اتهمت روسياالولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين بفرض وصايتهم على العالم وانتهاج سياسة الإملاء لتعليم الجميع "ماهو خير وما هو شر،فيما تستمر واشنطن في مساعيها لتوسيع التحالف الدولي ضد /ما يسمى/ تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام "داعش". وحتى الآن أعلنت أكثر من 50 دولة انضمامها إلى التحالف لدعم القتال ضد تنظيم "داعش". والمنضمون الجدد إلى التحالف هم بلجيكا والدنمارك وبريطانيا، الذين سيرسلون طائرات مقاتلة إلى العراق، الذي تقوم حكومته الوطنية بمساعدة الولاياتالمتحدة بحملة عسكرية ضد "داعش." واستغلت روسيا مشاركتها السنوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوجيه انتقادات حادة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمة أمام الجمعية العامة هي أحدث مثال على تدهور العلاقات بين موسكو والقوى الغربية التي فرضت عقوبات على روسيا بشأن الصراع في أوكرانيا. وقال لافروف في كلمته "التحالف الغربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة والذي يصور نفسه على أنه نصير الديمقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان، يرفض المبدأ الديمقراطي الذي ينص على المساواة في السيادة بين الدول المنصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة ويحاول أن يقرر نيابة عن الجميع ما هو خير وما هو شر." وأضاف الوزير الروسي "اعلنت واشنطن صراحة حقها في استخدام القوة من جانب واحد في اي مكان للحفاظ على مصالحها وأن التحالف الدولي يتحرك بشكل مخالف للمجتمع الدولي. التدخل العسكري أصبح امرا طبيعيا حتى رغم النتيجة المحبطة لكل عمليات استخدام القوة التي نفذتها الولاياتالمتحدة في السنوات الماضية." واستشهد لافروف بقصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا في عام 1999 خلال حرب كوسوفو وغزو العراق في 2003 والحرب في أفغانستان وتدخل حلف الأطلسي في ليبيا عام 2011 والذي أدى إلى الإطاحة بمعمر القذافي ومقتله كبراهين على فشل الولاياتالمتحدة. وأشار الى أن ضربات التحالف في سورية يجب أن تتم بالتنسيق مع حكومة دمشق. وكانت موسكو قد انتقدت يوم الجمعة قيام الولاياتالمتحدة بشن ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورياوالعراق. وشككت روسيا في شرعية الضربات الجوية الأمريكية والعربية في سوريا ضد أهداف "للدولة الإسلامية" نظرا للقيام بهذا التحرك دون موافقة رسمية وتعاون من الحكومة السورية. وأشار لافروف إلى أن مواجهة -ما وصفه- بالإرهاب تتطلب "نهجا شاملا لاقتلاع جذوره أكثر من التعامل مع أعراضه"، معتبرا أن تنظيم الدولة هو جزء من المشكلة. واقترح إطلاق دراسة برعاية مجلس الأمن الدولي بشأن "التطرف والتهديدات الإرهابية" بجميع صورها في كل أرجاء منطقة الشرق الأوسط. وكرر لافروف الموقف الروسي القائل إن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أيدا الانقلاب العسكري في أوكرانيا ضد رئيسها المنتخب، ومن ثم فانهما يتحملان المسؤولية عن الصراع الدائر هناك. ومن ناحية أخرى طالب لافروف بمعلومات عن حالة ترسانات الأسلحة الكيماوية الليبية بعد أن طلبت الحكومة الليبية من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وضع خطط لشحن 850 طن من المواد الكيماوية للخارج بسبب الوضع الأمني المتدهور." وقال "ندرك أن زملاءنا في حلف شمال الأطلسي بعد أن قصفوا هذا البلد في انتهاك لقرار دولي لن يحبذوا إذكاء حالة الفوضى التي تسببوا فيها، لكن مشكلة ترسانات المواد الكيماوية الليبية الخارجة عن السيطرة أخطر من أن يتم التغاضى عنها." وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يتحلى بالمسؤولية في هذه القضية. وترفض الدول الغربية مزاعم روسيا بأنها انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا الذي صدر عام 2011. وبخصوص الأزمة الأوكرانية أكد لافروف أن كييف وقعت ضحية لسياسات الغرب، مضيفا "لا تزال هناك فرصة لحل أزمة أوكرانيا سلميا بفضل الاتفاقات الموقعة". وأوضح أن هناك كارثة إنسانية تسبب بها الجيش الأوكراني، مشددا في نفس الوقت على "بذل كل الجهود لمساعدة الأوكرانيين". على نفس الصعيد أكد الوزير الروسي أن العقوبات لا يمكن ان تكون أداة فعالة مشيرا إلى أن سياسة الغرب لن تتكلل بالنجاح، في إشارة الى العقوبات الغربية على روسيا. واقترح وزير الخارجية الروسي تبني بيان للجمعية العامة للأمم المتحدة حول رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم الاعتراف بالانقلابات كوسيلة لتغيير السلطة. وقال لافروف: حان وقت لاستبعاد محاولات الضغط غير المشروع من قبل الدول على الدول الأخرى من الاتصالات الدولية". وتابع قائلا إن "مثال الحصار الأمريكي بحق كوبا يظهر بوضوح أن العقوبات الأحادية الجانب غير مثمرة ولا معنى لها". وعلى الصعيد الميداني قالت وزارة الدفاع البريطانية إن مقاتلتين بريطانيتين حلقتا في أجواء العراق أمس السبت في أول مهمة لهما منذ أن صدق البرلمان البريطاني على توجيه ضربات ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية هناك. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع "يمكننا أن نؤكد انه بعد موافقة البرلمان أمس تواصل مقاتلات تورنادو التابعة لسلاح الجو الملكي التحليق فوق العراق ومستعدة الآن للقيام بدور في الهجوم عندما يجري تحديد الأهداف المناسبة." وأضاف "سنعلن تطورات الوضع عندما يكون الوقت مناسبا". من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن طائرات قصفت مواقع لتنظيم "داعش"وجماعات أخرى في شرق سوريا في وقت مبكر صباح أمس السبت حيث تسعى قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة إلى كسر قبضة المتشددين الذين سيطروا على مساحات من سوريا وشمال العراق. وأشار المرصد إلى أنه سُمِع دوي 31 انفجارا على الأقل في محافظة الرقة وهي معقل لتنظيم الدولة الأسلامية "داعش" مضيفا أن أنباء تفيد بسقوط ضحايا. وقال إن طائرات حربية قصفت أيضا مناطق في شرقي بلدة تدمر الصحراوية بمحافظة حمص وأصابت عدة نقاط تفتيش أقامها تنظيم الدولة الإسلامية حول بلدة كوباني الكردية القريبة من الحدود التركية