- قالت مسؤولة كبيرة بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إن الاتفاق النووي المبدئي مع إيران "ليس مثاليا" لكنها أوضحت في رد على انتقادات حادة من الكونجرس انه يتيح للقوى العالمية وقتا للتوصل إلى اتفاق شامل مع طهران. ويعرض الاتفاق الذي أبرمته القوى العالمية مع إيران في 24 نوفمبر تشرين الثاني تخفيفا للعقوبات عن طهران يقدر بسبعة مليارات دولار في مقابل خطوات للحد من الانشطة النووية الإيرانية. ويدعو الاتفاق للتفاوض حول اتفاق شامل خلال عام. وانتقد اعضاء بالكونجرس الاتفاق قائلين إنه ليس من الحكمة تخفيف العقوبات قبل ان تتخذ إيران اجراء فعالا للحد من برنامجها النووي الذي تشتبه الولاياتالمتحدة وإسرائيل واخرون بانه ربما يهدف إلى انتاج قنابل نووية وهو ما تنفيه إيران. وقالت ويندي شيرمان وكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية وكبير المفاوضين الأمريكيين مع إيران امام لجنة في الكونجرس "نرى ذلك خطوة اولى ولذا لا نعتبر الفجوات الموجودة ثغرات لأن هذا ليس اتفاقا نهائيا." وأضافت أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "هذا ليس مثاليا لكنه يجمد ويقلص برنامجهم بطرق مهمة ويمنحنا الوقت للتفاوض بشأن اتفاق شامل." ولأعضاء الكونجرس الأمريكي بعض النفوذ فيما يتعلق بالسياسة تجاه إيران نظرا لقدرتهم على اقرار تشريع بفرض عقوبات جديدة على إيران وهو ما يعارضه الرئيس باراك أوباما أثناء المفاوضات الجارية وهدد بالاعتراض عليه. وتعطلت محاولة لفرض عقوبات جديدة على إيران في الكونجرس ويناقش الأعضاء امكانية طرح قانون اقل قوة وغير ملزم يعبر عن القلق ويطالب المفاوضين بوضع شروط صارمة في المحادثات النووية. وعبر الديمقراطي روبرت ميننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والعضو باللجنة المصرفية للمجلس المختصة بمسألة العقوبات عن عدم رضاه عن الاتفاق الأولي. وقال ميننديز "عرضنا للخطر منظومتنا الفعالة للعقوبات الدولية دون ان نحدد بوضوح أبعاد ما نتوقعه في اتفاق نهائي." وأضاف "نحتاج إلى توخي الحذر من ابرام اتفاق نتنازل فيه اكثر مما نجني من مكاسب. في نهاية المطاف يجب ألا يكون باستطاعة إيران أن تكون دولة على أعتاب الحصول على أسلحة نووية." ووصف السناتور الجمهوري بوب كوركر العضو الكبير بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاتفاق الاولي بأنه ضعيف لانه يقضي بوقف بعض الانشطة النووية الإيرانية لكنه يسمح باستمرار انشطة اخرى. وقال ايضا ان الشركات الأجنبية تستعد للاستثمار في إيران إذا تلاشت العقوبات في نهاية المطاف. وأضاف "هناك أشخاص من جميع انحاء العالم يطالبون صراحة بإقامة علاقات تجارية مع إيران." وقالت شيرمان إن هناك شركات تزور إيران على امل انه سيتم التوصل إلى اتفاق شامل لكنها اشارت إلى ان الولاياتالمتحدة لا تعتقد انه جرى ابرام اي تعاقدات حتى الان. وأضافت "رغم اننا لا نرغب في ان يذهبوا (إلى هناك) لاننا نعتقد ان ذلك يبعث برسالة خاطئة (لكن) ذهابهم سيضع إدارة روحاني تحت ضغوط معاكسة" مشيرة إلى إن السلطات الإيرانية قد تواجه بعض الانتقادات الداخلية ما لم تتجسد التوقعات المتزايدة في ابرام مثل هذه الصفقات التجارية على أرض الواقع. وعبر عدد من اعضاء الكونجرس عن قلقهم ازاء مبادلة مقترحة بين روسياوإيران تعرف باسم النفط مقابل السلع. وأثارت الولاياتالمتحدة الأمر مع طهران وموسكو وحذرت من إمكانية خضوع مثل هذا الاتفاق للعقوبات الأمريكية. وكان تقرير لرويترز قد كشف في العاشر من يناير كانون الثاني أن روسياوإيران تتفاوضان على صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار شهريا لمقايضة النفط بسلع من شأنها أن تزيد صادرات إيران النفطية كثيرا. وقالت شيرمان إن احتمال إبرام اتفاق أثير "على أعلى مستوى" لضمان ألا يمضي قدما. وتابعت "شعوري بخصوص هذا هو أنه بعد الحديث بوضوح تام بشأن الأمر فلن يمضي شيء قدما في الوقت الحالي."
