وضعت أوكرانيا قواتها المسلحة في حالة التأهب القصوى تحسبا لما وصفته غزو روسي محتمل، ،فيما عبرت روسيا عن القلق تجاه "تصريحات ذات نبرة عسكرية" من كييف مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة تنفيذ سلطات كييف بنود اتفاق جنيف الصادر في 17 أبريل الجاري. وقال القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أمس الأربعاء إن القوات المسلحة في حالة التأهب القصوى تحسبا لغزو روسي ليؤكد مجددا المخاوف بشأن احتشاد القوات الروسية على الحدود /على حد تعبيره/. ونقلت وكالة انترفاكس الأوكرانية للأنباء عن اولكسندر تيرتشينوف قوله في اجتماع لحكام الأقاليم في كييف "مرة أخرى أؤكد خطر شن روسيا الاتحادية حربا برية على أوكرانيا." وأضاف "قواتنا المسلحة في حالة التأهب القصوى." وتقول روسيا إنها لا تخطط لغزو شرق أوكرانيا بعد ضمها منطقة القرم في مارس الماضي لكن تصريح تيرتشينوف أوضح أن الحكومة الموالية للغرب في كييف لا ترى سببا لخفض درجة استعداد قواتها المسلحة. لكن كييف تتهم موسكو بالتخطيط لانتفاضة مسلحة في شرق أوكرانيا يقودها انفصاليون يتحدثون الروسية سيطروا على مبان حكومية في عدد من البلدات والمدن دون مقاومة تذكر من الشرطة. وردا على تصريحات كييف عبرت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء عن القلق تجاه ما وصفته "بتصريحات ذات نبرة عسكرية" من جانب كييف. وقالت الوزارة "نشدد على ضرورة أن تتوقف كييف فورا عن لغة الولع بالقتال التي تستهدف تخويف مواطنيها". ودعت السلطات الأوكرانية للكف عن استخدام القوة والبدء في حوار سياسي. وموازاة مع ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مكالمة هاتفية بينهما مساء الأربعاء على عدم إمكانية تسوية الأزمة الأوكرانية إلا بطرق سلمية حسبما أوردت قناة روسيا اليوم. وشدد بوتين كذلك على ضرورة تنفيذ سلطات كييف بنود اتفاق جنيف الصادر في 17 أبريل الجاري بأسرع ما يمكن، من أجل التخفيف من حدة التوتر في البلاد. واتفق بوتين وكاميرون على مواصلة الاتصالات. وفي وقت سابق أكد الرئيس الروسي خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي ضرورة التزام جميع الأطراف في أوكرانيا باتفاق جنيف الرباعي. وقال المكتب الصحفي للرئاسة الروسية أمس الأربعاء أن "زعيمي البلدين تبادلا وجهات النظر حول الوضع المتأزم في أوكرانيا وأكدا ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق جنيف الموقع عليه يوم 17 ابريل". وأكد المكتب أن بوتين ورينتزي "بحثا كذلك بشكل بناء المسائل الملحة حول التعاون الروسي - الإيطالي في مختلف المجالات، بما فيها قطاع الطاقة". وبعث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنفس الرسالة من ليما حيث أعرب عن أمله بألا يعرقل تدخل الدول الغربية الاتفاق بين الأوكرانيين مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الحوار الداخلي هناك باعتباره مسألة مبدئية. وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحفي جاء عقب لقائه وزيرة الخارجية البيروفية إيدا ريفاس في ليما" نقف نحن والبيرو بكل الأحوال إلى جانب إرساء حوار في أوكرانيا". وأضاف : " على السلطات في كييف أن تتحمل وتنفذ المسؤوليات الملقاة على عاتقها في إرساء حوار مع شرق وجنوب البلاد بغية الاتفاق على طريقة العيش في المستقبل". ونقل الوزير الروسي رغبة بلاده في أن يكون هذا الحوار " بين الأوكرانيين متوفرا تحت مظلة منظمة الأمن والتعاون". وفي الوقت نفسه قال الوزير الروسي إن بلاده تأمل أيضا في " أن يدع الزملاء في الغرب ممن لديهم شكوك بهذا الخصوص اعتراضاتهم جانبا وألا يفسدوا إمكانية اتفاق الأوكرانيين فيما بينهم". وأكد لافروف أنّ عدم وجود قوات روسية في الأراضي الأوكرانية لا علاقة له بالعقوبات الغربية على بلاده، مشيراً إلى أن واشنطن ترغب ببثّ رسالة معينة مفادها أنها تقوم بخطوات حاسمة وتحقق بذلك بعض النتائج. موضحا أن روسيا تعرف مثل هذه الأساليب لكنها لا تستخدمها. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر الثلاثاء أن روسيا تسعى "لتغيير المشهد الأمني في أوروبا الشرقية"، وطلب منها أن "تترك أوكرانيا وشأنها". واتهم بوتين واشنطن بالوقوف وراء أحداث أوكرانيا مؤكدا انه "ليس هناك أي مدربين روس ولا وحدات خاصة ولا قوات" روسية في البلاد. والثلاثاء دانت موسكو بشدة العقوبات الجديدة المفروضة من مجموعة السبع، متحدثة عن عودة إلى حقبة "الستار الحديدي". وفي خطوة من شانها زيادة التوتر، أعلنت الخارجية الأوكرانية انه تم أمس الأربعاء "توقيف" الملحق العسكري الروسي في كييف و"اعتبر شخصا غير مرغوب فيه". وأكدت الخارجية أن على الدبلوماسي الروسي "مغادرة أوكرانيا في اقرب وقت (...) في ضوء سلوك لا ينسجم مع صفته".