نعى مجلس القضاء الأعلى العلامة حمود بن عباس المؤيد الذي انتقل إلى جوار ربه أمس عن عمر ناهز ال 103 أعوام. وأشار المجلس في بيان نعي تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى اليمن والأمة العربية والإسلامية فقدت برحيل العلامة المؤيد علم شامخ من أعلام الهدى أفنى حياته الحافلة بالعطاء في سبيل الله خدمة لدينه ونفعاً لعباده. ولفت البيان إلى العلامة المؤيد عزف عن الوظائف والمناصب الرسمية، وعكف على الاشتغال بالعلوم الدينية والأعمال الخيرية وإصلاح ذات البين، وتعليم طلاب العلم وإرشاد السائلين والمستفتين إضافة إلى أعمال التربية والوعظ والإرشاد من منابر الخطابة ومجالس العلم والمذاكرة ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية. وأوضح البيان أن العلامة المؤيد كان له إسهامات كبيرة في رعاية طلاب العلم والمدرسين ومتطلبات التدريس في الجامع الكبير بصنعاء والعديد من مساجد ومراكز تدريس العلوم الشرعية، والتي أثمرت بتأهيل الكثير من العلماء والفقهاء والقضاة والمدرسين، إلى جانب إسهاماته في المجال الاجتماعي في أعمال المبرات الخيرية من خلال كفالة وتفقد العديد من الأسر الفقيرة ودعم الشباب لحل مشاكل عوائق الزواج وكذا تمويل العديد من المشاريع بإنشاء المساجد والمدارس ومناهل المياه وغيرها. وذكر البيان أن العلامة المؤيد رحمه الله كان يسعى متنقلاً بين القبائل والمناطق باذلاً نفسه وماله وجهده في سبيل إصلاح ذات البين مسارعاً دون إبطاء لحل ما يعرض عليه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وناصحاً بالحق منابذاً للظلم ناصراً للمظلوم. وكان من أهم الأعمال التي تولاها رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلواء إب ثم عضواً بدار الإفتاء ثم نائباً لمفتي الجمهورية إلى قيام الوحدة اليمنية، وظل مشتغلاً بعدها بالإفتاء والتدريس إلى أن انتقل إلى جوار ربه. وللعلامة حمود عباس المؤيد مآثر علمية (مطبوعة في الوعظ والإرشاد ومأثورات الأدعية منها الشعاع المضئ (مجموع خطب الجمعة) وكتاب الإجازات، وكتاب النور الاسنى الجامع لأحاديث الشفاء إلى جانب العديد من كتيبات الأدعية والمأثورات، كما أنه قام بخط المصحف المشرف بيده برموز وتشكيلات وعلامات القراءة والتجويد. وعبر مجلس القضاء الأعلى عن خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد والشعب اليمني والأمة في هذا المصاب الجلل .. سائلا المولى عز وجل أن يتعمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون .
