خرجت غزة اليوم عن بكرة أبيها لتشارك في نازة تشييع الشيخ الشهيد أحمد ياسين، مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي قضى نحبه شهيدا في قصف جوي استهدفه بعد أدائه صلاة فجر اليوم في مسجد المجمع الإسلامي المجاور لمنزله في حي الصبرة شرقي مدينة غزة0 وجاء الفلسطينيون بالآلاف من كل حدب وصوب من مدن ومخيمات عدة قطاع غزة عدا محافظتي رفح وخان يونس، جنوبي القطاع، لإغلاق الجيش الصهيوني الطريق الواصل بينهما وبين بقية قطاع غزة ليشاركوا في المسيرة الجنائزية الكبيرة جدا التي احتشد لها الفلسطينيون منذ الدقائق الأولى لاغتيال الشيخ ياسين ، وتدافع الآلاف من الفلسطينيين لحمل نعش الشهيد ياسين، وسبعة آخرون من الشهداء الذين قضوا نحبهم معه في القصف الذي استهدف الشيخ، وسط هتافات الجماهير المطالبة بالرد والانتقام0 وقدرت مصادر صحفية مشاركة أكثر من ثلاثمائة ألف فلسطيني في تشييع الشهداء، الذين اتجه بهم الفلسطينيون بعد أداء صلاة الجنازة عليهم في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، الذي ضاق بالمصلين الذين صلوا في الشوارع المحيطة بالمسجد، وبعد انتهاء الصلاة انطلق المشيعون نحو مقبرة الشهداء بالمدينة وسط دعوات مئات الآلاف من الفلسطينيين بالانتقام الشديد ، وتقدم المسيرة الجنائزية الضخمة، المئات من المقاومين المسلحين الملثمين، من كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصا من الجناح المسلح لحركة حماس " كتائب القسام" الذي شارك المئات من عناصره في الجنازة ، فيما كان حاضرا غالبية قادة الفصائل الفلسطينية السياسية، ومسئولي السلطة الوطنية الفلسطينية، الذين بدا الحزن العميق على وجوههم المكفهرة ، وفي المقبرة التي ضاقت والساحات الكبيرة المجاورة لها على اتساعها بالمشيعين لغاضبين، بدأ الفلسطينيون في موارة جثمان الشيخ احمد ياسين الثرى، والشهداء التسعة الآخرون0 والقى قادة الفصائل الفلسطينية كلمات تأبينية في المشيعين تدعو إلى الرد القوي على عملية اغتيال الشيخ، وتؤكد على وحدة الدم الفلسطيني والهدف.. مشددين على أن دم الشيخ ياسين، وحدت اليوم الشعب الفلسطيني كله تحت راية واحدة.. كما دعا الجميع إلى الحفاظ عليها، لتحقيق هدف الشعب الفلسطيني الأسمى في تحرير فلسطين ودحر الاحتلال، الذي كان أسمى ما يصبو إليه الشيخ الشهيد0 وفي الوقت الذي لم يتمكن مئات الآلاف من الفلسطينيين من مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، لمنع إسرائيل تحرك الفلسطينيين من هناك إلى القطاع إطلاقا إلا لحالات محددة جدا، إضافة إلى فصل جنوبي قطاع غزة عن شماله، شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين الغاضبين في مسيرات جماهيرية حاشدة خرجت بعد صلاة ظهر اليوم، للتزامن مع جنازة الشهيد، التي حرمهم الاحتلال من المشاركة فيها ، وانطلقت المسيرات يتقدم اغلبها المقاومون المسلحون في كل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ نابلس، جنين، طولكرم، قليقلية، وسلفيت، شمالي الضفة، ومدن الخليل وبيت لحم، وبيت ساحور، جنوبي الضفة، ورام الله وسطها ، وجابت تلك المسيرات الحاشدة شوارع المدن الرئيسة فيها، وألقيت خلالها كلمات عديدة أكدت على وجوب الرد على العملية الجبانة ردا عمليامن خلال عمليات فدائية نوعية ضد الاحتلال الصهيوني0 إلى ذلك أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بعد نعي الشيخ احمد ياسين إلى الشعب الفلسطيني والى الأمة، وتنديده بالجريمة، فتحه بيته لتقبل العزاء في استشهاد الشيخ ياسين ، فيما ستفتح بيوت عزاء في معظم المناطق الفلسطينية ، وفي تجمعات الفلسطينيين في الشتات . سبأنت