صنعاء (سبأنت) وجه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, مساء أمس خطابا إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة أعياد الثورة اليمنية الخالدة, هنائهم فيه بهذه المناسبة الوطنية الغالية, التي تقترن بانتصار الإرادة الوطنية في تفجير الثورة المباركة التي اقتلع بها شعبنا اليمني أعتى أنظمة الحكم الإمامي الكهنوتي الاستبدادي الرجعي المتخلف, وواجه فيها وبنفس الإرادة الحرة الثائرة جبروت الاستعمار وقيود التبعية والارتهان الخارجي, ليخرج من معمعتها الضارية مارداً عملاقاً, منطلقاً نحو رحاب حياة الحرية والبناء والتنمية والديمقراطية. واوضح فخامة الاخ الرئيس ان مسيرة العقود الأربعة ونيف من عمر الثورة اليمنية الخالدة حافلة بالمكاسب الوطنية وبالمنجزات العظيمة على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والأمنية وعلى امتداد ربوع الوطن, حيث عمل خلالها شعبنا بدأب وإصرار من أجل تجاوز تلك التركة الثقيلة التي ورثها من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير والمضي قدماً من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني الديمقراطي .. معلنا في هذا الصدد انه سيتم خلال الاحتفالات بأعياد الثورة الخالدة, تدشين ( 1671 ) مشروعا خدميا وانمائيا, بتكلفة تبلغ مائة وأربعة مليارات وأربعمائة وواحد وسبعون مليون ومائتان وثمانية وعشرون ألف ريال. وقال فخامته: " ان ما يضاعف أفراح شعبنا وابتهاجاته بأعياد الثورة اليمنية المباركة هذا العام أنها تأتي متوجه بذلك النصر المؤزر الذي حققه شعبنا العظيم وقواته المسلحة والأمن الباسلة وكتائب المتطوعين من أبناء الشعب في إخماد فتنة التمرد في منطقة مران بمحافظة صعده التي كانت تستهدف الإضرار بالوطن ومحاولة إعادة عقارب الساعة للوراء ".. مجددا بهذه المناسبة الغالية التهاني والتحية لكل المقاتلين الأشاوس لهذا الانتصار الكبير والنتائج الباهرة التي حققوها لإخماد تلك الفتنة وقطع دابر مرتكبيها وتلقين كل خائن للوطن الدروس البليغة المؤكدة بأن الشعب وقواته المسلحة والأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بالوطن وأمنه واستقراره ومصالحه أو الخروج على الدستور والقانون. و طالب رئيس الجمهورية المعارضة اليمنية أن تكون عند مستوى المسؤولية الوطنية في ممارستها لدورها ، وقال ينبغي على المعارضة " أداة للبناء لا للهدم من خلال تبنى خطاب سياسي وإعلامي رصين ومسئول بعيداً عن الرؤية الحزبية الضيقة والمكايدات الضارة بالوطن أو السعي لإحداث الشرخ في الصف الوطني ونشر البغضاء والضغائن والترفع عن كل الصغائر وبحيث يكبر الجميع مع كبر الوطن وتعاظم دوره ومكانته إقليمياً ودولياً ".. معتبرا ان الوطن ملك الجميع والحفاظ عليه والدفاع عنه مسؤولية الجميع. وأكد قخامته إن التنافس من أجل إحراز قصب السبق في شتى ميادين الحياة أمر مشروع يكفله الدستور والقانون في ظل راية الديمقراطية بل وتوجبه الطموحات المتصلة بتحقيق الذات وواجب المشاركة في تحمل المسؤولية والوصول لكل مؤسسات السلطة داخل الدولة والمجتمع . وشجع على أن تكون التعددية السياسية والحزبية هي البوتقة الوطنية الرائدة في تقديم القدوة الصالحة والنموذج الأمثل كما تفرضه الممارسة الديمقراطية الحرة وكما نجاهد ونعمل من أجله بكل الإيمان والحرص والثقة بمستقبل أفضل دائماً بالديمقراطية من خلال الممارسة المسؤولة لها وفي إطار التداول السلمي للسلطة وهي الحقيقة التي جعلتنا منذ انبلاج فجر الوحدة المباركة في ال22 من مايو 1990م وتجعلنا دائماً نؤمن بالمعارضة كرديف للسلطة. وجدد فخامة الاخ الرئيس على عبدالله صالح إدانة اليمن للإرهاب بكافة أشكاله وصورة, ودعمها للجهود الدولية المبذولة من اجل مكافحة الإرهاب واستئصال شافته ، داعيا إلى ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب المشروع في مقاومة الاحتلال. واعتبر رئيس الجمهورية ان تعزيز التضامن والعمل المشترك بين أبناء الأمة وتبني رؤية موحدة لمجابهة التحديات بعيداً عن القطرية والانعزال, هو المخرج للارتقاء بالواقع العربي الراهن ، باعتبار ان غياب التضامن والتنسيق والعمل المشترك بين أقطار الأمة يزيد من التحديات والمخاطر التي تواجهها ألأمة العربية . وقال :" كم نشعر بالأسى إزاء ما يتعرضله الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات مستمرة لحقوقه وبطش وتنكيل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي تظل فيه كل السبل مسدودة لتحقيق السلام العادل والشامل نتيجة الصلف الصهيوني الذي ظل يتحدى إرادة المجتمع الدولي ضارباً في عرض الحائط بكل الشرعية الدولية ". وأضاف الاخ الرئيس :" ينبغي على أبناء الأمة العربية والإسلامية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته وفصائله وقواه السياسية ودعم النضال الفلسطيني العادل من اجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ".. مؤكدا إن طريق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة يمر عبر الإقرار بالحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة تنفيذاَ لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي. كما جدد فخامته الدعوة إلى إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق وإحلال الأمن والاستقرار هناك ، وقال:" من المهم إن يعمل أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاته وفعالياته السياسية والاجتماعية على طي صفحة الماضي والتطلع للامام من أجل بناء عراق متعافٍ حرٍ وديمقراطي وموحد في إطار الحفاظ على وحدته الوطنية وسيادته واستقلاله وبما يكفل للعراق استعادة دوره لخدمة قضايا أمته والأمن والاستقرار في المنطقة . وتابع :" ان ما ينبغي التنبه له هو عدم استغلال حق الشعب العراقي المشروع في مقاومة الاحتلال في ارتكاب أعمال تندرج في إطار الإرهاب وتحت لافتة تلك المقاومة من اجل الإساءة إليها والى الشعب العراقي والدين الإسلامي الحنيف ". وأكد فخامة الاخ رئيس الجمهورية وقوف اليمن إلى جانب السودان ، وقال :" نؤكد وقوفنا إلى جانب السودان الشقيق وبما يضمن أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه". وبارك الجهود المبذولة من أجل استعادة الصومال لعافيته وإحلال الأمن والاستقرار والسلام فيه بما يكفل لأبنائه التفرغ لأعمار ما دمرته الحرب وتعزيز وحدتهم الوطنية وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على وحدة الصومال وسيادته. نص الخطاب في نافذة (رئيس الجمهورية – خطابات)