وفي بداية اللقاء رحب فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالوفد الصحفي الأسباني وقال نتمنى لهذه الزيارة التوفيق والخروج بانطباعات جيدة عن الثقافة اليمنية والآثار والسياحية اليمنية المتنوعة سواء على مستوى سياحة الصحراء والسواحل والجزر او المدن الأثرية وبعض المدن اليمنية التي تكاد تكون متاحف حية مثل مدن صنعاء القديمة ،شبام ، حضرموت ، كوكبان ، ثلا والعديد من المناطق اليمنية السياحية الجذابة .. علاوة على القلاع والحصون التاريخية القديمة والمدرجات الزراعية الجميلة في معظم المحافظات ومنها اب وتعز والمحويت، والتي أنشأت منذ مئات السنين . واشار فخامة الرئيس إلى أن الإنسان اليمني يعيش في أعلى المرتفعات الجبلية بشكل جيد وينقل بين المدرجات البسيطة .. فالشعب اليمني شعب مكافح ومناضل ويكسب بعرقه ولا يتنظر الاستجداء من احد .. وهو يغترب وموجود في شرق آسيا منذ مئات السنين و في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة حيث يوجد ما يصل إلى خمسة ملايين من أصول يمنية في هذه البلدان ويتقلد بعضهم مناصب رسمية وبعضهم أصحاب مؤسسات وشركاء مع إخوانهم هناك ولديهم تجارة مزدهرة .. كما يوجد اليمنيون في أفريقيا . وقال فخامة الأخ رئيس الجمهورية إن اليمنيين هاجروا إلى أسبانيا وأسسوا هناك حضارة عريقة وبعضهم استقر في أسبانيا والبعض عاد بهجرة معاكسة الى اليمن وهناك علاقات جيدة بيننا وبين أسبانيا وعلاقات تاريخية وكثير من السياح الأسبان يأتون إلى اليمن من أسبانيا نتيجة الآثار الطيبة التي خلفها اليمنيون هناك . وأضاف ان هذا التواصل شيء جيد بين اليمن واسبانيا لاستعادة الذكريات وقراءة التاريخ من الجانبين والتعرف على الثقافات . وتمنى فخامة رئيس الجمهورية للوفد الصحفي الأسباني الإقامة الطيبة والجيدة كونهم رسل للسياحة والتواصل ورسل لنقل الثقافة بين اليمن واسبانيا وبين اليمن والاتحاد الأوروبي . وقال إن الصحافة المقروءة ستظل من الوسائل التي يتمسك بها الناس رغم انتشار القنوات الفضائية وتعددها بعد ذلك أجاب فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي الأسئلة التي طرحها الصحفيون والكتاب الأسبان . وفي رده على سؤال عن وجود المرأة اليمنية ودورها في المجتمع اليمني قال فخامة الاخ الرئيس بأن المرأة اليمنية موجودة في كل مؤسسات الدولة وليس هناك اي محظور عليها وهي تمارس دورها بفعالية . وعن سؤال حول ما شهدته اليمن من تطورات وما تم إنجازه خلال السنوات الماضية وهل سيؤثر ذلك في الحفاظ على الموروث التاريخي القديم قال الاخ الرئيس إن ما تم إنجازه ضمن برامج الحكومة من أجل التنمية .. فاليمن بحاجة الى كل الوسائل الصناعية والخدمات العامة ومشاريع البنية التحتية لان بلدنا كان محروما في الماضي وكان لابد للدولة ان تقطع شوطاً في مجال التنمية .. ونحن في اليمن بحاجة إلى الحداثة لنواكب العصر لكننا ايضاً نحافظ وبشكل جيد على كل ما هو ثقافي وقديم ونعتبره تراثا..ً ونحن باستمرار نعمل على استيعاب الحديث والحفاظ على القديم .. فالشعوب لا تخلد الا بعراقة حضارتها وبالأخذ بالحديث. وحول العلاقات اليمنية - الأسبانية قال فخامة الاخ الرئيس إن الشعب والحكومة في اليمن يكنان للشعب الأسباني كل المودة والاحترام وأن أسبانيا من اقرب البلدان الى اليمن . وفي رده على سؤال حول السياحة وقضايا الأمن وأهمية تكاتف جهود دول المنطقة وتعاونها في تحقيق الأمن والاستقرار.. اكد الأخ الرئيس أن باستطاعة أي سائح في اليمن الآن أن يتنقل في أي منطقة آمنا مطمئنا في الليل أو النهار .. وفي السابق كانت تحصل في فترة من الفترات حوادث اختطاف لسياح.. بدوافع سياسية وتخريبية.. بقصد تشويه صورة اليمن والأضرار بحركة السياحة الى هذا البلد التاريخي الغني بكنوزه الحضارية والثقافية .. وقد أتخذنا إجراءات دقيقة وجازمة للقضاء على مثل تلك الحوادث التي كانت تستهدف بالأساس السياح من بلدان تربطنا بها علاقات صداقة وطيدة ومتينة مثل المانياوهولندا وإيطاليا والولاياتالمتحدةالأمريكية .. بغرض الإثارة الإعلامية والإساءة الى علاقة بلادنا بهذه الدول وتشويه صورة اليمن لدى هذه الدول.. ولاسيما المانيا التي تقدم لبلادنا مساعدات سخية وممتازة في مجالات التنمية ، وكذلك هولندا وإيطاليا. واشار فخامة الأخ رئيس الجمهورية الى انه وفي ظل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها اليمن على إثر تلك الحوادث بات من الصعب حاليا تكرار مثل هذه الأعمال .. مشيرا الى ما يتمتع به الشعب اليمني من قيم أصيلة ومنها احترام الضيف وإكرامه والترحيب به. وفي رده على سؤال عن نظرة الشعب اليمني الى الولاياتالمتحدة وهل يؤثر ذلك في النظرة الى اسبانيا المتحالفة مع الولاياتالمتحدة وكذا تقيمه لما يجري في العراق .. قال الاخ الرئيس إن إنطباع الشارع اليمني عن امريكا باعتبارها الدولة العظمى والقطب الوحيد والاكبر يدعو الى ان تتوخى العدالة .. فعلى سبيل المثال القضية الفلسطينية لاأحد يستطيع ان يمارس الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية سوى الولاياتالمتحدةالامريكية.. ولو حدث مثل هذا الامر فأنك سترى إنطباعات جيدة حول الولاياتالمتحدةالامريكية في الشارع العربي والاسلامي . أما في ما يتعلق بما يجري في العراق فأن المواطن اليمني يتطلع الى اليوم الذي تنسحب فيه قوات التحالف من العراق وأن يتولى العراقيون شئون أنفسهم.. إما الضجة الإعلامية التي حصلت يوم أمس حول إلقاء القبض على الرئيس صدام حسين فهو مجرد ضجيج إعلامي ليس له معنى .. فصدام حسين وحكومة البعث سقطت عندما تحركت قوات التحالف للهجوم على العراق وكل العالم كان يعرف ان النظام العراقي سيسقط امام هذه القوة العسكرية الكبيرة للتحالف ..ونحن نعتقد ان هذة الضجة الأخيرة ليست سوى هدف سياسي وتسلية من كان لدية خصومة مع العراق او النظام العراقي .. لقد سقط النظام العراقي يوم تحركت قوات التحالف وليس يوم يوم سقوط بغداد. وقال نحن نتطلع بان ل انري أي أعمال عنف في العراق لا من قوات التحالف ضد الشعب العراقي ولا من المقاومة العراقية ضد قوات التحالف ..ويمكن معالجة هذا الامر بسهولة في العراق عندما يتم توفر الحكمة وتوفير احتياجات الشعب العراقي من الأمن والمواد الغذائية والكهرباء والمياه .. متسائلا ..كيف يمكن ان يكون هناك امن واستقرار وترحيب بقوات التحالف ولا يوجد أمن او غذاء أو ماء او كهرباء ؟ خاصة وان هناك ما يقارب خمسة الى ستة ملايين عراقي كانوا مستفيدين من النظام السابق ويديرون البلاد وفجأة وجدوا أنفسهم في الشارع دون ماكل او ملبس او امان ..لا بد ان يكون هناك رد فعل وتحصل مثل هذه الأعمال. وقال فخامة الرئيس ان أسبانيا ضمن قوات التحالف وهي لا تستطيع ان تفعل شيئا لانها تحت امرة الحاكم المدني يريمر فقوات التحالف تقاد ولا تقود .. ونحن نتطلع بان يتحمل الحاكم المدني بريمر مسؤولية الأمن والاستقرار واعادة الهدوء .. والدعوة لعقد مؤتمر وطني لكل القوى السياسية ولكل ابناء الشعب العراقي للخروج من هذا النفق المظلم وفي ظل وجود دور للامم المتحدة ..حيث مازال هذا الدور مفقودا حتى الان. وفي رده على سؤال عما اذا كان التحالف الأسباني مع الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤثر على العلاقات الأسبانية اليمنية أوالاسبانية العربية قال الاخ الرئيس ان ذلك لايؤثر إطلاقا على العلاقات مع أسبانيا رغم ان أسبانيا القت القبض على صواريخ "سكود" التى تخص اليمن في المحيط الهندي لصالح الولاياتالمتحدة والتي بدورها افرجت عنها.. ولم يؤثر على العلاقات الجيدة بين بلدنا ما قامت بة البحرية الأسبانية من قرصنة ضد تلك الشحنة وكذا ما نشرته إحدى الصحف الأسبانية من مزاعم ذهاب تلك الصواريخ الى ليبيا وهذا عمل غير ودي من بعض الصحفيين . وكالة الانباء اليمنية (سبأ)