عقدت بجامع العاقل بصنعاء مساء اليوم ندوة احتفاء بالهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع مكتب أوقاف وإرشاد أمانة العاصمة. وفي الندوة أشار مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف الشيخ جبري إبراهيم حسن وخطيب جامع الشهداء الشيخ محمد العيسوي وخطيب جامع العاقل الشيخ مصطفى تعلب، إلى أن الهجرة النبوية الشريفة حدث تاريخي غيّر وجه البشرية وقلبت موازين العالم وخرج الناس بها من عبادة الأوثان والأحجار إلى عبادة رب العباد . وتطرقوا إلى أسباب الهجرة النبوية الشريفة والتي حملت في طياتها معاني التضحية والصَّبر والنصر والتوكل والإخاء، وجعلها الله طريقا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته .. لافتين إلى أن الهجرة النبوية الشريفة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة شكلت انطلاقة جديدة لبناء دولة الإسلام، وإعزازا لدين الله تعالى وفاتحة خير ونصر للإسلام والمسلمين. وبين العلماء أن الهجرة كانت منظمة ومرتبة أعد لها الرسول عليه الصلاة والسلام بصبر وحكمة وسياسة وفقه، امتدت آثارها الخيرة لتشمل حياة المسلمين في كل زمان ومكان .. مستعرضين الدروس والعبر المستفادة منها في حياة الأمة . وأشاروا إلى الأبعاد الدينية والتربوية من الهجرة النبوية الشريفة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " المهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .. داعيين إلى نبذ الخلافات بين أبناء الأمة والتي لن يأت من ورائها إلا تفتت المجتمع ووحدته ونسيجه الاجتماعي . وذكًر أصحاب الفضيلة العلماء، بالدعائم التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب هجرته والمتمثلة في إقامة مجتمع مسلم وثيق الصلة بربه، وإقامة التعاون والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والوثيقة التي تعتبر أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان. واستنكر المتحدثون العدوان السعودي على اليمن واستهدافه للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مقدرات البلاد والعباد وكل مقومات الحياة، وما فرضه العدوان من حصار جائر، أدى إلى أضرار كارثية بمختلف المكونات الإجتماعية وضاعف معاناتهم المعيشية .