دشن وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد ومحافظ شبوة أحمد علي باحاج اليوم فعاليات الملتقى الأول للخطباء والمرشدين بالمحافظة . وخلال التدشين أشار وزير الأوقاف حمود محمد عباد إلى مجريات الأحداث على الساحة الوطنية والموجبات الشرعية والدينية والوطنية الملقاة على عاتق القائمين على رسالة المسجد تجاهها . وقال:" أزوركم في لحظة تاريخية مهمة ترتفع فيها مسؤولياتكم إلى عنان أبواب السماء ويزداد أعباء المطلب الإلهي منكم إزاء ما يعانيه وطننا وأبنائنا وشبابنا، ما يستوجب علينا شرعا الوقوف أمامها ومواجهة خطورة حالة الانقسام بين المجتمعات الإسلامية". وأضاف :" إننا لو أمعنا النظر لوجدنا أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا لأن الله جعل الاعتصام بحبله المتين عنوانا مهما لبناء الأوطان وروابط الأخوة بين العباد".. لافتا إلى أن الفرقة لا يدعو إليها إلا الشيطان مهما كان بابها ونوازعها ومقاصدها لأن الشيطان إذا أراد أي جماعة دخل بينها بالفرقة والعصبية . وأوضح أن اليمن بفضل الله تعالى وقيادته الحكيمة استطاعت أن تخرج من أزمتها سليمة ومعافاة وأفضل من غير من الدول التي ما زلت تترنح تحت وطأة أزماتها .. مناشدا القوى السياسية بالثبات أمام الله والشعب على ما توافقوا وتوصلوا إليه. وقال:" المرحلة خطيرة نتواجه فيها مع بعض أبنائنا الذين حملوا أفكار لا يمكن أن تثبت إلا لما يدعو إليه الشيطان من فرقة وسفك لدماء وإزهاق للأرواح ".. مبينا أن الإسلام لا يدعو إلى شيء لا يقرب إلى الله وسفك الدماء وقطع الطرقات وإثارة الخلافات والفتن فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا . وخاطب الوزير عباد أصحاب الفضيلة العلماء قائلا :" أنتم ضمير الأمة وروحها الطاهرة والكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ، الكلمة الطيبة التي يجب أن تتواجه مع ملايين الكلمات الخبيثة التي يجب أن تجتث من فوق الأرض لأن مالها قرار هذه الكلمة التي يلزمها الشيطان في أقوالنا وأفعالنا، فالكلمة الخطيرة التي تستهين بالدماء والأرواح". وذكًر أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة بدور المسجد الذي يجمع الخلق لأداء الصلاة على الشريعة والرحمة والمحبة والتوجه إلى الله .. متسائلا كيف يكون الجامع مفرق ؟ .. كيف يكون منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيل لإثارة الفتن والخلاف ؟. وأشار إلى تاريخ التطرف الذي لم يكن وليد اليوم بل له جذوره الخبيثة منذ القرن الأول الهجري عندما أراد البعض أن يضع نفسه فوق مقام النبوة .. داعيا إلى ضرورة وقوف الجميع صفا واحدا ، يتحملون المسؤولية تجاه من يقطعون الطرق ويأتون المنكر في ناديهم بما يكفل الوصول إلى الوقت الذي تستطيع الدولة القيام بواجبها. وطالب بضرورة الوقوف إلى جانب الجيش والأمن من أجل تخليص الوطن من عناصر الإرهاب والقضاء عليهم وإعادة دعائم الأمن والاستقرار إلى كافة ربوع الوطن. بدوره أشاد محافظ شبوة أحمد باحاج بدور العلماء والقائمين على أمور الوعظ والإرشاد بالمحافظة بشكل خاص والوطن عموما في دعم قيادة المحافظة والوقوف إلى جانبها ومساندة القوات المسلحة والأمن في حربها على الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار. ونوه بقوة وصلابة جبهة التلاحم بين المقاتلين وكافة النخب الاجتماعية للمساهمة في تحقيق الانتصارات غير المسبوقة على قوى الشر والإرهاب في المديريات .. مهيبا بوزارة الأوقاف ومكتبها بالمحافظة والعلماء والقائمين على رسالة المسجد من الخطباء والمرشدين في تعزيز جهود الدولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة العنف والتطرف وترسيخ قيم الوسيطة والاعتدال. وشدد المحافظ باحاج على ضرورة مراعاة الخطباء والمرشدين للأمانة الدينية والوطنية الملقاة على عاتقهم تجاه الأمة وأوضاعها الصعبة وتعريفهم أمور دينهم ودنياهم بعيدا عن دعوات الضلال والانحراف . ولفت المحافظ باحاج إلى أن الفكر المتطرف لم يأت إلا في غياب الفكر الوسطي وغياب الوعظ الحقيقي المؤثر في عقول وحياة الناس.. مشيرا إلى أن التصارع القائم في منابر المساجد بذرة لكل النزعات والفتن التي تعيشها الأمة اليوم. وأكد محافظ شبوة ضرورة إحياء رسالة المسجد القائمة على الوسطية والمساهمة في تربية المجتمع وتهذيب أخلاقه ونبذ كافة أشكال العنف وقطع الطرقات وسرق المال العام أو التسبب في الفساد والرشوة وغيرها من القضايا المجتمعية. وألقيت كلمتان لمدير مكتب الأوقاف والإرشاد مبارك القرموشي والشيخ علي باجيدة أشارا إلى أن انعقاد الملتقى خلال هذه المرحلة الصعبة يستوجب استنهاض همم وقدرات رجال الدين للقيام بواجبهم في إصلاح المجتمع. واستعرضا صعوبة الظروف المادية الشحيحة و الغائبة عن كثير من القائمين على رسالة المسجد في ظل عدم وجود أي وقف شرعي للإنفاق عليها . حضر اللقاء وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد حمود السعيدي ومدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بالوزارة جبري إبراهيم حسن.