دعت الولاياتالمتحدة أمس الجيش المصري والسلطات الانتقالية الى الافراج عن الرئيس السابق محمد مرسي الموقوف منذ عزله في الثالث من تموز. واكدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي ان الولاياتالمتحدة تؤيد دعوة المانيا الى الافراج عن مرسي وتعبر «علنا» عن هذا الطلب. وقالت بساكي ان مسؤولين اميركيين كانوا يجرون اتصالات منتظمة مع كل قطاعات المجتمع المصري. وكانت المتحدثة باسم الخارجية دانت في الايام الماضية الاعتقالات التعسفية لكنها رفضت القول ما اذا كانت الادارة الاميركية تطالب بالافراج عن مرسي. وفي هذا السياق، طلبت المانيا من مصر أمس الجمعة «وضع حد لكل الاجراءات التي تحد من حرية تحرك» مرسي. وطلب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي امس من مصر الافراج عن مرسي. واعلن الوزير الالماني بحسب ما جاء في بيان «نطلب ان يتم وضع حد للاجراءات التي تحد من حرية حركة مرسي». وطلب فسترفيلي ايضا ان تتمكن «على الفور مؤسسة حيادية وذات مصداقية لا نزاع حولها» من الوصول الى الرئيس المعزول. وتجمع عشرات الالاف من انصار مرسي في الجمعة الاول من رمضان امام احد مساجد القاهرة مطالبين بعودة رئيسهم الذي عزله الجيش، وذلك في اجواء من التوتر السياسي الشديد. وتظاهر مناهضو مرسي بدورهم في ميدان التحرير مع موعد الافطار. وحمل المتظاهرون الاسلاميون الذين اتوا من مناطق مختلفة مصاحف في يد وعلم مصر في يد اخرى وهاجموا الجيش مكررين التعبير عن ولائهم لمرسي. وقال المسؤول في جماعة الاخوان صفوت حجازي مخاطبا المتظاهرين امام رابعة العدوية «سنواصل المقاومة. سنبقى شهرا، شهرين وحتى عاما او عامين اذا استدعى الامر. لن نرحل من هنا قبل عودة رئيسنا». واذ رفض العملية السياسية التي بداتها السلطات الجديدة، كرر مطالب جماعة الاخوان التي تتلخص في عودة فورية لاول رئيس ينتخب ديمقراطيا واجراء انتخابات تشريعية وتشكيل لجنة تكلف وضع مشروع مصالحة وطنية. وعصرا، بدا المتظاهرون الاستعداد للافطار فيما كانت تظاهرة اخرى مؤيدة لمرسي تجري قرب جامعة القاهرة. ورفع المتظاهرون حواجز عند المداخل الرئيسية للمكان فيما انتشر الجيش بكثافة على بعد مئات الامتار معززا بعشرات الاليات المدرعة والشاحنات. إلى ذلك، دخلت طائرة هليكوبتر حربية مصرية المجال الجوي لقطاع غزة لفترة وجيزة أمس فيما قد يكون علامة على تزايد التوتر الامني. وقالت مصادر أمنية في مصر واسرائيل ان تحليق الطائرة فوق قطاع غزة كان خطأ ملاحيا. لكن الحادث جاء بعد وقت قصير من هجوم متشددين اسلاميين على مدرعة للشرطة المصرية في مدينة العريش القريبة من الحدود أمس الامر الذي أدى لمقتل ضابط واصابة أربعة مجندين أحدهم حالته حرجة. وفي حادث منفصل قالت وسائل اعلام رسمية ان السلطات المصرية ألقت القبض على ثلاثة فلسطينيين أمس خلال محاولتهم مهاجمة مواقع حيوية في سيناء. وقال مصدر أمني اسرائيلي «الطائرة الهليكوبتر دخلت قطاع غزة بطريق الخطأ وعادت على الفور الى مصر». وقال شهود عيان في غزة ان الطائرة بقيت في المجال الجوي لقطاع غزة حوالي عشر دقائق قبل أن تعود الى مصر. ورفضت حركة حماس التعليق على الحادث. وتنفي الحركة اتهامات مصرية بأن الحركة لها وجود مسلح في سيناء. وقالت مصادر بالجيش المصري ان هجوما ربما يكون وشيكا على المتشددين في سيناء على الرغم من أن الجيش يركز جهوده الان على تأمين القاهرة التي انتشرت الدبابات في شوارعها المهمة. في سياق آخر، قال مشرعون ومساعدون بالكونجرس ان المشرعين الامريكيين سيبدأون الاسبوع القادم على أقرب تقدير التصويت على تشريع يمكن أن يتيح استمرار المساعدات لمصر حتى اذا خلصت ادارة الرئيس باراك أوباما الى أن الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي كانت انقلابا عسكريا. وتقدم الولاياتالمتحدة حاليا لمصر مساعدات عسكرية بقيمة 3ر1 مليار دولار وأخرى اقتصادية قيمتها 250 مليون دولار سنويا. غير أن توصيف ما حدث بأنه انقلاب عسكري سيؤدي الى وقف المساعدات بموجب قانون أمريكي يعود الى الثمانينات. وفي اشارة الى مستوى القلق خارج مصر حركت البحرية الامريكية سفينتين تقومان بدوريات في البحر المتوسط الى قرب سواحل مصر عند البحر الاحمر في الايام القليلة الماضية في اجراء احترازي على ما يبدو بعدما أطاح الجيش بمرسي في 3 تموز. وكثيرا ما ترسل الولاياتالمتحدة سفنا تابعة للبحرية قرب بلدان تشهد اضطرابات تحسبا للحاجة الى حماية او اجلاء مواطنين أمريكيين أو المشاركة في تقديم مساعدات انسانية. ولا يعني وجودها بالضرورة استعداد الولاياتالمتحدة لعملية عسكرية. الى ذلك، قال رئيس الوزراء المصري المكلف حازم الببلاوي انه سيبدأ الاتصال بالمرشحين للمناصب الوزارية يومي الاحد او الاثنين وانه يتوقع أن تؤدي الحكومة اليمين القانونية بحلول نهاية الاسبوع القادم. واكد الدكتور حازم الببلاوي أن مصر عادت إلى العرب وإلى طبيعتها الأولى التي «ترى في دول الخليج سندا سياسيا واقتصاديا وأمنيا». وقال الببلاوي، إن مرسي حين جاء إلى السلطة بدأ يقلل من الارتباط العربي القومي «لحساب ارتباط أوسع اسمه الرابطة الإسلامية». وأضاف أنه حينما رحل مرسي «عن السلطة عادت مصر إلى العرب.. أنا متفائل جدا لهذا الأمر». ورحب الببلاوي بالمساعدات التي تلقتها بلاده من دول خليجية على رأسها السعودية والإمارات والكويت خلال اليومين الماضيين. ورأى أن هذه المساعدات تعني «أن العالم الخارجي وخصوصا الخليج بدأ ينظر إلى مصر على أنها بدأت تدخل مرحلة من الاستقرار وان المناخ الاستثماري والسياسي أصبح ملائما للتعاون». وفيما يتعلق بالحكومة الجديدة في مصر، أكد الببلاوي أن حكومته ستكون «حكومة متكاملة فيها جوانب اقتصادية وأمنية واجتماعية وثقافية». وشدد على أن الحكومة لديها أولويات لانجازها على رأسها «الأمن.. ثم الاقتصاد»، مؤكدا انه لن يقصي أي طرف سياسي في البلاد. من جهة ثانية قال الببلاوي أمس انه رشح المحامي زياد بهاء الدين عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي -وهو حزب يساري- نائبا له. وأضاف الببلاوي أنه اختار بهاء الدين نائبا له وأرسل الترشيح الى الرئيس المؤقت. وكالات الأنباء