قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان يوم السبت إن بلاده قررت إرسال قوات إلى الجنوب المضطرب بعد أن اقتحم مسلحون قاعدة للقوات الجوية في أكبر بلدة بالمنطقة عقب اشتباكات بين رجال قبائل وميليشيات متناحرة. واختطف مجهولون اثنين من عمال الإنشاءات الإيطاليين في شرق البلاد بينما أعلنت السلطات حالة التأهب القصوى لقوات الأمن في العاصمة طرابلس. وتخشى القوى الغربية انزلاق ليبيا الى عدم الاستقرار في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة جاهدة للسيطرة على الميليشيات ورجال القبائل والإسلاميين المدججين بالسلاح الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 ويرفضون إلقاء السلاح. وأدت السيطرة الضعيفة على الحدود وافتقار الجيش للعتاد إلى تحويل ليبيا إلى ممر لتهريب الأسلحة إلى أفراد القاعدة في الدول الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى وتحويلها أيضا إلى معبر للمقاتلين الإسلاميين المتجهين للمشاركة في الحرب في سوريا. وقال زيدان إن مجموعة صغيرة من المسلحين دخلت قاعدة القوات الجوية الواقعة خارج سبها على بعد 770 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس لكن الحكومة تسيطر على البلدة ومطارها المدني. وقال رئيس الوزراء في كلمه نقلها التلفزيون دون الخوض في التفاصيل "توجد مواجهات الآن (في القاعدة الجوية)... هذه المواجهات ستحسم خلال الساعات القادمة." وذكر زيدان أنه أرسل وزير دفاعه إلى مصراتة لإصدار تعليمات للقوات المتمركزة هناك للتحرك إلى الجنوب. وتضم المدينة الساحلية بعضا من أكثر الجنود وأفراد الميليشيات تمرسا في القتال بعد اكتسابهم خبرة قتالية من انتفاضة 2011. وتابع زيدان في كلمته "التعليمات صدرت لدرع الوسطى ومنطقة مصراتة العسكرية بالتعاون مع ثوار مصراته بالتوجه إلى الجنوب... مهمة هذه القوات في منطقة الجنوب تأتي في إطار مهمة وطنية لبسط الأمن وتحقيق الاستقرار في المنطقة." وتشعر القوى الغربية بالقلق من حالة انعدام الاستقرار في الجنوب ذي الكثافة السكانية المنخفضة والواقع على الحدود مع النيجير وتشاد والسودان ومصر. وتستخدم عصابات تهريب المهاجرين أيضا الحدود الصحراوية النائية لتهريب اللاجئين إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وقال متحدث أمني إن قوات الأمن وضعت في حالة التأهب القصوى في طرابلس بعد اشتباكات سبها دون الخوض في تفاصيل. وفي المنطقة الشرقية المضطربة قال مصدر أمني إن اثنين من عمال الإنشاءات الإيطاليين خطفا في منطقة درنة شرقي بنغازي حيث كانا موجودين في مصنع للأسمنت. وقال المصدر "كانت هناك مجموعة من عمال الإنشاءات الليبيين ينتظرونهما على الطريق السريع شرقي درنة لإصلاح حفرة في الطريق ولكن الإيطاليين لم يصلا." وأضاف "نحاول تحديد هوية الخاطفين ومعرفة مطالبهم." ودرنة معقل للإسلاميين المتشددين. وقال ناشط محلي إن بعض السكان أغلقوا طريقا خارج البلدة لبعض الوقت احتجاجا على الخطف. وشهدت بنغازي كبرى مدن شرق ليبيا موجة من الاغتيالات التي استهدفت ضباط الجيش والشرطة إلى جانب تفجيرات بسيارات ملغومة. وغادر معظم الغربيين المدينة بعد مقتل السفير الأمريكي في هجوم شنه إسلاميون على القنصلية الأمريكية هناك في سبتمبر أيلول 2012. وسيطرت مجموعة من الميليشيات ورجال القبائل على موانئ تصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا للمطالبة بقدر من الاستقلال السياسي مما تسبب في فقدان إيرادات النفط التي تمثل شريان الحياة للاقتصاد الليبي