تتواصل في العاصمة الأمريكيةواشنطن اليوم الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي أعمال القمة الأميركية - الإفريقية التي تستمر ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 40 من رؤساء القارة السمراء بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وتعزيز التعاون بينهما فيما يتعلق بقضايا الأمن والإرهاب. وتعد هذه القمة التي بدأت أعمالها في واشنطن أمس بحضور رؤساء وممثلي 50 دولة إفريقية ،هي الأولى من نوعها، -حسبما وصفتها الإدارة الأمريكية - لكنها تأتي متأخرة كثيرا عن تجمعات أفريقية مماثلة استضافتها الصين واليابان والهند وأوروبا في السنوات الأخيرة. وسيخصص اليوم الثاني من القمة الأميركية الإفريقية لاجتماع منتدى الأعمال الذي سيجمع أكثر من 300 من رجال الأعمال من إفريقيا والولاياتالمتحدة من القطاعين الخاص والعام لمناقشة الفرص المتاحة للاستثمار في القارة الإفريقية. ومن المقرر أن يحضرالرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ومسؤولون أميركيون آخرون منتدى أعمال القمة. كما من المقرر أن يلقي أوباما بعد ظهر الثلاثاء كلمة أمام القادة الأفارقة المشاركين في القمة، على أن يلي ذلك مأدبة عشاء للوفود المشاركة في القمة في البيت الأبيض. وكان الرئيس الأميركي قد أكد أن إحدى القضايا الأساسية في القمة هي إيجاد وسائل لتعزيز القدرات الإفريقية في جهود حفظ السلام وتسوية النزاعات. ويتضمن برنامج المفاوضات في اليوم الثاني من أعمال القمة ، تمديد البرنامج الأميركي الذي يمنح امتيازات تجارية لبعض المنتجات الإفريقية ومبادرة "باور أفريكا" التي تهدف إلى مضاعفة حجم امدادات الطاقة الكهربائية التي تحصل عليها منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. وفي السياق ذاته قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس أوباما سيعلن اليوم الثلاثاء عن تعهد شركات أمريكية باستثمار 14 مليار دولار في مشروعات بقطاعات البناء والطاقة النظيفة والبنوك وتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا. ومن المقرر الإعلان عن الاستثمارات في منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي الذي يعقد في إطار القمة. وقال المسؤول "هذه الاستثمارات ستعمق المشاركة الاقتصادية الأمريكية في أفريقيا بما يعزز النمو الذي سيدعم الرخاء في أنحاء القارة ويفتح أسواقا ناشئة أمام الشركات الأمريكية وهو ما سيعزز الوظائف في الولاياتالمتحدة وأفريقيا." وتابع المسؤول أن منتدى الأعمال يتيح لعشرات من الرؤساء الأفارقة لقاء مسؤولين تنفيذين أمريكيين وأفارقة. ويركز المنتدى إلى حد كبير على الاستثمار في التمويل والبنية التحتية والطاقة والزراعة والسلع الاستهلاكية. ومن المقرر أن تشارك أكثر من 90 شركة أمريكية في المنتدى من بينها شيفرون كورب وسيتي جروب وفورد موتور وجنرال الكتريك ولوكهيد مارتن وماريوت انترناشونال ومورجان ستانلي إلى جانب وول مارت ستورز. ومن المتوقع أيضا حضور عدة شركات أفريقية. ولم يكشف البيت الابيض النقاب عن طبيعة الصفقات التجارية أو الشركات المشاركة في إبرامها في عرض مقتضب لكلمة أوباما في المنتدى. وقالت وزيرة التجارة الأمريكية بيني بريتزكر "هذه الاتفاقات تشكل دليلا دامغا على أن أمريكا منفتحة على تعزيز أنشطتها مع أفريقيا مع بدء القارة في النهوض اقتصاديا." وتابعت "في كل يوم يذهب 250 ألف أمريكي للعمل في وظائف تدعمها الصادرات إلى أفريقيا وهذه الصفقات ستؤدي إلى زيادة الرخاء على جانبي الأطلسي في الأشهر المقبلة." وفي الملف الأمني، ستتطرق القمة إلى التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهجمات بوكو حرام المتكررة في نيجيريا والحرب الأهلية في جنوب السودان وهجمات حركة الشباب الصومالية في كينيا. وعلى صعيد آخر وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن بلاده ستواصل الدفاع عن "حرية الصحافة بما فيها للصحافيين الملاحقين بتهمة الإرهاب أو المسجونين لأسباب اعتباطية"، وذلك خلال اليوم الأول من قمة غير المسبوقة في واشنطن بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا تتمحور حول التعاون الاقتصادي. وشدد كيري أمام حضور من ممثلي المجتمع المدني الافريقي على أن "المجتمع المدني القوي، واحترام الديموقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان، ليست قيما أميركية فحسب، بل هي قيم شاملة". وكرر كيري مثال رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا مشددا على أن أغلبية شعوب إفريقيا تؤيد حصر حكم قادتهم بولايتين. وقال "سنحث القادة على الإحجام عن تعديل الدساتير لمصالحهم الشخصية أو السياسية" من دون تحديد شخصية.