يستأنف مؤتمر الحوار الوطنى الليبي برعاية الاممالمتحدة يوم الثلاثاء القادم جلساته وسط دعوات دولية لاطراف النزاع للمشاركة البناءة في المحادثات والتي تهدف لإيجاد حل سلمي لإنهاء الصراع الجاري في البلاد . حيث دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية مختلف أطراف النزاع في ليبيا للمشاركة بفعالية في المحادثات الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة لإيجاد حل سلمي ينهي الصراع الجاري في البلاد . وفي بيان مشترك ,أدانت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا واسبانيا ، أعمال العنف التي تشهدها العديد من المدن الليبية. وكانت مصادر محلية أعلنت أمس السبت أن جلسات الحوار الوطنى ستنطلق الثلاثاء القادم فى ليبيا برعاية الأممالمتحدة بهدف احتواء الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين. وأكد عضو مجلس النواب بطبرق-عضو لجنه الحوار- محمد شعيب إن محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة ستجرى داخل ليبيا يوم الثلاثاء مالم يحدث أي شيء غير متوقع . وأضاف إن ممثلي مجلس النواب سيشاركون في الجلسة المقبلة إلى جانب عدد من المشاركين في جلسات جنيف، وشخصيات من المؤتمر الوطني العام . وبدوره، أكد عبد القادر حويلي، العضو في المؤتمر الوطني العام، موعد إجراء المحادثات، لكنه لم يكشف عن مكانه. وكان برناردينو ليون مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي ليبيا أكد في الأسبوع الماضي خلال زيارة لطرابلس إن المحادثات ستُستأنف في غضون أيام. وتأمل الأممالمتحدة بجعل الجانبين يتفقان على حكومة وحدة وطنية ، وترتيب وقف إطلاق نار وتبادل السجناء كخطوة أولى لنزع فتيل النزاع وإنهاء الأزمة الحالية . على الصعيد الامني أحكم الجيش الليبي، امس السبت، سيطرته على منطقة الميناء في بنغازي بعد معارك مع مسلحي أنصار الشريعة. وأكد فراج البراسي، وهو قائد عسكري، أن الميناء "تحت سيطرة الجيش"، بعد 3 أيام من المواجهات مع المسلحين ، الذين كانوا قد تحصنوا في المنطقة إثر طردهم من مواقعهم في بنغازي قبل أشهر. وقال مسعفون إن سبعة جنود قتلوا في الاشتباكات، ليصل عدد القتلى خلال أربعة أشهر من القتال بين القوات الحكومية والميليشيات في المدينة الواقعة بشرق البلاد إلى نحو 700 شخص. من جانب أخر نجحت جمعية الهلال الأحمر في إجلاء 118 شخصا بينهم أجانب علقوا في مركز أمراض الكلى في المدينة. وقالت مصادر طبية وعسكرية إن 23 شخصا على الأقل قتلوا السبت فيما أصيب 69 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء احتدام المعارك في مختلف محاور القتال في مدينة بنغازي. وتفيد احصائيات ان عدد القتلى في ليبيا وصل خلال أربعة أشهر الى نحو 700 شخص. من جهة اخرى ,استبعد نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم" فيليب كارتر الخميس الماضي التدخل العسكري في ليبيا لحسم الصراع بين الأطراف المتحاربة ، مؤكدا أن بلاده تفضل الحل السياسي للأزمة. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة " الخبر" الجزائرية عن كارتر قوله خلال الزيارة التي قام بها مؤخرا للجزائر إن بلاده "تبحث عن حل سياسي في ليبيا لتحقيق التنمية وحل المشاكل الاجتماعية في هذه البلاد". وأكد " كارتر" دعم واشنطن لجهود برناردينو ليون "مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا لإيجاد حل سياسي للصراع الدائر في البلاد. من جانبها أعلنت إيطاليا استعدادها للمشاركة في أي بعثة عسكرية لحفظ السلام في ليبيا تحت مظلة الأممالمتحدة. واستبعد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني في تصريحات صحفية إرسال أي قوات مسلحة إلى الصحراء الليبية دون قرار سياسي. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى مع وجود حكومتين متنافستين. وتتمركز الحكومة المعترف بها دوليا بزعامة عبد الله الثني ومجلس نوابها المُنتخب في شرق البلاد، بعد أن تمكنت قوات "فجر ليبيا" من السيطرة على طرابلس الصيف الماضي وأقامت حكومتها الخاصة بها وأعادت المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته للعمل مجددا. وكانت الأممالمتحدة تمكّنت الشهر الماضي من اقناع بعض أعضاء الفصائل بالمشاركة في محادثات في جنيف، لكن "المؤتمر الوطني العام" أعلن عن رغبته في إجراء الحوار داخل ليبيا .