بيروت ندى مفرج سعيد على وقع أكثر من 10 إشاعات أكّدت موتها ولاحقتها منذ مطلع العام 2010 ولا تزال، ترقد «شحرورة الوادي» صباح منذ حوالي الأسابيع الثلاثة الماضية في مستشفى «قلب يسوع» في منطقة الحازمية شرقي بيروت، وذلك بعد أن تدهورت صحتها بشكل كبير، ما استدعى دخولها المستشفى للعلاج. إبنة ال 85 عاماً والتي بحسب الكاتب اللبناني محمد الحجيري في كتابه الذي تناول حياتها وطرحه بداية شهر أغسطس (آب) الجاري 2010، هي «حكاية تشبه بيروت»، لأنهما، أي صباح وبيروت عاشقتان للأضواء والشباب الدائم والشفافية والصوت الرحب. فصباح نفت موتها من حرم المستشفى الذي نُقِلَت إليه بعد هبوط مستوى «الهيماتوكريت» في الدم حيث أدخلت غرفة العناية الفائقة، وتمّ إمدادها بالدم من فئة «أ» إيجابي. كما خضعت لعلاج إثر مشاكل في القلب، نتج منها تورّم الرجلين واليدين، بعدما امتلأت بالماء. وبعد أن أمضت أسبوعين في غرفة المراقبة، نُقلت الشحرورة إلى غرفة منفردة تحمل الرقم 3004، ولم يتمّ تحديد أي موعد لخروجها حتى الساعة. بيد أنها كانت لا تستقبل الزوّار إلا نادراً، وذلك بسبب التعب الذي تعاني منه. وفي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الرسمية اللبنانية أن علاج الفنانة صباح التي أعطت الكثير للبنان سيتمّ على نفقة وزارة الصحة بعد أن عمد وزير الثقافة سليم وردة للإتصال هاتفياً بوزير الصحة محمد جواد خليفة حيث تناولا الوضع الصحي للفنانة صباح، وتمّ الإتفاق من قبل الوزيرين مع إدارة المستشفى حيث ترقد على أن يكون علاجها على نفقة وزارة الصحة، توجّهت نقيبة الفنانين المحترفين الفنانة سميرة بارودي بالشكر إلى الوزيرين سليم وردة ومحمد جواد خليفة لاهتمامهما بمتابعة الملف الإستشفائي للفنانة صباح، موضحةً أن الشحرورة تعالج على نفقة صندوق التعاضد لنقابة الفنانين. وجاء رفض النقابة لتكفّل الدولة اللبنانية بعلاج الفنانة في الوقت الذي كانت الدولة متّهمة من قبل أهل الفن والنقابة والإعلام بالتخلّي عن فنانيها في محنتهم المرضية الصحية، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول رفض نقابة الفنانين المحترفين رغبة الدولة اللبنانية ممثلة بوزارتي الصحة والثقافة بالوقوف إلى جانب الشحرورة في أزمتها الصحية؟ صباح التي بلغ رصيدها الفني 85 فيلماً سينمائياً، وثلاثة آلاف أغنية وست عشرة مسرحية في بعلبك، وهي التي كرّمها رؤساء العالم أمثال الرئيس السنغالي ليوبولد سنغور، وملك الأردن الراحل حسين.... وحصدت مفاتيح عشرات المدن في العالم، وحملت أربع جنسيات هي اللبنانية، الأردنية، المصرية والأميركية، كانت تعاني منذ فترة من أزمة مالية حملتها في العام 2004 لبيع بنايتها في منطقة الحازمية لتنتقل إلى فندق «الكومفورت» في المنطقة نفسها. وصباح تمتلك شقة أيضاً في الحازمية مساحتها 600 متر مربّع، لكن إيجارها يبلغ منذ أعوام لإحدى سيدات المجتمع اللبناني المعروفات بإيجار شهري لا يتعدّى عشرين دولاراً أميركياً، ولا يمكنها إخراجها منها من دون أن تسدّد لها مبلغاً مالياً كبيراً. وإن كانت «الصبوحة» إعترفت في أكثر من إطلالة إعلامية أنها تركت منزلها وباعته «لأنه في الفترة الأخيرة صار يشعرها بالحزن فتعبت نفسياً في منزل كبير وهي بمفردها»، لكنها عادت واعترفت في أحاديث إعلامية أخرى أن السبب الرئيسي الذي دفعها إلى بيع مقتنياتها هو تأمين مستقبل إبنتها هويدا التي تعيش في أميركا وهي لا تعمل، وقالت صباح في حديث لها: «كنت أتعذّب كلّما أفكّر بمصيرها وبأنها قد تشعر بالعوز إن حصل لي مكروه. لطالما شغلني مستقبلها، والآن بعد أن بعت منزلي وزوّدتها بالمال أشعر بالإرتياح. والحمدلله إن حالتي مستورة، وأنا قادرة على العيش شخصياً بمئة دولار في الشهر، لكن لديّ التزاماتي تجاه عائلتي الكبيرة وهي لم تنته حتى الآن». وكان الرئيس الليبي معمّر القذافي قد عرض على صباح الإقامة في قصر فخم في ليبيا، ولكنها رفضت مغادرة بلدها لبنان. والجميع يعرف أن هويدا إبنة الشحرورة عانت من أزمات صحية كثيرة، كانت آخرها خلال حرب يوليو (تموز) 2006 ولم تكن صباح تمتلك المال لتسديد نفقة علاجها. وبالرغم من مناشدتها يومها الدولة اللبنانية والمسؤولين للوقوف إلى جانبها، إلا أنها لم تجد إلا الرئيس بشار الأسد الذي تكفّلها وابنتها هويدا لمدى العمر. وقد نفت صباح ل«العربية» يومها أنها طلبت أموالاً من فنانين لمساعدتها، معلنة، أن لا حاجة لطلب المساعدة من أي كان، لأن الرئيس بشار الأسد تكفّلها وابنتها هويدا لمدى العمر. لكن، الكثيرون يقفون بتعجّب أمام الفنانة التي قدّمت الكثير من الأعمال الفنية، ويسألون عن السبب الذي حملها لعدم ادّخار المال وهي التي جالت أقطار العالم وحصدت النجاح تلو الآخر؟ وقد جاءت إجابة صباح في أكثر من وسيلة إعلامية ومناسبة: «لم أكن أستطيع أن أدّخر، فعائلتي كبيرة وأنا مسؤولة عن أولادهم وأولاد أولادهم لغاية اليوم». المصدر:سيدتي