فشل مجلس النواب اللبناني (البرلمان) أمس الأربعاء للمرة السابعة على التوالي في انتخاب رئيس جديد للبنان المنصب الشاغر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال سليمان، في مايو الماضي،بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. وكان 63 نائبا وصلوا إلى المجلس النيابي، علما بأن نصاب جلسة الانتخاب يتطلب حضور 86 نائبا من أصل 128 نائبا. وعقدت الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية في 23 أبريل الماضي ، بحضور 124 نائبا من أصل 128 نائبا ، دون أن يحصل أي مرشح على الغالبية اللازمة لإعلانه رئيسا، ومنذ ذلك التاريخ لم يتم تأمين النصاب لإجراء عملية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ونال زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس 48 صوتا. ودخل لبنان منذ منتصف ليل 24-25 مايو حالة الفراغ في سدة الرئاسة مع نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان التي استمرت ستة أعوام. وتتولى الحكومة المؤلفة من غالبية القوى السياسية برئاسة تمام سلام مجتمعة، صلاحيات الرئاسة في انتظار انتخاب رئيس جديد. وفي حين تدعو قوى 14 آذار الطرف الآخر إلى التقدم بمرشح وخوض المعركة، فإن حزب الله يؤكد أن لا انتخاب، إذا لم يحصل "توافق مسبق" على الرئيس. وتتهم قوى 14 آذار حزب الله وحلفاءه ب"تعطيل الانتخابات. وينتمي رئيس الجمهورية اللبنانية بحسب العرف إلى الطائفة المارونية المسيحية، وتدوم ولايته ست سنوات، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد انقضاء ست سنوات على انتهاء ولايته، ولا يشترط الدستور اللبناني إعلان الترشح الى رئاسة الجمهورية، حيث يمكن لمجلس النواب اختيار شخصية لم تعلن ترشحها رسميا للرئاسة، وإذا تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، تنتقل صلاحيات الرئيس الى مجلس الوزراء كما جاء في المادة 62 من الدستور اللبناني، وتتولى حكومة الرئيس تمام سلام حالياً صلاحيات رئيس الجمهورية. يذكر أن سمير جعجع حصل في الدورة الأولى للجلسة التي انعقدت الأربعاء الماضي على 48 صوتا وهنري لحلو على 16 صوتا. وحسب الدستور اللبناني، لا يمكن أن تعقد دورات انتخاب رئيس البلاد إلا بحضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي أي 86 نائبا من أصل 128. وحتى يفوز أي مرشح عليه أن يحصل في الدورة الأولى على 86 صوتا، وإذا تعذر ذلك فعليه أن يحصل في الدورات التي تلي على الأكثرية المطلقة أي 65 صوتا. يشار الى أن التوزيع للقوى السياسية في المجلس النيابي اللبناني يتكون بشكل شبه متساو، إذ ينتمي 57 نائبا إلى فريق 8 آذار وحليفه تكتل "التغيير والإصلاح". وفي المقابل يتوفر فريق 14 آذار على 57 نائبا ينتمون إليهم مباشرة ويتوزعون بين كتل المستقبل" و"القوات اللبنانية و"الكتائب" وغيرهم. وهناك أيضا نواب الوسط وأبرزهم نواب "جبهة النضال الوطني" (وليد جنبلاط) إضافة إلى النواب، نجيب ميقاتي، أحمد كرامي، محمد الصفدي، ميشال المر، نايلة التويني ونقولا فتوش. ووصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تأجيل جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للبلاد ب"أنه يوم آخر حزين لأن النظام ينهار بفعل تصرف بعض النواب الذين يفترض بهم الحفاظ على نظام آت بهم". وقال جعجع في مؤتمر صحفي إنه "ليس هناك أحد من النواب المقاطعين إلا وجاء بأصوات الناس وعلى الناس أن يقولوا لهم لم ننتخبكم لتعطيل الرئاسة ويضغطون عليهم لحضور الجلسات"، معتبرا أن "مقاطعة النواب هو تعطيل مباشر لانتخاب رئيس ومحاولة لاصطناع رئيس". من جانبه، أعلن النائب اللبناني فادى كرم عضو كتلة حزب القوات اللبنانية أن سمير جعجع طرح مبادرة للوصول إلى رئيس قوى يقود المسار الوطني بطريقة سليمة وهو لا يأخذ ترشيحه مسألة شخصية. وحده النائب ايلي كيروز قدم مطالعة دستورية اعتبر فيها انه "مع انتهاء المدة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية لم يعد من المفيد تطبيق المادة 74 ابتداء من الآن، لا سيما اننا وصلنا الى حالة الانتهاء من ولاية رئيس الجمهورية من دون انتخاب خليف له". ولفت الى أن "المادة 74 لم تشر الى صلاحية رئيس مجلس النواب للدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية بعد المهلة الدستورية المحددة"، مؤكدا "وجوب العمل حصرا من دون مهلة محددة. ورأى أن "تعليق الدور التشريعي للمجلس في حال الخلو يعني أن المجلس النيابي هو هيئة انتخابية والدستور يحتّم على المجلس الشروع لانتخاب رئيس وتعليق دور المجلس كهيئة اشتراعية". وفي مقابلة صحفية لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون قال طالما أنّه ليس هناك من مرشّحين باستثناء الذين كانوا في الجلسة الأولى أي هنري الحلو وسمير جعجع، لن أشارك في هذه الجلسات. واضاف عون هذه الأمور أصبحت بمثابة لعبة بالتصويت،اكثر من مرّة يريدون التصويت على الأصوات نفسها..وإن كان لتيار المستقبل مرشّح معيّن، فليطرحوه، كي نهنِّئهم أم نهنّئ أنفسنا.مشيرا الى ان جميع هذه الأمور واردة، ولكن ليس هذا ما يخيفني . وابدى استغرابة قائلا "هل من الطبيعي أن ندخل إلى الجلسة وعندها نسحب ورقة يانصيب ونصوّت عليها..إنّنا ننتخب رئيس جمهورية لبنان ..لا يجب أن يحصل هذا المشهد، بل يجب أن يعلم اللبنانيون جميعاً هويّة المرشّحين للرئاسة". وأعتبر أنّ لتيار المستقبل لا يوجد إلاّ سمير جعجع مرشّحاً، كما لكتلة جنبلاط مرشّحها وهو هنري الحلو, أمّا عدد الأصوات فهو على حاله، الأول حاز على 48 صوتاً والثاني على 16 صوتاً.