تحدث عن جملة من القضايا والاختلالات الأمنية الحاصلة في المحافظة وأسباب التدهور الملحوظ للوضع الأمني ومستوى ضبط الجريمة وتعاون السلطة المحلية مع الأجهزة الأمنية في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار داخل المحافظة ومشكلة التقطعات القلبية والتهريب وكيفية إنهاء هذه الظواهر والمهام الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية في إعادة المحافظة إلى وضعها الطبيعي.. العميد الركن حسين أحمد علي صالح القاضي مدير أمن محافظة حجة رغم انه مازال جديداً على المحافظة إلاّ أنه يبدو أن لديه نية في إصلاح ما أفسده الدهر وحل الإشكاليات الراهنة وإنهاء الاختلالات الأمنية التي ظهرت بشكل مقلق ومخيف في محافظة كانت في الماضي لا تعرف سوى السلام وليس التقطع ولا تجيد لغة القتل ولا تجنده ولكن الزمن فرضه عليها رغماً عن أنفها. حاورة / أنور العامري
تقييم كيف تقيمون الوضع الأمني في المحافظة؟ الوضع الأمني في المحافظة كان في السابق مفقوداً جداً بسبب الفجوة الكبيرة والفراغ الذي أحدثه عدم وجود مدير أمن للمحافظة إلى جانب تراكم القضايا الأمنية، وبعد تعيننا مديراً لأمن المحافظة قبل شهر تقريباً حاولنا جاهدين وبشتى السبل والوسائل إعادة تقييم وترتيب الوضع الأمني في المحافظة وإنهاء كل البؤر والوسائل التي أدت إلى بروز هذه المشاكل الأمنية وهناك نقلة نوعية اعتقد أنها جيدة وتبشر بخير بأن الأوضاع الأمنية بدأت تستتب في المحافظة. ضبط (1746) جريمة هل لديكم إحصائية بعدد الجرائم والمشاكل الأمنية التي حصلت في المحافظة؟ الحقيقة أن عدد الجرائم التي حصلت في المحافظة خلال العام الماضي تجاوزت أكثر من (1779) جريمة المضبوط منها (1746) جريمة وبنسبة ضبط تصل إلى 98 %، ومن أبرز هذه الجرائم القتل العمد (73) جريمة والشروع في القتل (86) والقتل غير العمد (8) جرائم والحريق العمد (11) جريمة والتفجير العمد (7) جرائم وتزييف العملة (2) جريمتان واختطاف (8) جرائم والنهب (46)، والسرقات (85) والمخدرات (17) وشرب الخمر (58)، وقد تم ضبط (2556) متهماً ممن لهم علاقة بهذه الجرائم التي حصلت وهناك (36) شخصاً من هؤلاء المتهمين مازالوا هاربين لم يتم القبض عليهم حتى الآن، وعلى أساس ذلك يمكن أن نقول أن مستوى الضبط لمن قاموا بهذه الجرائم تجاوزت 98%، كما قلت سابقاً. فيما الجرائم المضبوطة التي تم إحالتها إلى النيابة بلغت (858) جريمة وبلغت كمية المخدرات المضبوطة (463) كيلو جراماً إلى جانب كمية (1414) أقراص مخدرة، بينما القطاعات القبلية تجاوز عددها (121) قطاعاً وهي ظاهرة قبلية سيئة وثقافة دخيلة على محافظة حجة جاءت من المحافظات المجاورة تتنامى يوماً بعد يوم.. ولعل هذه الجرائم التي حصلت في المحافظة خلال العام الماض حصدت أرواح (127) شخصاً وأدت إلى إصابة (197) شخصاً آخرين، وبلغت عدد السيارات المسروقة (7) سيارات تم استرداد (4) منها، والسيارات المنهوبة بلغت (36) سيارة تم استرداد (32) سيارة منها.. ومن اجل تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين رجل الشرطة والمجتمع في المحافظة ووفقاً لخطة وزارة الداخلية عملنا على تكثيف الحملات التوعوية والأمنية لتثقيف المجتمع وبسط الأمن على ربوع المحافظة وإنهاء الاختلالات الأمنية. أسباب يبدو لي أن أكثر القضايا الأمنية في المحافظة التقطعات القبلية، يأتي بعدها السرقات.. برأيكم وحجة محافظة مسالمة ما هي الأسباب التي أدت إلى تنامي هذه الظواهر فيها؟ هناك عدة أسباب يأتي في مقدمتها عدم وجود إنصاف وعدل من قبل بعض الجهات في المحافظة، وثانياً هناك أناس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية في البلد مهدت لهم الطريق لافتعال الكثير من الأزمات والتقطعات دون أي سبب الأمر الذي أدى إلى انغماس الناس في الخطأ. تقطعات ماذا عن التقطعات القبلية الحاصلة في حجة والتي لا تبعد كثيراً عن نقاطكم الأمنية؟ نحن بصدد اللقاء بأعضاء السلطة المحلية في المحافظة وأعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية المؤثرة لعمل ضوابط لهذه المشكلة وتجريم التقطع على الخط العام والانصياع للقانون كون الشرطة هي المسؤولة عن إحقاق الحق وضبط الجناة وتطبيق القانون وليس القوة والعنجهية على الخطوط العامة وإرعاب المسافرين الذي لا يرضي الله ولا رسوله وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا تنكره جملة وتفصيلاً، وبالتالي نحن بالتعاون مع السلطة المحلية وقيادة المحافظة والشخصيات المؤثرة في المحافظة سنعمل على الحد من هذه الظاهرة المقيتة. أطراف سياسية يقال إن وراء هذه الإشكاليات الأمنية الحاصلة في المحافظة أطرافاً سياسية.. ما تعليقكم؟ لاشك أن هناك ظروفاً سياسية واقتصادية واجتماعية لها تأثيراتها ونتائجها ولا أحد ينكر هذا.. ولكن نحن في الأجهزة الأمنية سنعمل على الحد من هذه الظاهرة وهذا الأمر لن يتأتّىَ إلاّ بتعاون أبنائنا وإخواننا من الشرفاء والمخلصين في القوات المسلحة والأمن والإخوة المواطنين حتى ترجع الأمور إلى نصابها مع أن حجة محافظة مسالمة والاختلالات الأمنية الحاصلة فيها هي نتيجة لما يحصل من إشكاليات في المحافظات المجاورة. قطاع قبلي قرب نقطة أمنية أخي مدير الأمن.. ألا تعتقد أن وجود قطاع قبلي بالقرب من النقطة الأمنية يسيء لكم كأجهزة أمنية؟ صحيح أن هذه القطاعات التي تحصل بالقرب من نقاطنا الأمنية تسيء لنا كثيراً، ولكن- إن شاء الله- سنعمل كل جهودنا للقضاء على هذه الظاهرة، والتوعية الصحيحة لرجال الأمن والقوات المسلحة بمهامهم وأدوارهم الملقاة على عاتقهم في حفظ الأمن والاستقرار داخل المحافظة وخطوطها العامة.. هناك تراكمات سابقة، وهناك إهمال من بعض الأفراد والنقاط الأمنية سنعمل على تجاوزها وإنهاء إشكالياتها القائمة وإيصال كافة حقوق القائمين على هذه النقاط الأمنية غير منقوصة حتى نستطيع بث الروح المعنوية في قلوبهم فيؤدون واجبهم الوطني الأمني على أكمل وجه. القوة الأمنية بالنسبة للقوة الأمنية في المحافظة.. هل تعتقدون أنها كافية لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار داخل المحافظة في ظل هذه الإشكالية الحالية؟ هناك نقص كبير في القوة البشرية للجهاز الأمني في المحافظة سنقوم إن شاء الله بدراسة ميدانية موضوعية للمديريات للاطلاع على أوضاعها الأمنية ومدى توفر القوة البشرية والمادية الكافية لتحقيق الأمن المنشود.. هناك كما قلت نقص كبير في عدد الأفراد والمعدات كون الكثير من منتسبي الجهاز الأمني في المحافظة قد تجاوزوا السن القانونية للخدمة في السلك الأمني ومنهم من أدركه الشيب وكبر في السن ولم يعد قادراً على العطاء وبذل المزيد.. وعلى هذا الأساس نحن بحاجة ماسة إلى توفير قوة أمنية فاعلة تؤدي دورها المطلوب دون هوادة أو تردد، وبحاجة أيضا إلى تنسيق مع القوة العسكرية والأمنية والمخابراتية داخل المحافظة في المحافظات المجاورة لها.. حجة منطقة متناثرة وكبيرة جليلة وساحلية تفتقر إلى الكثير من التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية والسلطة المحلية وخفر السواحل وحرس الحدود. منفذ حرض خلال زيارتي لمنفذ حرض الحدودي لاحظت ضعفاً شديداً في تواجد القوة الأمنية بدليل إدارة أمن المديرية لا يوجد فيها سوى بضعة عساكر لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم؟ سنعمل على رفدهم بقوة أمنية حتى يستطيعوا تأدية واجبهم كون المنطقة حدودية وتعج بعصابات التهريب والمخدرات إلى جانب ذلك سنعمل على التنسيق مع القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات المتواجدة في المنطقة من اجل إعادة ترتيب وضع المنطقة أمنياً وإلزام كل جهة يتحمل مسؤولياتها الأمنية كاملة تجاه القطاع التي هي مسؤولية عنه. التهريب ماذا عن مسألة التهريب؟ الحقيقة التهريب موجود ولا ننكره، ولكن الأجهزة الأمنية في المحافظة يقظة وقد ضبطت الكثير من هذه القضايا، ولم نستطع حتى الآن الحد منه.. نحن بحاجة إلى تنسيق جهودنا مع الإخوة في قوات خفر السواحل والقوة الأمنية الأخرى، وهي ظاهرة مازالت تؤرق الناس جميعاً.. والقضاء على هذه الظاهرة بحاجة إلى حزم ومتابعة من الجميع. تهريب الأطفال فيما يتعلق بقضية تهريب الأطفال إلى دول الجوار.. ماذا عملتم بشأنها؟ هذه القضية هي الأمور والمشاكل الأمنية التي مازالت تؤرقنا وأسبابها اجتماعية واقتصادية وهي معروفة، ورغم أني جديد ولكننا- إن شاء الله- في طريقنا للقضاء عليها. مهام أمنية ما هي المهام الأمنية الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية في المحافظة؟ المهام كثيرة ومتنوعة منها بسط نفوذ الأمن في ربوع المحافظة وإرساء الأمن والاستقرار والسكينة العامة في عموم المحافظة وتأمين المنشآت والمصالح الحكومية والممتلكات الخاصة والمنافذ البرية والبحرية الواقعة في نطاق المحافظة وتنفيذ أوامر الضبط القضائي والمهام القتالية ومكافحة التهريب والاتجار بالبشر والجرائم الأخرى وضبط مرتكبيها والتعاون والتنسيق مع قيادة المحافظة والسلطة المحلية والمنطقة العسكرية وغيرها من المهام الأمنية الأخرى. تعاون محلي بسيط ماذا عن تعاون السلطة المحلية معكم؟ نأمل أن نلقى خلال العام الحالي 2014م تعاوناً جيداً من قبل السلطة المحلية وأن يتحقق التعاون المنشود الذي وعدنا به الأخ محافظ المحافظة والظواهر السلبية التي ولجت إلى هذه المحافظة عنوة وليست من أخلاقها وعاداتها. مقرات الأجهزة الأمنية ماذا عن مقرات الأجهزة الأمنية في المحافظة والمديريات، هل متوفرة؟ هذه هي من أهم المشاكل التي تواجهنا.. مبنى إدارة أمن المحافظة غير لائق بها ولا يصلح إلاّ أن يكون لقسم شرطة وليس مقراً لإدارة الأمن.. هناك نقص شديد في المباني، وهناك تقريباً عشر مديرات لا تمتلك مباني لإدارة الأمن وأقسام الشرطة فيها ولا يوجد فيها قوات انتشار امني كافية. القوة الأمنية المفرغة في المنازل ماذا عن القوة الأمنية المفرغة في المنازل.. هل ستعيدون النظر فيها؟ نعم.. سنعيد النظر فيها.. سنقوم خلال الأيام المقبلة من هذا الشهر باستدعائهم وسنعمل على إيجاد قوة فاعلة في الميدان، فيما لا قوة غير الفاعلة التي تجاوزت التقاعد سيتم إحالتها للتقاعد ولن نبقى إلاّ على قوة فعلية ذات فائدة قادرة على خدمة الناس وضبط الجريمة وتأمين المحافظة فيما القوة غير الفاعلة سيتم الاستغناء عنها لأننا لا نريد قوة وهمية لدينا توجيهات من وزارة الداخلية بتفعيل المجلس التأديبي وتكريم المبرزين من الأجهزة الأمنية والأفراد في المحافظة الذين يؤدون دورهم كما ينبغي ويحققون نتائج طيبة وملموسة في ضبط الجريمة واليقظة الأمنية العالية في إحباط المخططات الإجرامية الإرهابية البشعة. الخطط المستقبلية ماذا عن الخطط المستقبلية؟ لدينا خطط وبرامج كثيرة منها ما يتعلق بتأمين المحافظة ومديرياتها المتناثرة إلى جانب برامج تأهيل وتدريب الكوادر الأمنية ونوعيتهم ثقافياً وأمنياً ودينياً وفق برامج توعوية دائمة إلى جانب تيسير حملات توعوية داخل المجتمع في المحافظة بمهام رجل الأمن ودوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار. كلمة أخيرة؟ نشيد بالأدوار البطولية لأبناء القوات المسلحة والأمن في التصدي لقوى الشر والإرهاب والجريمة المنظمة، كما نشيد بالدعم والتعاون والتواصل من قبل قائد المنطقة الخامسة ونشكر له اهتمامه الملحوظ بهذه المحافظة المعطاءة.