اتهمت أوكرانياروسيا اليوم الأحد بتدبير اشتباكات في مدينة أوديسا أدت إلى مقتل أكثر من 40 من النشطاء المؤيدين لروسيا في حريق مبنى ودفع البلاد إلى شفا حرب أهلية، فيما دعت موسكو إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة ضد كييف من أجل وضع حد لسياستها التي وصفتها ب"الإجرامية". ووجه رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الاتهام لروسيا اليوم الأحد خلال زيارة لأوديسا. وهاجم ياتسينيوك خلال الزيارة قوات الشرطة في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود مشيرا إلى أنها كانت أكثر اهتماما بجني ثمار الفساد بدلا من الحفاظ على النظام. وقال إنه لو كانت الشرطة أدت واجبها "لأمكن التصدي لهذه المنظمات الإرهابية." وكانت اشتباكات يوم الجمعة الأكثر دموية منذ الإطاحة بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي وبدء انتفاضات المسلحين الموالين لروسيا في منطقة الشرق الصناعية. كما كانت الاشتباكات هي الأعنف خارج حدود الشرق منذ سقوط يانوكوفيتش. وقال ياتسينيوك لممثلين من منظمات اجتماعية "سقط عشرات القتلى بسبب حملة معدة بعناية وتحرك منظم ضد الناس.. ضد أوكرانيا وضد أوديسا." رافضا في الوقت نفسه اتهامات روسية بأن حكومته تؤجج إراقة الدماء في الشرق بعملية تهدف لاستعادة سلطة كييف في عدد من المدن التي تقع تحت سيطرة الانفصاليين. وقال "عملية الحوار بدأت لكن يطغى عليها دوي إطلاق النار من الأسلحة الآلية الروسية الصنع." وردا على الاحداث في أوكرانيا دعا غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة ضد سلطات كييف من أجل وضع حد لسياستها الإجرامية. وقال كاراسين وفقا لما أوردته وكالة "إيتار – تاس" الروسية اليوم الإحد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية " سيرغي لافروف على اتصال متواصل مع زملائهما الدوليين، وهما يبحثان المآسي التي تشهدها أوكرانيا، ويفكران في كيفية التعامل مع هذا الوضع المعقد الذي تبدي السلطة في كييف في التعامل معه انعدام الكفاءة وعدم المسؤولية". وأكد الدبلوماسي الروسي أن هذه الجهود ستتواصل، مضيفا أنه "يجب تنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقا". وأضاف أنه حتى الآن لم تنفّذ أيّ منها، وبالدرجة الأولى تلك التي تقضي بتخلي السلطات عن استخدام القوة في البلاد، مذكّرا أن الحديث يدور في المقام الأول عن اتفاقية 21 فبراير الماضي (الموقعة بين الرئيس يانوكوفيتش والمعارضة) وبيان جنيف 17 أبريل الماضي. وأعرب كاراسين عن استياء موسكو لتباطؤ سلطات كييف في تنفيذ هذه الاتفاقيات، لافتا إلى مواصلة "عمليات التنكيل العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا" وبقاء "تصرفات المتشددين والقوميين في جنوبها من دون عقاب، وهو أمر مرفوض تماما". وبهذا الخصوص أشار الدبلوماسي إلى أن "المأساة التي وقعت في أوديسا حيث لقي عشرات من الشباب مصرعهم هزت العالم كله"، مقدما تعازي وزارة الخارجية لعائلات ضحايا العنف. على الصعيد الميداني توصلت العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأوكرانية ضد الناشطين الموالين لروسيا في مدينة كراماتورسك (مقاطعة دونيتسك) جنوب شرق أوكرانيا. وبحسب المعلومات الأولية التي أوردتها قناة "روسيا 24" الروسية اليوم الأحد فإن المدينة بأسرها وقعت تحت سيطرة القوات الخاصة الأوكرانية بما فيها المباني التي كان أنصار الفدرلة يسيطرون عليها حتى الآن. وكانت إدارة مقاطعة دونيتسك أفادت سابقا بمقتل 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين في الاشتباكات الأخيرة بكراماتورسك. ولاتزال مجموعات من الموالين لروسيا تيسطر على الساحة المركزية ومبنى إداري فيها بينما بقية أحياء المدينة باتت تحت سيطرة الجيش والحرس الوطني الأوكراني. وأشارت القناة إلى أن الساعات ال 24 الماضية شهدت مقتل نحو 7 من أنصار الفدرلة وإصابة العشرات بجروح. وتنقسم أوكرانيا التي كانت احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي بين الشرق الصناعي الذي يغلب على سكانه الناطقون بالروسية والغرب الناطق بالأوكرانية الذي يميل للاتحاد الأوروبي. وتقول روسيا إن الناطقين بالروسية يواجهون تهديدات من متشددين قوميين أوكرانيين وهو اتهام تنفيه كييف. وذكرت وكالة انترفاكس-أوكرانيا أن الهدوء ساد أوديسا اليوم الأحد ووضعت الزهور خارج المبنى المحترق الذي يتبع نقابة العمال والذي تحرسه الشرطة. وسقط القتلى بعد إشتباكات مستمرة شملت إلقاء قنابل حارقة وإطلاق نار بين أنصار موسكو ومعارضيها في شوارع أوديسا التي يسكنها خليط من الناطقين بالروسية والأوكرانية. مما يذكر أن كييف ستجري انتخابات عامة يوم الخامس والعشرين من مايو الجاري. لكن إذا ظل الوضع على ما هو عليه فسيكون من الصعب عليها إجراء التصويت في الكثير من مناطق الشرق وهو وضع سيسمح لروسيا بوصف أي حكومة ستتمخض عنها الانتخابات بأنها تفتقر للشرعية. وتنفي روسيا أي طموح للاستيلاء على شرق أوكرانيا مثلما ضمت شبه جزيرة القرم لكنها تحتفظ بحق إرسال جنود للدفاع عن الناطقين بالروسية إذا اقتضت الضرورة. ويعتزم الانفصاليون الذين أعلنوا دونيتسك جمهورية شعبية إجراء استفتاء على الانفصال يوم 11 مايو الجاري.