اختتمت اليوم الاثنين في مدينة بريسبان باستراليا اعمال القمة التاسعة لمجموعة العشرين، باتفاق يقضي بدعم الاقتصاد العالمي الواهن ليحقق نمواً بنسبة 2.1 في المائة خلال خمسة أعوام وتعزيز الاستثمار والتجارة الدولية والتصدي للتغيرات المناخية ومكافحة التهرب الضريبي. وأطلق قادة المجموعة في البيان الختامي الصادر عن القمة والتي استمرت يومين، مبادرة بنية تحتية عالمية يتولى صندوق النقد الدولي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي مسؤولية متابعة التقدم نحو تحقيق اهداف المبادرة والمستهدفة نمو اقتصادات دول المجموعة. واوضج البيان ان المبادرة ستضيف أكثر من تريليوني دولار للاقتصاد العالمي وستوفر ملايين الوظائف . وشدد على ضرورة التعاون لمكافحة التهرب الضريبي الذي يحرم الحكومات ايرادات تصل لمليارات الدولارات، ودعم المؤسسات المالية لتفادي تكرار الأزمة المالية العالمية لعام 2008م . ودعا البيان الختامي لقادة قمة العشرين إلى تحرك قوي وفعال للتصدي للتغيرات المناخية بهدف التوصل إلى بروتوكول يحظى بقوة قانونية في مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ في باريس في 2015م. واكد قادة مجموعة العشرين في البيان مجدداً دعمهم لتعبئة الوسائل المالية لتتكيف الدول المتضرره من التغيرات المناخية مثل (الصندوق الأخضر) للأمم المتحدة الهادف إلى مساعدة الدول الفقيرة الأكثر تعرضاً للخطر . وكان الرئيس الامريكي بارك اوباما وضع تغيرات المناخ على جدول أعمال مجموعة العشرين بعد محاولات استراليا ابعادها عن جدول الأعمال الرسمي من خلال كلمته امس التي دعا فيها الدول للتحرك وتقديم تعهدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار لصندوق الحفاظ على البيئة، فيما تعهدت اليابان بتقديم 1.5 مليار دولار للصندوق . وأكد رئيس القمة الحالية لمجموعة العشرين - رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت في مؤتمر صحفي عقب ختام القمة ان مجموعة العشرين "حققت هذا العام نتائج عملية حقيقية لتصب في مصلحة الجميع". وأوضح ابوت ان القادة اتفقوا على حزمة اجراءات للاصلاح الاقتصادي لتحفيز نمو الوظائف وتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصادات والتخلص التدريجي من اعانات الوقود الأحفوري غير الفعالة. وبين رئيس قمة العشرين ان القمة ركزت على ثلاثة مواضيع رئيسية، شملت تعزيز النمو وفرص العمل وتعزيز المرونة الاقتصادية العالمية وتعزيز دور المؤسسات العالمية . واكد ان الاقتصاد العالمي سينمو في حال تنفيذ حزمة النمو التي تم الاتفاق عليها، الى المعدل المستهدف ب 2.1 في المائة على مدى خمس سنوات. واشار الى ان القمة عقدت جلسة عمل حول التجارة العالمية المحرك للنمو الحقيقي وناقش القادة خلالها امكانية ان تعمل منظمة التجارة العالمية بشكل افضل لتحقيق النمو الذي تحتاجه دول المجموعة . واختار قادة مجموعة العشرين في ختام قمتهم الصين لرئاسة الدورة القادمة لمجموعة العشرين واستضافة قمة المجموعة في 2016م، واستضافة تركيا للقمة العام المقبل 2015م . وستنتقل الرئاسة الدورية للمجموعة ولعام واحد الى تركيا في ديسمبر المقبل، وستكون البلد المستضيف للقمة المقبلة لرؤساء دول وحكومات المجموعة في 15 و16 نوفمبر 2015م في انطاليا جنوب غرب البلاد. وجاء اجتماع قادة اكبر اقتصادت العالم في مدينة بريسبان الأسترالية في ضل التراجع الذي يشهده الاقتصاد في منطقة اليورو واليابان والتباطوء المسجل في الاقتصاديات الناشئة مثل الصين، ما ادى الى تقليص قدرة الاقتصاد العالمي في خلق فرص العمل وتحقيق ارتفاع في مستويات المعيشة وبناء اقتصاد عالمي أكثر توازناً. يذكر ان مجموعة العشرين أنشأت عام 1999م بمبادرة من قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، لتجمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول ذات الاقتصادات الناشئة . وتهدف المجموعة لتعزيز الحوار بين الدول الصناعية ومجموعة الاقتصادات الناشئة وتوسيع المناقشات حول قضايا السياسات الاقتصادية والمالية الرئيسية وتعزيز التعاون لتحقيق نمو اقتصادي عالمي مستقر ومستدام لمصلحة الجميع. كما تهدف مجموعة العشرين والتي تأسست اثر الازمات المالية في تسعينيات القرن الماضي، الى تنسيق السياسات المالية والنقدية في أهم الاقتصادات العالمية والتصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.