يكشف المرشحان الديمقراطي والجمهوري للرئاسة الأمريكية فى أول مناظرة بينهما اليوم عن أوجه التباين والتماثل في مواقفهما من القضايا الخارجية التي تواجه الولاياتالمتحدة لأربع سنوات قادمة وعلي رأسها الحرب في العراق وعلاقة أمريكا بالدول الحليفة والوضع في أفغانستان والقضية الفلسطينية0 وفيما يوصف بأنه انتصار للفريق المؤيد للرئيس الجمهوري جورج بوش, خصصت مناظرةاليوم الرئاسية التي ستجري في ميامي بولاية فلوريدا لقضاياالأمن القومي والسياسية الخارجية فقط0 وتوفر المواقف السياسية المعلنة المعروفة بالبرنامج الحزبي السياسي -والتي تم الإعلان عنها في مؤتمري الحزبين القوميين لإعلان مرشحيهما للرئاسة - دليلا مرشدا إلى القضايا التي سيستخدمها المرشحان لكسب أصوات الناخبين في الثاني من نوفمبر القادم0 وقد كرس برنامجا العمل الديمقراطي الذي تم تبنيه في المؤتمر القومي للحزب في يوليو الماضي لاختيار السناتور جون كيري رسميا مرشحا للرئاسة , والجمهوري الذي تم تبنيه في مؤتمر الحزب القومي في أغسطس حيث تمت إعادة ترشيح بوش للرئاسة,قدرا كبيرا من الاهتمام بالشؤون الخارجية0 وكما هو متوقع أكد الحزبان على الشرق الأوسط وجنوب آسيا, وخاصة على السياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان0 وقد أبرز برنامج الحزب الجمهوري السياسي, الذي حمل عنوان /عالم أكثر أمانا وأمريكا أكثر أملا / في مقدمته ما اعتبره سياسة خارجية أمريكية ناجحة0 فقد أعلن أنه بفضل قيادة الرئيس بوش , ومهارة القوات المسلحة الأمريكية, والتزام حلفائنا, هناك اليوم أكثر من خمسين مليون شخص تحرروا أخيرا في دولتي أفغانستان والعراق وأصبحت أمريكا أكثر أمانا0 وعلى العكس من ذلك, أكد برنامج الحزب الديمقراطي السياسي الذى حمل عنوان /أقوياء في الوطن , محترمون في الخارج/ في مقدمته على أنه في حين أن حياة مجندينا ومجنداتنا البواسل ما زالت معرضة للخطر في العراق وأفغانستان وفي الحرب على الإرهاب فإن تحالفات هذا البلد مهترئة, ومصداقيتنا مشكوك فيها0 ويقول الجمهوريون إن إجراءات حكومة بوش تثبت اننا لن نسمح لأخطر الأنظمة في العالم بامتلاك أخطر الأسلحة في العالم0 كمايتعهد برنامج الحزب السياسي بمواصلة الجهود الرامية إلى تحقيق القضاءعلى الإرهاب بشكل تام وكامل0 ويتعهد في نفس الوقت بأنه سيبسط رقعة السلام من خلال دعم بزوغ الديمقراطية, والأمل والتقدم اللذين تجلبهما الديمقراطية, كبديل للكراهية والإرهاب في الشرق الأوسط الكبير0 ويعلن البرنامج السياسي أن الحرب على الإرهاب ليست حربا بين أديان, ويقول بهذا الشأن: إننا نقر بأن أعمال العنف ضد الأبرياء تنتهك المعتقدات الأساسية في الدين الإسلامي0 ويشير البرنامج إلى العراق, حيث أطاح تحالف تتزعمه الولاياتالمتحدة بصدام حسين من السلطة, آخذ الآن في أن يصبح مثالا على الإصلاح للمنطقة0 وفي ما يتعلق بأفغانستان, يشيد البرنامج السياسي للحزب الجمهورى بدعوة الرئيس إلى مبادرات لدعم تنمية الديمقراطية, والمساعدات التعليمية, والتبادل الثقافي, والعلاقات الاقتصادية الثنائية, وزيادة توفير الفرص للنساء0 ويؤيد البرنامج السياسي للحزب الجمهوري مبادرة بوش السياسية الخاصة بالشرق الأوسط, وهي المبادرة التي تمول جهود الإصلاح الاقتصادي والسياسي والتعليمي في مختلف أرجاء المنطقة, كما أنه يطري على التقدم الاقتصادي الذي تم إحرازه أو يتم التفاوض حوله مع دول شرق أوسطية , ويؤيد البرنامج مواصلة مساعدة الدول التي أبرمت اتفاقيات سلام مع إسرائيل وعلى رأسها مصر والأردن0 ويؤيد البرنامج التزام بوش ب أمن حليف أمريكا الديمقراطي إسرائيل وسلامة الشعب الإسرائيلي 00 مضيفا أنه يتعين أن تحافظ إسرائيل على تفوق نوعي في التكنولوجيا الدفاعية على أي أعداء محتملين0 ويعتبر البرنامج خطة إسرائيل لإزالة جميع مستوطناتها من غزة وعدد من المستوطنات من الضفة الغربية خطوة شجاعة نحو السلام في وجه مأسمى ب (العنف الإرهابي) المستمر0 كما يؤيد البرنامج دعوة الرئيس إلى قيادة فلسطينية جديدة, لم يلطخها الإرهاب00مضيفا أن إيجاد قيادة فلسطينية جديدة خطوة ضرورية نحو تحقيق هدفه الخاص بوجود دولتين, إسرائيل وفلسطين, تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن0 وتبدو الحقائق مختلفة بالنسبة للديمقراطيين فبرنامج الحزب السياسي يجادل بأن حكومة بوش قد تخلت عن قرن من القيادة الأمريكية في العالم فهذه الحكومة تخلط, المرة تلو المرة, بين القيادة والتصرف الانفرادي وبين التعاطي (مع الآخرين)والتنازل عن المبادئ0 ويتعهد البرنامج بأن كيري سيعمل على إعادة بناء التحالفات الأمريكية والاحترام الدولي , ويقول البرنامج: إن الانتصار في الحرب على الإرهاب يتطلب مزيجامن العزيمة الأمريكية والتعاون الدولي على جميع الجبهات0 وإذ يهاجم برنامج الحزب الديمقراطي الاندفاع إلى الحرب في العراق بدون خطة لكسب السلام, فإنه يدعو إلى جهد متعدد الأطراف لإحلال الاستقرار والأمن في العراق كي لا يبقى تربة خصبة لتوليد الإرهاب والتعصب0 ويقترح تدريبا ضخما لتعزيز قوات الأمن العراقية, واختيار مفوض أعلى دولي ليكون الممثل الأعلىالعامل مع الحكومة العراقية, وتقديم المساعدات المالية والفنية التي لا تبتلعهاالبيروقراطية والعقود الممنوحة بدون مناقصات0 وفي سياق تعهد البرنامج بالتحرك بحسم لقطع تمويل الإرهابيين يتعهد بوضع حد لنهج (حكومة بوش) المترفق إزاء توفير وتبييض أموال الإرهابيين. , كمايتهم الحكومة بعدم الوفاء بوعودها الخاصة بإعادة بناء أفغانستان0 فقد جاء في البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي: لقد أساءت حكومة بوش معالجة الوضع في أعقاب الحرب بشكل كبير , فقبل عامين, تعهد الرئيس بوش بخطة مارشال لإعادة بناء ذلك البلد , وبدلا من ذلك, يكاد يكون قد تحول تقريبا عن أفغانستان,سامحا لها بأن تصبح مجددا ملاذا آمنا محتملا للإرهابيين, يجب أن نوسع (منطقة انتشار) قوات حلف الأطلسي إلى خارج كابول , ويجب أن نعجل عملية تدريب الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية0 ويدعو برنامج الحزب الديمقراطى بصورة أعم,إلى مبادرة رئيسية في الدبلوماسية العامة لدعم أصوات الحرية الكثيرة في العالمين العربي والإسلامي , بما في ذلك جهد دولي تعاوني لمنافسة المدارس المتطرفة في تعليم الجيل القادم من الشبيبة المسلمة0 كما يدعو إلى وضع خطة, تعتمد إلى حد ما على الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة, لإنهاء اعتماد أمريكا على بترول الشرق الأوسط0 ويجادل بأن هذاالاعتماد يجبر أمريكا على التزام الصمت إزاء ممارسات قمعية تمارسها بعض الحكومات التي تتحكم بتدفق البترول0 وفي حين يتفق البرنامج الديمقراطي مع الجمهوريين في أن إيران تملك أسلحة نووية تشكل خطرا غير مقبول بالنسبة لنا ولحلفائنا, فإنه يقول إن حكومة بوش قد ركزت جميع جهودها, بشكل استقطب كل قواها, على العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق المجاور0 وقدأعلن الديمقراطيون, مثلهم في هذا مثل الجمهوريين, عن التزام لا يتزعزع بأمن إسرائيل وتأييد القدس كعاصمة لها, مدينة غير مقسمة مفتوحة أمام الناس من جميع الأديان0 كماأنهم يدعون, ومثلهم في ذلك مثل الجمهوريين أيضا, إلى تشجيع قيادة جديدة مسؤولة في السلطة الفلسطينية, تقود إلى إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تعيش بسلام وأمن جنبا إلى جنب مع الدولة العبرية0 سبا