو موسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "إن المشير بعد أن بات مرشحا رسميا؛ سيظهر قريبا لطرح رؤيته للمستقبل". ومنذ إعلان اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح رسميا نهاية الشهر الماضي، بدا لافتا إقبال المصريين على تحرير نماذج تأييد للسيسي، الذي حاز على شعبية كبيرة عقب استجابته لمطالب مظاهرات حاشدة خرجت ضد حكم مرسي. ووصل عدد المرشحين المحتملين للرئاسة إلى 16 مرشحا تمكنوا من تقديم أوراقهم إلى اللجان الطبية المتخصصة لتوقيع الكشف الطبي عليهم، كأحد الإجراءات الأساسية في تقديم أوراق الترشح للجنة العليا للانتخابات.. ومن بينهم مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك. ومن المقرر إغلاق باب الترشح رسميا يوم 20 أبريل الحالي، على أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قائمة أولية بمرشحي الرئاسة في اليوم الذي يليه.. وتعلن اللجنة رسميا القائمة النهائية في الخامس من مايو المقبل، لتبدأ فترة الدعاية الانتخابية رسميا. وفي أول تصريح للسيسي بعد ترشحه رسمياً قال في بيان نشر على صفحته الرسمية على فيسبوك "إنه لا مكان للحكم الشمولي في مصر ولا عودة إلى الوراء".. مؤكدا أن الشعب الذي خرج في "ثورتين عظيمتين" لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه أو يتحكم في مصيره.. وأوضح أن الرأي العام هو الذي يقود مصر في الوقت الراهن. وتشير استطلاعات الرأي إلى تفوق محتمل للسيسي على أقرب منافسيه حمدين صباحي. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الذي أسّسه الناشط السياسي سعد الدين إبراهيم، أن 84 في المائة سيشاركون في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن 14 في المائة مقاطعون، بينما 2 في المائة مبطلون لأصواتهم. وأضاف الإستطلاع، إن معظم المشاركين في التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة مؤيد للمرشح عبد الفتاح السيسي بنسبة 71 في المائة، بينما حصل المرشح حمدين صباحي على نسبة تأييد 25 في المائة من الذاهبين للتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة.. أما عن مؤيدي المرشح مرتضى منصور فكانت نسبتهم 4 في المائة.