مخيفة تلك الارقام القادمة من سوريا حول اعداد القتلى اليمنين المشاركين مع النظام السوري وضد النظام السوري . من المسؤول عن تجنيد هؤلاء ؟ وكيف تم ترحيلهم للجهاد وما هي الاضرار الناجمة عن ذلك ؟ ماهي الوسائل الكفيلة بعودة المعتقلين باقل الخسائر ؟ قبل 10 اشهر اعتقلت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة خمسة ضباط مهندسين يمنيين انهوا دراسة الماجستير في الهندسة العسكرية بأكاديمية الاسد للهندسة العسكرية وهم في طريق سفرهم بين حلب ودمشق واكتنف مصيرهم في بداية الامر الغموض واطلقت الكثير من الصحف اليمنية التي تتبع توجهات سياسية محددة اتهامات للنظام السوري ما لبث ان فند ذلك بفيديو على قناة سكاي نيوز العربية يثبت تورط جبهة النصرة باختطافهم وشكلت لجان عديدة برئاسة القاضي حمود الهتار وايضا بالتنسيق مع السفير التركي دون التوصل لنتيجة ، بعدها كلف النائب الاصلاحي محمد الحزمي بالقضية الذي زار شمال سوريا والتقى في الحدود السورية التركية مقاتلي جبهة النصرة . وتسربت يومها معلومات تفيد بان الضباط مازالوا احياء وان عرض قدم مقابل سلامتهم هو البقاء في معسكرات التدريب في تركيا لتدريب مقاتلي المعارضة الامر الذي يفسر الصمت حيال هذه القضية . التضليل الاعلامي والمسخ من قبل الاعلام (المعارضة او السلطة ) في الازمة السورية افرز معسكرات تتباين في الرؤى وتنعدم في المسؤولية واحترام عقل المشاهد او المتابع واصبح المواطن لا يرى مصدر اعلامي محايد يلجأ اليه الامر الذي مهد لنذير شؤوم قادم بحرب اقليمية طائفيه في الشرق الاوسط لا تبقي ولا تذر ويبدو الحياد فيها كفر في نظر اطراف النزاع . فان تقف في النقطة الرمادية فانت في نظر النظام ضد مشروع المقاومة وفي نظر المعارضة فانت داعم للمشروع الصفوي الايراني . وكأي ازمة تعصف بالأمة الاسلامية يكون لليمنيين منها النصيب الاكبر في التضحيات ، ولان اليمنين الين قلوبا وارق افئدة فقد تستعطفهم صورة لطفلة في الشيشان او في فلسطين او نهر البارد كي تكون مبررا لإعلان الجهاد ضد النظام السوري دون التحقق من هذا الكم الهائل من الاخبار ، وهذا بالطبع لا ينفي ان هناك جرائم وحشية حصلت في سوريا سببها طرفي النزاع . مع هذا وذاك ومع تصاعد حدة النبرة للفتاوى ومشروعية الجهاد من عدمه تمثل اليمن السوق الرائج للتجارة البشرية في كل ازمة حيث يمثل العامل الاقتصادي والاجتماعي والتعبئة والموروث الافغاني السابق اهم العوامل في السمسرة البشرية وتحت مضمون حورية قاصره نسوق اولادنا الى الجحيم السوري . وكان الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الاممالمتحدة قد تقدم في شهر نوفمبر بقائمة مكونة من 150 مقاتل تم قتلهم خلال اسبوع من جنسيات متعددة خلال المعارك وكان منهم يمنين ايضا . قناة الاخبارية السورية في 31 يوليو 2012 م بثت تصريح متلفز لقائد العمليات العسكرية في الجيش السوري في حلب يؤكد مقتل العشرات من المسلحين في العلميات التي شنها الجيش في صلاح الدين والمدينة القديمة . وفي الواقع من المؤسف جدا حالة الاستغلال المادي التي تقوم بها بعض القوى في سوق الجهاد الاقليمي بطريقة تشابه ما حصل في تسعينيات القرن الماضي واعادة نفس التحالف (الامريكي الاخواني ). فقد تحدثت اخر الارقام القادمة من سوريا عن وجود اكثر من 6200 مقاتل يمني (في صفوف المعارضة السورية )منذ بداية الاحداث قتل منهم ما يقارب 800 مواطن في المعارك وجرح مايقارب 1635 ويقبع حوالي 1450 في السجون السورية ، السلطات السورية التي تحتفظ بكم هائل من المعلومات عن الاعترافات لا يتسرب منها الا القليل فقد قدمت احتجاجا حول الموضوع خصوصا بعد القاء القبض على 13 ضابطا يمنيا احدهم برتبة عقيد الذي اعترف بوجود معسكرين للتدريب احدهما بإشراف قائد نافذ في الجيش اليمني والاخر بإشراف رجل دين ضمن اسوار الجامعات الخاصة . وامام ذلك يبدو ان صراعا اصلاحيا حوثيا امتد الى الاراضي السورية حيث يحاول كل فريق ان يحشد انصاره وجنده في سباق للحرب اصبح مؤخرا ظاهرة معلنه . حيث اشار الكاتب الاعلامي الكبير رفيق ناصر الله رئيس المركز الدولي للإعلام والدراسات ببيروت في لقاء مع قناة " الجديد " اللبنانية في برنامج " الحدث " 29 – ابريل 2013 م بان أفواجا من المقاتلين والمناصرين للنظام في سوريا تتوافد من اليمن والسعودية ، وقد كشف القيادي بان القتال في سوريا قد دخل مرحلة جديدة من الصراع المسلح ، حيث سيتم مواجهة الفكر السلفي الجهادي الذي يقاتل في سوريا بدعم من دول إقليمية وأجنبية تهتم بالفكر القومي وتدعم مضامين المقاومة وإرسال مقاتلين فيما يعرف باسم " جيش المقاومة الشعبية " حيث يتشكل قوام الجيش الشعبي من مقاتلين من حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والشيعة من السعودية والعراق وكذلك مقاتلين ومتدربين من المغرب وتركياوتونس ومصر .. في حين اوردت صحيفة الشرق الاوسط في 30 مايو 2013 http://www.lebanese-forces.com/2013/05/30/huthi-hezbollah-revolutionary-guard-syria/ ان معركة القصير استقطبت ايضا الحوثيين تحت مبرر الجهاد المقدس وكانت الصحيفة قد اوردت تصريح على لسان مصدر يمني مطلع لم يذكر اسمه ان المئات من الحوثيين توجهو للقتال الى جانب النظام السوري . وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «الحوثيين يذهبون إلى معسكرات تتبع حزب الله في لبنان قبل أن يتم نقلهم إلى الجبهة السورية»، وأوضح أن «توافد الحوثيين على سوريا تزامن مع الإعلان عن دخول حزب الله القتال إلى جانب النظام السوري»، وأضاف المصدر أن علاقة الحوثيين بالنظام السوري قديمة وتمتد إلى ما قبل اندلاع أحداث الثورة السورية الحالية، وقال: «كان الحوثيون يذهبون إلى سوريا أثناء وقبل جولات القتال الست مع نظام حكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح»، مؤكدا أن ( سوريا كانت بالنسبة لهم محطة ينطلقون منها إلى طهران وجنوب لبنان للتدريب على فنون القتال، حيث كانوا يذهبون بأوراق سفر إيرانية من دمشق حتى لا تتعرف أجهزة الأمن اليمنية على وجهة سفرهم حال عودتهم إلى البلاد) . ولان الارقام مخيفه فعلا فقد يتسأل القارئ كيف ذهب هؤلاء ؟ وكيف تم ايصالهم الى سوريا ؟ تختلف الطريقة التي يتم بها الترحيل للجهاد في سورية باختلاف الجانب المستفيد ففي حين يسافر انصار النظام السوري عبر لبنان ومنها الى سوريا كشفت المصادر عن تعدد الوسائل التي يسلكها المقاتلون ضد نظام الرئيس الاسد . فقبل اشهر اعلن احد قادة انصار الشريعة عن ذهاب مايقارب 5 الف من مقاتليه للجهاد قي سوريا وقبل شهرين تسربت صورة من امر من الديوان الملكي السعودي يقضي بالإفراج عن عدد من المحبوسين بأحكام شرعية تصل للقتل والتعزير تمهيدا لنقلهم الى سوريا عن طريق معسكرات التدريب وكان منهم اكثر من مائة مواطن يمني . هذه بعض الصور الواضحة عن طرق التسويق البشري الا ان المعتقلين اخيرا في القصير وحمص والريف الشمالي كشفوا عن تفاصيل جديدة عن طرق الترحيل والجهات التي تنسق ذلك وتنظمه . يقول سالم عياش (احد المقاتلين في جبهة النصرة ) يمني الجنسية اعتقل في القصير وظهر في الاعلام والمواقع وهو يستجدي حذاء جندي سوري ويسرد الاعترافات امامه انه كان ضحية تضليل اجبرته للجهاد في سوريا بعد ان تم اغرائهم بعقود للعمل في تركيا مقابل 1500 دولار شهريا ودفع شهرين مقدما عن طريق ناشطة حقوقيه مشهوره وبعض القيادات الحزبية وبتمويل قطري .، في حين قسم اخر تم ترحيلهم الى قطر تحت مبرر الانضمام الى الجيش القطري ووقعت قعودا تتجاوز 2500 دولار امريكي . في حين تم ترحيل قسم اخر كمرافقين لجرحى الثورة اليمنية في المستشفيات التركية (بدليل انه لم يسمح بالعلاج في تركيا للجرحى الليبراليين او العلمانيين او الحوثيين ) . وحول طريقة الترحيل يتحدث سالم انه تم نقلهم عبر مطار عدن وان تسهيلات كثيرة قدمت لهم وانه التقى بكثير من اليمنيين الذين اخبروه ان احد قادة الاحزاب وعد كل من له سابقة امنية او مطلوب للدولة بانه سيتفاهم مع وزير الداخلية بالكف عن الملاحقة فالعائد من الجهاد كالحج تمام يعود كيوم ولدته امه . وقال ايضا ان العشرات من الاطباء والممرضين التابعين لجمعيات معينه يتقاضون رواتب مغريه مقابل العمل في مخيمات الزعتري ومخيمات كلس . وفي معشر حديثة يتكلم عن مئات من جثث اليمنيين التي تم حرقها بعد قتلهم من قبل الجيش السوري وان اعداد اخرى في سجل الاعاقات الدائمة والجرحى تخلى عنهم سماسرة الاتجار بالبشر . المعلومات التي قدمها المعتقلين في السجون السورية تتطابق مع تصريحات ادلى بها مصدر امني يمني رفيع المستوى لصحيفة الشارع اليمنية سابقا عن التحقيق مع 3 من المقاتلين اليمنيين الذين فروا من المعارك الى لبنان وقامت سفارة اليمن ببيروت بترحيلهم الى اليمن بعد ان لجؤ اليها والذين اكدو ايضا عن تحول سورية الى محرقة للمجاهدين اليمنيين الذين لم ينجوا منهم الا القليل . ويطالب عياش السلطات بالتفاوض مع الحكومة السورية لإنقاذ المعتقلين في السجون اسوة بالتونسيين والاردنيين والجزائريين الذين سيتم الافراج عنهم . وكانت دمشق في الشهر الاخير قد شهدت زيارة العديد من الوفود الاعلامية والحزبية واهالي لبعض المعتقلين من تونس والجزائر والاردن والتقوا بالمسؤولين السوريين من اجل الافراج عن ابنائهم الذين تم التغرير بهم . الرئيس السوري في لقائه مع الوفود الاعلامية وعد بالإفراج عن المغرر بهم والذين لم تلطخ ايديهم بالدماء بعد الادلاء بشهاداتهم وتقديم كل المعلومات . وعلى نفس الصعيد صرح الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري لوكالة سانا بعد لقائه وفود اعلامية ومدنية مصريه في تاريخ 10-12-2013م ان سوريا مستعدة لإطلاق سراح المئات من المصريين الذين تم اعتقالهم وهم يقاتلون الى جانب المعارضة السورية . احد المحللين يفيد ان 20 % من قوام المعارضة استخبارات تابعه للنظام وان هذه العناصر مزروعة في الكثير من الاماكن ويفيد بوجود كتائب خاصة برصد المجاهدين من خارج سوريا حيث تستخدمهم سوريا كأوراق ضغط سياسية وتحصل على الكثير من المعلومات من خلالهم . ويستغرب الكثير الصمت الرسمي اليمني وعدم التحرك لإطلاق سراحهم مقابل ذلك وتقاعس الاحزاب والشخصيات المستقلة عن القيام بدور يرجع لنا من ابنائنا ما استطاعوا اليهم سبيلا . المختصون بعلم الاجتماع يؤكدون ان اليمن ستعاني من مشكلة لا تقل عن المشاكل التي ترتبت من عودة المجاهدين في افغانستان في حال عائد بعض هؤلاء وربما نسبة منهم تعاني من ازمات نفسية نتيجة قساوة التعامل في السجون السورية .