شن الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة وذلك في خرق واضح للتهدئة التي توصل لها الفلسطينيون والإسرائيليون والتي حددت مدتها بأربع وعشرين ساعة وتنتهي في منتصف ليل الثلاثاء. وقالت مصادر محلية فلسطينية إن 'طائرات ال اف 16 الاسرائيلية شنت سلسلة غارات على مناطق متفرقة في القطاع، استهدفت ارضا زراعية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وشرق مخيم المغازي وسط القطاع، وغارتان استهدفتا شرق وغرب خان يونس. وتحدثت المصادر عن أن مدفعية وطائرات الاحتلال قصفت أهدافا في القرية البدوية شمال القطاع وشرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وفي النصيرات وسط القطاع، دون ان يبلغ عن وقوع اصابات. وفي وقت لاحق، قصفت طائرات الاحتلال اراضا زراعية في محافظة رفح جنوب القطاع، وفي حي الشجاعية. وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصدر أوامر لجيش الاحتلال بشن هجمات وقصف أهداف في قطاع غزة، بزعم إطلاق 3 صواريخ من القطاع باتجاه بئر السبع. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة سقطت في مناطق مفتوحة بالقرب من مدينتي بئر السبع ونتيفوت، عصر اليوم الثلاثاء. يأتي هذا فيما ذكرت مصادر إسرائيلية اليوم الثلاثاء أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد توقفت. ونقلت صحيفة "هأرتس" عن مصادر إسرائيلية قولها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون طلبا من الوفد المفاوض بالقاهرة العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الأسبوعي الأحد إنها سترفض أي اتفاق لا يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية وسط أنباء عن إصرارها على نزع سلاح غزة قبل القبول بأي اتفاق. وتوعد نتنياهو بأن جيش الاحتلال سيرد بقوة إذا استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وتطالب الفصائل الفلسطينية بإنهاء الحصار المفروض على القطاع في حين يصر الاحتلال الاسرائيلي على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في القطاع. وزعمت المصادر الإسرائيلية أن انهيار المفاوضات يأتي بعد إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة نحو بئر السبع ، وهو الحادث الذي رد عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مواقع في بيت لاهيا شمال القطاع. ويذكر ان الجانبين واقفا على تهدئة مدتها أربع وعشرين ستنتهي منتصف ليل الثلاثاء. وجاءت الموافقة على تمديد اتفاق التهدئة بعد جولة طويلة من المفاوضات بين الوفدين اللذين وصلا إلى القاهرة مساء الأحد لاستكمال المحادثات غير المباشرة مع الوسطاء المصريين. من جهة ثانية تحدثت أنباء عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتوجه مساء الأربعاء إلى الدوحة لإجراء مشاورات حول المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القاهرة، بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد قطاع غزة. إلى ذلك حذر مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها اليوم الثلاثاء، في رام الله، برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، من المحاولات التي تقوم بها إسرائيل لإعادة صياغة احتلالها، مستغلة صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم البشعة التي ارتكبتها في قطاع غزة. وأشار المجلس بهذا الخصوص، إلى الدمار الشامل الذي لحق بالقطاع جراء القصف والعدوان الهمجي الإسرائيلي الغاشم، والذي أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 2000 شهيد، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين، وآلاف البيوت المدمرة، ومئات المساجد ودور العبادة والمدارس والمؤسسات المدنية والأهلية والرسمية والبنية التحتية، وما يرافقه من عدوان استيطاني متواصل في الضفة الغربية والاعتقالات اليومية ومحاولات تهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى المبارك. وحذر المجلس من خطورة الوضع القائم في المدينة المقدسة، من خلال مخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية، وانعكاساتها الخطيرة والمتصاعدة لا سيما على المسجد الأقصى المبارك، وخطورة ما تم طرحه من قبل ما يسمى بلجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي حول إغلاق المسجد الأقصى في محاولة لفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني له. وأكد المجلس أن ما يجري في المدينة المقدسة من تصعيد خطير وغير مسبوق، وما يشهده المسجد الاقصى المبارك من محاولات تهويد ممنهج واقتحامات متكررة ومحمومة، ومخطط فصل القدس عن الضفة الغربية، بتطويق المدينة المقدسة بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية، وسياسة التضييق على المواطن المقدسي في محاولات لاقتلاعه وتهجيره من أرضه، تضع مدينة القدس في مواجهة خطر معركة دينية. وطالب المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمتين العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها، واتخاذ مواقف حازمة تنسجم مع خطورة وحجم هذه المخططات الخطيرة، بما فيها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لإلزام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بوقف ممارساتها في المسجد الأقصى، ومدينة القدس الشريف.