مع انتهاء مشاركة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في منافسات خليجي 17 المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، وخروجه من منافسات الدور الأول تواجه اللجنة المؤقتة لإتحاد الكرة وضعاً صعباً مع الشكوى التي تقدمت بها ثمانية من أندية الدرجة الأولى، لعدم إقامة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى البالغ عددها هذا الموسم 14 فريقاً. ورفع أهلي صنعاء وصيف البطل والتلال صاحب المركز الثالث وكل من أندية الصقر و22 مايو وشباب الجيل واليرموك وشعب صنعاء وشعب حضرموت رسالة يوم أمس إلى الأخ وزير الشباب والرياضة عبدالرحمن الأكوع، طالبته فيها بإلزام اللجنة المؤقتة سرعة تحديد موعد ثابت ونهائي لانطلاقة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى خلال يناير القادم، بعد أن تكبدت الأندية أعباءً كثيرة في إعداد فرقها منذ سبتمبر الماضي الموعد المحدد لانطلاق الموسم الكروي.. إضافة إلى أن الأندية تحملت خلال الفترة الماضية تكاليف مالية باهظة أنفقتها شهرياً في التزاماتها للاعبين المحليين والمحترفين، إضافة إلى رواتب المدربين والأجهزة الفنية ونفقات الإعداد الأخرى دون أي نتيجة مع تأخير بدء المسابقة الأمر الذي يؤدي أيضاً للإخلال ببرامج الاستعداد. وشهد الموسم الكروي اليمني في الثلاثة المواسم الأخيرة ثباتاً واستقرارا نسبياً في إقامة البطولات الرسمية الخاصة بأندية الممتاز سابقاً (الدرجة الأولى حاليا) والمنافسات الخاصة بالصعود إلى الدرجات الأعلى، إضافة إلى مسابقة الكأس.. حيث اعتبر ذلك مؤشراً طيبا من قبل إتحاد الكرة المستقيل بقيادة البرلماني محمد عبداللاه القاضي، الذي عصفت نتائج المشاركة اليمنية الأولى في دورات كأس الخليج الكروية العام الماضي بالكويت بمجلس إدارته ودفعت الشارع الرياضي حينها إلى إعلان حالة من الغضب والسخط الجماهيري العارم، إضافة إلى الموقف القوي لوزارة الشباب والرياضة وتقديم الوزير الأكوع استقالته التي لم تقبل بعد ذلك ليقدم إتحاد الكرة المنتخب استقالته ويتم تشكيل لجنة مؤقتة برئاسة الشيخ حسين الأحمر رئيس نادي أهلي صنعاء . ومع تحمل إتحاد القاضي مسئولية النتائج المخيبة في خليجي 16 فقد كان لإتحاده الكثير من الإنجازات الطيبة المتعلقة في وضع الخطوات الأولى للعمل المؤسسي في نهج إتحاد الكرة اليمني مع تنظيم الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، وتثبيت الموسم الكروي والانتظام بإقامة البطولات وكذا العمل على تأهيل الحكام والمدربين والإداريين والفنيين داخليا وخارجيا، فيماأخفق في عملية الاستقرار الفني في المنتخبين الأول والأولمبي مع تعدد الإقالات الصادرة منه في حق الأجهزة الفنية المتعاقبة على قيادة هذين المنتخبين الأمر الذي أدى حينها إلى تراجع مستوى المنتخب الأول كثيراً. وازداد الوضع سوءاً مع العشوائية والارتجالية في اتخاذ القرارات والمواقف فيما يتعلق بعمل اللجنة المؤقتة لإتحاد الكرة الحالي مع الفوضى التي تسود أعمال اللجنة في مختلف المجالات، بما في ذلك التعامل مع قضاياالمنتخبات الوطنية التي دفعت مدير الجهاز الفني المدرب الجزائري رابح سعدان في إحدى الفترات إلى التخلي عن مهمته كمدرب للمنتخب قبل مواجهة المنتخب الوطني مع كوريا الشمالية خلال تصفيات آسياالمؤهلة لمونديال ألمانيا 2006م. ومع مجيء اللجنة المؤقتة الحالية لم يتمكن إتحاد الكرة من تحديد موعد لانطلاق الموسم الكروي في اليمن فيما تقارب بطولات الدوري في الدول المجاورة ومعظم دول العالم من الانتصاف مع المواعيد الثابتة لكل البطولات المحلية في مختلف الدول.. ناهيك عن الكثير من المشاكل والخلافات الدائرة بين قيادات اللجنة فيما بينهم من جهة وفيما بين اللجنة ووزارة الشباب والرياضة من جهة أخرى مع تبادل الاتهامات والتهرب من المسئوليات. وكان المدرب الجزائري رابح سعدان قد تحدث لوسائل الإعلام المختلفة قبل مشاركة بلادنا في خليجي 17 بالدوحة، وقال أنه وجد في إتحاد الكرة الحالي من يعمل ضد الكرة اليمنية ومصلحتها وذلك في إشارة واضحة إلى وجود فساد قوي تدور رحاه في أروقة إتحاد الكرة بالتعاون مع أشخاص من خارج الإتحاد الحالي بهدف تشويه صورة الكرة اليمنية وبقاء الوضع كما هو عليه إذا لم يزدد سوءاً. وأثارت هذه التصريحات القوية من قبل سعدان العديد من التساؤلات والأقاويل في الشارع الرياضي اليمني فيما تبدو وزارة الشباب والرياضة بعيدة كل البعد عن التحقيق في صحة هذه التصريحات التي يمكن أن تتسبب للكرة اليمنية بكارثة حقيقية، مع دخول بلادنا حقبة جديدة من العلاقات المتميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي التي جاءت موافقتها قبل عامين على انضمام الكرة اليمنية لدورات كاس الخليجي بدءاً من خليجي 16 الماضية في الكويت نهاية العام الماضي 2003م.