أجرت قناة "الجزيرة" الفضائية مساء أمس حواراً مع الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية، ضمن برنامجها الاسبوعي من واشنطن، حيث تحدث الوزير القربي عن أولويات زيارته الحالية للولايات المتحدةالأمريكية، وأفاق التعاون اليمني- الامريكي المشترك على مختلف الأصعدة وخاصة في الجانبيين الأمني والاقتصادي. وفيمايلي تنشر سبأنت نص الحوار قناة الجزيرة : مرحبا بكم معنا مرة أخرى في برنامج من واشنطن في هذا الجزء من البرنامج لنا لقاء مع أحد زوار العاصمة الأمريكية اللقاء .. بالتحديد مع وزير خارجية اليمن الدكتور أبوبكر القربي الذي يزور العاصمة واشنطن خلال هذا الأسبوع، وله العديد من اللقاءات السياسية الهامة والتي تصب في موضوع العلاقات اليمنية الأمريكية في شكلها الحالي .. =الجزيرة: دكتور أبو بكر مرحباً بك في واشنطن ومعنا في هذه الفقرة من هذا البرنامج، ولنبدأ أولاً بطبيعة هذه الزيارة سواء بتوقيتها أو من خلال الشخصيات والمسؤولين الذين تلتقي بهم .. ماهي الأولويات لديكم فيها؟ - القربي: أولا شكراً جزيلاً، وفرصة سعيدة أن نلتقي بكم عبر محطة الجزيرة، وهذه الزيارة هي تأتي تلبية لدعوة من السيد كولن باول لزيارة واشنطن والتشاور حول الكثير من القضايا التي تتعلق أولا بالعلاقات الثنائية بين اليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية .. بقضايا الاقليم أجمالاً سواء فيما يتعلق بالأمن .. مكافحة الإرهاب في جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي، أو فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو قضية العراق .. كلها قضايا كما يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن حريصة على أن تعرف وجهات النظر المختلفة من دول المنطقة للخروج من هذه الدوامة التي تعيشها المنطقة .. بالأضافه إلى لقائي مع السيد كولن باول سأقوم بلقاء عدد من المسؤولين الأمريكيين سواءاً في الكونجرس أو في وزارة الدفاع أو في ال(إف.بي.آي)، وال(سي.آي.إيه)، والأمن القومي، وأيضاً وكالة العون الأمريكية .. كل هذه تأتي في إطار أولاً توضيح الإنجازات التي حققتها اليمن في مكافحة الإرهاب .. التطور الذي حدث في اليمن على مدى عامين منذ زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى واشنطن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأيضاً في شرح وجهة النظر اليمنية فيما يتعلق بالقضايا العربية التي تعتبر الولاياتالمتحدة لاعب أساسي في ايجاد الحلول لها. = الجزيرة : لعل الملف الأمني أو ملف مكافحة الإرهاب كما يراه الأمريكيون هو أبرز الملفات الآن على الساحة، أو على صفحة العلاقات الأمريكية اليمنية .. ماالذي تحقق فية حتى الآن؟ هل هناك رضا امريكي عما قامت به اليمن؟ هل هناك أي شكاوى من تدفق لأسلحة أو لمقاتلين عبر الحدود مثلاً إلى السعودية من اليمن ؟ - القربي: أولاً أعتقد أن أهم من الرضا الأمريكي هناك رضا يمني عما تحقق في مكافحة الإرهاب؛ لأن مكافحة الإرهاب بالنسبة لنا في اليمن هي قضية تنبع من قناعتنا بأن الإرهاب أضر باليمن في المقام الأول .. ضرراً يكاد أن يكون بمقاييس اليمن اقتصادياً أكثر بكثير مما أضر بالولاياتالمتحدةالأمريكية .. القناعة بأن الإرهاب والعنف الذي نراه في دول العالم اليوم أثر على التنمية .. أثر على الاقتصاد .. أضر بالإسلام وبالعرب، وبالتالي مكافحة الإرهاب هي تأتي انطلاقاً من مصلحة اليمن، ومن مصلحة العالم وبالتالي أيضاً مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية .. اليمن حققت إنجازات أولاً أعتقد على مدى السنة والنصف الماضية لا شك أنكم لاحظتم أن كثير من اعراض القصور الأمني قد عولجت سواء كانت في قضية الاختطافات التي كانت تحدث في اليمن أو في الأعمال الإرهابية التي كانت تحدث بين فترة وأخرى، وتم القبض على عدد من القيادات التي لها ارتباطات بالقاعدة في اليمن .. هذا في إطار تنسيق أمني في اليمن ودول الجوار، والولاياتالمتحدةالأمريكية أيضاً، وضعت اليمن العديد من الخطوات لتحقيق هذا الأمر سواء في جانبة الأمني والإنتشار الأمني الذي تحقق الآن .. كافة مناطق ومحافظات اليمن وعلى الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهناك أيضا اهتمام بقضية خفر السواحل اليمنية ؛ لأن اليمن لها سواحل تمتد إلى 2200 كيلومتر، وبالتالي معرضة لدخول عناصر أرهابية منها. = الجزيرة : الأمريكيون هنا يقولون بأنك زرت بعض المؤسسات العسكرية..؟ - القربي: هنا الأمريكان هم من أوائل من أسهم في بناء خفر السواحل اليمنية وقدموا مساعدات .. قوارب .. دربوا عناصر خفر السواحل اليمنية .. الآن الاتحاد الأوروبي وربما دول أخرى ستقوم بتعزيز خفر السواحل من خلال أجهزة الرادار على السواحل اليمنية، أو توفير المتطلبات اللوجستية لخفر السواحل في اليمن .. في نفس الوقت الذي تم فيه هذا .. اليمن أعتقد من الدول التي أدركت أن المتهمين بارتباط بالقاعدة ليسوا جميعا لهم نوايا إرهابية، وانما هي عناصر غرر بها واليوم نحن نسمع كيف أن كثير من هذه العناصر استقطبت عبر الإنترنت في التلفزيون يعني وأصبح الآن على كل الدول الحقيقة أن تنظر كيف يمكن أن تجنب شبابها من هذه الأخطار يعني... = الجزيرة : البعض يرى أن الأمريكيين قد غالوا في موضوع مكافحة الإرهاب أو القبض على من يعتبرونهم أنهم يمولون الإرهاب .. أحد الأمثلة على ذلك الشيخ المؤيد وأسلوب القبض عليه لعملاء للمباحث الفيدرالية الأمريكية ال(إف بي آي) يدعون أنهم يريدون توصيل أموال إلى القاعدة ويجدون شخصاً .. يقولون له أن كنت مستعد لتوصيل الأموال أو يسجلوا عليه ويتم اعتقالة في المانيا ويحضر إلى امريكا، هو الآن في نيويورك وفي سجون أمريكا.. ماموقفكم في هذه القضية؟ - القربي: قضية الشيخ المؤيد الحقيقة أعتقد أنها تجسد الإشكالية التي تحدث عندما تعتمد الأجهزة الاستخباراتية على معلومات خاطئة، ونحن نعتقد أنه فيما يتعلق بالشيخ محمد المؤيد أن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية غرر بها وأعطي لها معلومات خاطئة عن الشيخ المؤيد .. الشيخ المؤيد يمكن القضية الرئيسية التي نعترف أنه ربما له دور فيها هي قضية أنه من كل الشعوب العربية وكل الجمعيات العربية الخيرية في الوطن العربي من الذين كانوا يدعمون حماس في الأراضي الفلسطينية ونسوا أيضا أن حماس لها جناح عسكري ولها جناح سياسي وأن هناك أيضا لحماس أعمال خيرية تقوم بها وبالتالي دعم هذا الجانب لا يعني انه دعم للإرهاب اطلاقاً، أما ارتباطه بالقاعدة أعتقد أنهم لو نظروا للمعلومات الحقيقية سيجدوا أن الشيخ المؤيد أبعد مما يكون ارتباطاً أو قبولاً بفكر القاعدة. = الجزيرة : ماذا تفعلون للإفراج عن المؤيد؟ - القربي: الآن كما تعرف قضية المؤيد في القضاء الأمريكي هناك محامين عينتهم المحكمة للدفاع عنهم وأسرته .. أعتقد أنها ستسهم في هذا الجانب نحن من جانبنا علينا أن نلعب الدور السياسي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا الجانب لأننا نعتقد أن الأسلوب الذي تم فية القبض على الشيخ المؤيد واستدراجه إلى ألمانيا، ومن ثم المطالبة بتسليمه للولايات المتحدة للأسف الشديد لم تخدم التعاون الأمني بين اليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية. = الجزيرة : الأمريكيون لديهم شخص يمني .. مواطن يمني كامل .. المؤيد، واليمنيون لديهم مواطن أمريكي وإن كان أمريكي يمني، وهو جابر البنا أحد الذين كان الأمريكيون يبحثون عنهم من لاكوانا إلى نيويورك، اعتقد أنه مطلوباً أمريكياً، وهو لديكم الآن .. هل تفكرون في مقايضة ؟ - القربي: لا .. لا أعتقد أن القضية قضية مقايضة .. القضية هناك دستور يمني، وهناك قوانين يمنية ونفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية .. نحن الذي يهمنا بالنسبة للمؤيد أولاً أن يعامل معاملة إنسانية في السجن .. ثانياً أن يحاكم محاكمة عادلة .. بالنسبة للبنا هو أمريكي من أصول يمنية، وبالتالي السؤال هو .. هل القوانين والدستور اليمنية ينطبق عليه بحكم أنه لازال يمني أو هو تخلى عن جنسيته اليمنية؟ نحن سننظر إلى هذه في اطار الجانب الدستوري والقانوني .. لكن هذا لا يمنع طبعاً أنه لا نصل إلى الحلول النهائية أن يكون هناك تعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يتعلق بالتحقيقات مع جابر البنا للتأكد من أي ارتباطات له بأعمال إرهابية. = الجزيرة : البعض يرى أن التعاون ذهب إلى حد مبالغ فيه .. في أن يسمح للأمريكيين في أن يطلقوا الرصاص على يمنيين على أرضهم كما حدث في بالنسبة لسنان الحارثي أو على سنان الحارثي .. هل أغلق هذا الموضوع؟ - القربي: هذا الموضوع أغلق وأعتقد أن وزارة الداخلية اليمنية ورئيس الوزراء اليمني قد أوضح ان عملية استهداف سنان تمت برغبة وتنسيق يمني أمريكي لأسباب أن سنان الذي كانت تتعقبه أجهزة الأمن ظل يصعب القبض عليه نتيجة المناطق التي كان فيها، وبالتالي تم التنسيق مع الولاياتالمتحدة، لكن لم يكن هناك اختراق للسيادة اليمنية كما طرحت بعض وسائل الإعلام .. = الجزيرة : بالنسبة للتعاون الأمني أيضاً هناك تعاون إقليمي فيما يعرف بتجمع صنعاء لدول القرن الإفريقي أو لبعض الدول .. السودان .. أثيوبيا، واليمن .. هدف هذا التعاون هل هو يتم تحت مظلة أمريكية ولماذا تستبعد أرتيريا مثلاً منه إذا كنا نتحدث عن القرن الإفريقي؟ - القربي: أولاً التعاون بين الدول الثلاث هو تعاون له بعد أمني وبعد اقتصادي وعن قناعة لدى الدول الثلاث الآن أن التنمية وأن الاقتصاد هو الذي يؤسس العلاقات ومصالح مشتركة بين الدول وأن مكافحة الإرهاب قضية أساسية لضمان التنمية والاستقرار في المنطقة، وانطلقت هذه من القادة الثلاثة لم يكن للأمريكان أو لغيرهم أي دور في قيام تجمع صنعاء للتعاون .. أما فيما يتعلق بأرتيريا .. أرتيريا للأسف الشديد أنها فسرت هذا التجمع وكأنه يستهدف أرتيريا .. بينما من أول لقاء أو القمة التي عقدت في صنعاء كان هناك تصريح لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أن هذا التجمع لا يستهدف أحد وأن أرتيريا جزء من نسيج المنطقة، ولها الحق في أن تكون عضو في هذا التجمع، وأكد هذا فخامته أيضاً في شهر ديسمبر الماضي عندما عقدت القمة الثانية في أديس أبابا .. بل أنه وجه الدعوة لأرتيريا بالإنضمام إلى هذا التجمع حتى تستطيع ليس فقط أن تكون عضو فاعل في إطار التجمع، وإنما ربما يكون هذا التجمع طريقة لحل مشاكلها مع دول الجوار. = الجزيرة : سيادة الوزير لو تحدثنا على تطور العلاقة الأمريكية اليمنية نجد أنه في فترة وجيزة جدا نفس الفترة ربما للتعاون في المجال الأمني المساعدات الأمريكية لليمن تضاعفت إلى ربما مرتين ونصف في غضون هذه الفترة منذ الحادي عشر من سبتمبر .. هل أغلب هذه المساعدات تذهب في الإطار الأمني وتغذيته أم إلى أين تذهب المساعدات الاضافية التي طرأت في الفترة الأخيرة ؟ - القربي: أولاً دعني أفسر لك لماذا تحسنت العلاقات اليمنية الأمريكية ؛ وأعتقد أن السبب الرئيسي ربما نتج عن عاملين .. العامل الأول أن الولاياتالمتحدة أدركت أن اليمن عندما تكلمت عن مكافحة الإرهاب لم ترفع ذلك عن شعار وإنما عن قناعة حقيقية بأن مكافحة الإرهاب قضية أساسية لاستقرار المنطقة واستقرار اليمن .. ثانياً الوضوح الذي تعاملنا فيه مع الولاياتالمتحدة والشفافية التي طرحنا فيها العديد من القضايا، وثالثاً أن الولاياتالمتحدة أدركت أن كثير من المعلومات التي كانت تصلها عن اليمن عبر أجهزة استخباراتية أخرى كانت كلها خاطئة، وكانت تستهدف الإساءة إلى اليمن ولا تعبر عن حقيقة مايجري في اليمن .. هذه العوامل الثلاثة جعلت الولاياتالمتحدة تراجع الكثير من مواقفها تجاه اليمن وتعزز علاقتها باليمن وعكست هذه في زيادة المساعدات التي قدمتها لليمن والتي تصل إلى مايقرب من مئة مليون دولار سنوياً معظم هذه إلم يكن 80% أو 75% تذهب إلى مجالات تنموية واقتصادية، والبقية تذهب إلى تعزيز القدرات الأمنية والقوات الخاصة في اليمن. = الجزيرة : تحدثنا عن الأمريكيين وأنهم يحصلون على معلومات من أجهزة أخرى أو أجهزة مخابرات في المنطقة قد تستهدف اليمن ربما ... هذا يدفعني لأسألك .. أين تقف العلاقات اليمنية السعودية الآن؟ - القربي: أولا دعني أقول أن سؤالك هذا يحاول وكأنه يربط بين الاستخبارات السعودية، وهذا الأمر غير صحيح .. مصادر استخبارات أمريكا كثيرة جداً، ومتعددة وبالتالي أعتقد أنهم تعلموا الآن أن عليهم أن يدققوا فيما يصلهم من أي جهة كانت .. أما العلاقات اليمنية السعودية فأؤكد أنها علاقات ممتازة جداً تتطور وأن الأجهزة اليمنية والسعودية يعملون معاً في مكافحة الإرهاب وفي منع تسرب العناصر الإرهابية عبر الحدود بين البلدين، أو تدفق الأموال أيضاً التي يستغلها الإرهابيون، وأن اليمن والسعودية الآن مقتنعتين تماماً بأن أمن اليمن وأمن السعودية لايمكن إلا أن ينظر إليها وكأنها قضية تهم البلدين وتعمل الحكومتين في البلدين من أجل الحفاظ عليها . = الجزيرة : بالنسبة لدخول اليمن لمجلس التعاون الخليجي هل تم أي تقدم في هذا الأطار؟ - القربي : لا .. لم يحدث تقدم .. للأسف حتى الآن أعتقد أن دول الخليج الآن لديها الكثير من القضايا في إطار مجلس التعاون، وفي إطار مشاكل المنطقة .. إنما نحن نعتقد أن هذا الموضوع مجرد عملية زمن وأن القادة في مجلس التعاون في النهاية عليهم أن يواجهوا هذا التحدي في قبول اليمن وأن اليمن ودخولها إلى مجلس التعاون لا يمكن إلا أن يكون اسهام في تعزيز دور مجلس التعاون .. في أمن وأستقرار المنطقة وإنما الجانب الاقتصادي والتنموي في المنطقة . = الجزيرة : هل طلب الأمريكيون منكم أي مساعدة بالنسبة للعراق؟ - القربي: الأمريكيون لم يطلبوا مساعدة من اليمن، ولكن طرحوا ماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية الآن .. سواء في الفترة من الآن إلى 1 يوليو .. عندما ينتظر أن تسلم السيادة إلى الجانب العراقي، أو بعد ذلك .. فيما يتعلق بدعم الحكومة العراقية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأعتقد أن هذا الحوار في الأجهزة الأمريكية ومؤسساتها المختلفة تبحث مع كافة دول المنطقة، وهناك طبعاً كما تعرف وجهتا نظر في الولاياتالمتحدة .. هناك من يعتقد أن الدور العربي مهم لتحقيق الأمن والاستقرار وعودة العراق إلى نسيجة العربي، وهناك من يتخوف من ذلك وأعتقد أن القمة العربية القادمة عليها أن تواجه هذا السؤال ويجب أن تجب عليه. = الجزيرة : شكراً جزيلاً لك دكتور أبو بكر القربي وزير خارجية اليمن والذي يزور العاصمة الأمريكية حالياً، وكان معنا في هذا الجزء من برنامجنا من واشنطن. سبأ - قناة الجزيرة برنامج من واشنطن