رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات الأوروبية لبلاده عقب حملة الاعتقالات ضد المعارضين والصحفيين، قائلاً "إن على الاتحاد الأوروبي تسليط الضوء على الجرائم المرتكبة في أوروبا والمسجلة ضد مجهول، بدلاً أن ينتقد تركيا". واعتبر أردوغان في كلمة له خلال ندوة في العاصمة أنقرة "أن أوروبا تشهد تراجعاً، في الوقت الذي تتقدم فيه تركيا إلى الأمام" في مجال الحريات وحقوق الانسان .. داعياً الأوربيين إلى تقبل ذلك، وأن يتخذوا التدابير اللازمة. وقال الرئيس التركي وفقاً لوكالة الاناضول التركية للانباء "نحن لسنا كبش فداء لأوروبا، ولسنا دولة تنتقدها أوروبا كيفما تشاء" .. مؤكداً أن تلك الفترة الزمنية ولّت "فاليوم هناك تركيا الجديدة والكبيرة". وأضاف أردوغان "أن الصحفي (في إشارة إلى رئيس تحرير جريدة زمان أكرم دومانلي الذي اعتقل مؤخراً) من ضمن الذين كانون يبذلون جهوداً لخلق كيان غير شرعي تحت مسميات قانونية/ بينما لم يكن المعتقلون الآخرون صحفيين وإنما منتسبي أمن" . واتهم الرئيس التركي اعضاء حركة فتح الله غولن والتي تصفها الحكومة التركية ب (الكيان الموازي) بانهم "خانوا الوطن تحت قناع الخدمة" وانهم "يخوضون حرب قذرة، هدفهم إحياء تركيا القديمة" حسب قوله. وكانت السلطات التركية قد اعتقلت في 14 ديسمبر الماضي 23 شخصاً بينهم اعلاميين وصحفيين وعناصر في الشرطة خلال مداهمات نفذتها في 13 ولاية تركية بتهمة الانتماء إلى (الكيان الموازي) والذي تتهمه الحكومة التركية بالتغلغل في سلكي القضاء والأمن للسيطرة على مفاصل البلاد. وشملت التهم الموجهة للموقوفين "ممارسة الضغوط والترهيب والتهديد، وتأسيس تنظيم يمارس الافتراء، وحرمان أشخاص من حريتهم، وتزوير وثائق". وكان من بين الموقوفين إعلاميون يعملون في قناة (صمان يولو) التلفزيونية وصحيفة (زمان) وآخرون يعملون في سلكي الشرطة والأمن، من بينهم مدير شعبة مكافحة الإرهاب السابق في ولاية إسطنبول ومدير الأمن في ولاية هكاري طوفان أرغودر. وتصف الحكومة التركية تصف جماعة فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية ب "الكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل داخل سلكي القضاء والشرطة والقيام بالتنصت وذلك بعد كشف الجماعة لعمليات فساد يقوم بها أبناء وزراء ورجال أعمال مقربين من الرئيس التركي.