نعم ،اهلا بكم من جديد ..منذبضعة اسابيع اعلنت وكالة الانباء اليمنية سبأ بدء حقبة جديدة اشبه ماتكون بحقبةما بعد الصحافة المطبوعة في اليمن، أوما يمكن تسميتها اقتباسا من قرار رئيس مجلس ادارة الوكالة بحقبة (الصحافة الالكترونية). بالنسبة لنا في وكالة الأنباء. تبدو الأمور بالفعل منذ سنوات قلائل وكأننا نستكشف لأول مرة، مدى تخلف الصحافة اليمنية، بعد سنوات من التبجح بالريادة المفرغة، بينما الواقع أن قدمها كانت على وشك أن تغوص في بالوعة غير مرئية .. ! الحقيقة أنه ما من شيء كان يرمز إلى الانهيار المتواصل والغموض في مستقبل الاعلام اليمني اكثر من مقراته وتقنياته المتهالكة، ولو أن صحفياً أجنبياً شاهد ذلك، لكتب عن مؤسسات أشبه ما تكون بمكب للنفايات، حيث السيارات الملوثة للبيئة ومكاتب الموظفين الأقرب إلى مكاتب تحصيل الضرائب أوالواجبات وليس مكاتباً للانتاج الفكري. ولو أتكأ الآن أحد شيوخ الصحافة اليمنية على وسادته وراح يتذكر هذا النهار من نفس الشهر قبل عشرة أعوام فقط، فماذا عساه أن يتحدث وأن يتذكر.. كل شيء مختلف ومدهش بل صدمة حضارية بكل المقاييس. (Good bye lenin) هذا فليم جديد يجسد هذه التحولات لكنه من ألمانيا وبصورة سياسية.. وقد فاق كل التوقعات في شباك التذاكر. ويروي قصة حب ابن لأمه، تدور على خلفية انهيار حائط برلين، فالأم شيوعية ملتزمة، وتصاب بأزمة قلبية، وهي ترى ابنها تضربه الشرطة خلال تظاهرة مناهضة للحكومة في خريف عام 1989م، وتدخل في غيبوبة، وتظل فاقدة للوعي، حتى توحيد شطري ألمانيا، حيث تفيق من غيبوبتهاويخشى الابن من أن تصاب بالصدمة القاتلة من جراء التغييرات السياسية، فيقوم بالتظاهر بأن الحياة تسير كما كانت تعرفها تحت نظام جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وفي احد المشاهد يقوم بدعوة بعض الأطفال وهم يرتدون الزي الخاص بطلائع الشباب، وهم يرددون الأغاني الشيوعية في عيد ميلاد أمه، كما يقوم الابن بحشو مخلل هولندي في زجاجات كتب عليها لاصقات رسمية من جمهورية ألمانيا الديمقراطية.. وكل ذلك يحدث داخل منزلها.. لكن هل يمكن أن يكون الامر كذلك بالنسبة للإعلام ؟! قطعاً لا، لأنه يتناقض مع طبيعته. أما الحديث عن حقبة الصحافة الالكترونية، التي يؤسس لها نصر طه مصطفى الآن، فهي نابعة في الاساس من اهمية القرار التاريخي بتسمية إدارة مستقلة للصحافة الالكترونية، ضمن إعادة الهيكلة الشاملة للنظام الاداري في الوكالة، وأما من ناحية مهنية فالهدف لازال إستراتيجياً لأن نظامنا القائم، لا يمكن جعله إلكترونيا بين ليلة وضحاها. ومما لا شك فيه ،ان هذا القرار ،اصبح مطلبا عصريا، يعكس التطورات المذهلة في عالم الاعلام الالكتروني، الذي يعد اليوم، علماً قائماً بذاته له فنونه وأساليبه التحريرية المستقلة. لقد كان القرار يقرأ، وإن كان متأخراً، ما يمكن أن تؤول إليه المنافسة المحمومة بين الصحافة الإلكترونية والفضائية من جهة وبين الصحافة المطبوعة من جهة أخرى.. حيث صحيفة الكترونية منزلية أقل تكلفة للناشر والقارئ معاً. وفي اعتقادي أن على وكالة الأنباء، أن تستغل هذا الدور وأن تقوده باعتباره جوهر عملها ووسيلته.. فما هو احتمال هذا الصباح يمكن أن يكون حقيقة عند المساء. وليس مبالغة القول أن اجتماعات الحكومة الالكترونية المقبلة، يمكن أن يرأسها باجمال من مكتبه، ويحضرها السادة الورزاء من مكاتبهم أيضاً، كما لو كانوا يجلسون إلى طاولة واحدة. إذ سيبدو الاجتماع هادئاً، عملياً، وغير مكلفاً في نفس الوقت. إن الشعور السائد لدينا في هذه اللحظة، هو أن الاتجاه نحو المعادل الالكتروني أصبح ضرورة لتعزيز الحضور والتخفيف من التبعية الاعلامية، فضلاً عن تصحيح الصورة النمطية في الخارج، وسيكون كفيلاً بذلك أسابيع اخبارية جيدة، ترافقها مجموعة تحقيقات متنوعة، لان القول أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لنا في الخارج، ليس إلا عملية علاقات عامة ماكرة، والعمل الصعب هذا هو الذي بدأ للتو... وقد قال باجمال في مؤتمر للمانحين عقد في باريس "من المؤسف جداً أننا لا نستطيع أن نقدم اليمن والترويج له، وتسويقه على النحو المطلوب، لأن الحكومة اليمنية ليس لديها المال الكافي، فموازنة الدولة عليها أن تفي بطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والبيئية والثقافية في حدودها الدنيا..". وهنا ينبغي أن نعي الحقائق الآتية: -أن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ستقوم كعادتها بنشاط إضافي، هو ليس من صميم عملها الرئيس ولكنه من وحي الشعور بالمسئولية تجاه وطنها وجمهورها المحلي. -أن اليمن عندما توكل إلى وكالتها الرسمية بهذا الدور الترويجي، فان الفكرة الرئيسة تبقى هي اعطاء اليد العليا للتخصص، واعطاء ورقة رابحة للوكالة في حال فشلت النوافذ الاخرى الكثيرة في هذا المجال. -إن إضطلاع الوكالة بدور ترويجي مصاحب، سيكون مقنعاً إذا ما أنطوى على الحقائق الموضوعية، التي تؤكد أن اليمن بلد سعيد بالفعل لكنه غير محظوظ في نفس الوقت بفعل الظروف والتاريخ.. فهو البلد الفقير الوحيد الذي جرت على أرضه تنفيذ تجربة الحرب الباردة بين (شماله وجنوبه)، وهو البلد والشعب الوحيد الذي يدفع ثمن الصراعات الاقليمية في الجزيرة والقرن الافريقي، بانعكاساتها السلبية على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فان اليمن إذا ما نهضت أوضاعه وتوزانت قواه بحسب دولة رئيس الوزراء، فسيكون حتماً عنصر التوافق المطلوب بين جميع القوى الاقليمية والدولية. وحتى لا يختلط حابل القول بنابله، فان موقع الوكالة الجديد على شبكة الانترنت، سيقوم بدور ترويجي لليمن في العالم الخارجي, فوق وظيفته الإخبارية المحضة، وسينطلق في مهمته هذه من توجيهات رئيس مجلس إدارة الوكالة، التي توصي بالتركيز على القضايا ذات الصلة باهتمامات الرأي العام الدولي.. ويتيح الموقع الجديد للراغبين بزيارة اليمن، الاطلاع على المعلومات التفصيلية حول هذا البلد العريق بما في ذلك تقديم صورة موجزة عن تكاليف الإقامة والسفر والتجوال داخل الجمهورية اليمنية، كما ستكون نوافذ حقوق الإنسان والإصلاحات الهيكلية والمرأة ورئيس الجمهورية، وصلات إلكترونية فاعلة لأول مرة على موقع يمني إخباري بهذا الحجم.. وهذا هو ليس كل الكلام وليس كل ما سنقوله على الويب ، اذ سنتباحث معاً على الخدمات التفاعلية للموقع. عدنان الصنوي سبأنت