تعقد الأطراف الليبية المتنازعة برعاية الأممالمتحدة منتصف الأسبوع المقبل جلسة حوار جديدة حول المستقبل السياسي للبلد في المغرب في الوقت الذي دانت دول عربية وغربية ومؤسسات دولية الهجمات الإرهابية التي هزت مدينة القبة شرقي البلاد، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. وقال النائب في البرلمان الليبي المعترف به دوليا أبوبكر بعيرة وهو رئيس لجنة الحوار المنبثقة عن مجلس النواب إن "فريق الحوار المنبثق عن مجلس النواب دعي من قبل الأممالمتحدة إلى المملكة المغربية للمشاركة في الجولة الجديدة من الحوار الليبي حول المستقبل السياسي للبلد". وأكد بعيرة "أن الوفد سيشارك في الجلسات"، لافتا إلى أن "إصرار لجنة الحوار على المشاركة في جلسات الحوار يأتي لعدم تفويت الفرصة لملمة الشمل والوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب". إلى ذلك، نددت الولاياتالمتحدة بتفجيرات القبة ودعت الأطراف السياسية الليبية إلى "العمل سويا من أجل تشكيل حكومة جديدة". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر ساكي إن هذا "الهجوم الإرهابي يؤكد حاجة الأطراف الليبية للمشاركة في الحوار الذي تقوده الأممالمتحدة بدعوة من برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية". من جهتها استنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة التفجيرات وقالت في بيان إن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "وجه بنقل المصابين للعلاج في الخارج". وبدورها، دانت البحرين هذه التفجيرات ووصفتها بأنها "إرهابية وجبانة". ودانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا تفجيرات القبة، ووصف بيان للبعثة التفجيرات بأنها "أعمال جبانة ومرفوضة". وأكد البيان أن "الرد الأنسب لمكافحة الإرهاب والعنف هو أن يمضي الليبيون قدما في السعي لحل سياسي بغية إنهاء الصراع وإعادة الاستقرار والوحدة للبلاد ومؤسسات الدولة". من جهته استنكر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة سلسلة التفجيرات التي وقعت في مدينة القبة شرق ليبيا يوم امس الجمعة وخلفت نحو 47 قتيلا. وقال بان في بيان صدر الليلة الماضية ان هذه الاعمال الارهابية تعد تذكيرا بأهمية ايجاد حل سياسي وعلى وجه السرعة للأزمة القائمة من اجل اعادة احلال السلام والاستقرار في البلاد ومواجهة الارهاب. وأعرب عن خالص تعازيه لذوي الضحايا وللشعب الليبي. وانفجرت 3 سيارات مفخخة في وقت متزامن، صباح امس الجمعة، في 3 مواقع حيوية في القبة؟ وتبنى "تنظيم الدولة" في ليبيا التفجيرات التي ضربت مدينة القبة شرقي ليبيا، وخلفت قرابة 47 قتيلا ونحو 75 جريحا. وقال بعيرة إننا "ندين هذا العمل بشدة ونؤكد على مطلبنا المتكرر بضرورة رفع المجتمع الدولي الحظر على تسليح الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب في مختلف ربوع ليبيا". وأضاف "نحن في حوارنا لانتحاور أو نجلس مع داعش "، قائلا إننا سنحضر ولن نجلس على طاولة واحدة حتى مع أعضاء المؤتمر الوطني العام" وهو البرلمان المنتهية ولايته. وأشار إلى أن "الجولة السابقة من الحوار في غدامس جمعت بين البرلمان المنتخب والمؤتمر المنتهية ولايته، لكن طاولة الحوار لم ولن تجمعهم"، لافتا إلى أن "الأممالمتحدة لها الحرية في الجلوس مع من شاءت على حدى". على الصعيد نفسه طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بإيجاد حل سياسي عاجل لقضايا الصراع في ليبيا وتوحيد كافة الجهود المبذولة تحت اشراف ممثل الأممالمتحدة . وحث الدكتور العربي خلال مباحثات أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون على هامش قمة مواجهة التطرف بواشنطن على تشجيع أطراف الصراع على الحوار الجاد والتوصل الى توافق سياسي يكفل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة وإعادة الحياة الطبيعية الى هذا البلد عبر بناء مؤسسات الدولة والعمل على إنهاء الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره. وشدد العربي وفقاً لبيان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية امس الجمعة، على ضرورة أخذ عامل الوقت بعين الاعتبار وضرورة إنهاء الأزمة الليبية في القريب العاجل ومنع التدهور الأمني وعدم انتقاله إلى دول الجوار كما حدث في سوريا التي لم يتخذ مجلس الأمن بشأنها القرارات اللازمة منذ ثلاث سنوات. وبعيد سقوط نظام القذافي في اكتوبر 2011 غرقت ليبيا في الفوضى والعنف وتصاعد نفوذ الميليشيات التي باتت لها الكلمة الفصل في غالبية المناطق الليبية. وازداد الوضع سوءا مع قيام حكومتين وبرلمانين يتنازعان السلطة في البلاد. وعقد اول اجتماع للحوار في جنيف في يناير الماضي واتاح التوصل إلى اتفاق يتضمن مهلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.