بعد نجاح المعارضة في الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي أوضح مراقبون يمنيون أن أي نجاح للمعارضة في أي جزء بالمنطقة يؤثر حتما على باقي الأجزاء على الرغم من أن الحكومة اليمنية تصر على أنه لا توجد مقارنة بين ليبيا واليمن. قال نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي يوم الخميس إن الاطاحة بنظام العقيد الليبي جاءت نتيجة لقرار دولي بينما تواجه اليمن أزمة سياسية. وأضاف الجندي أن "المجتمع الدولي يدرك أن ما يحدث في اليمن ليس إلا أزمة سياسية، والآن يدفع الأحزاب اليمنية إلى عقد حوار لحل هذه الأزمة. وبالقطع هذا يجعل الخلاف بين بلدنا وليبيا واضحا". وشبه الجندي وضع ليبيا حاليا بالوضع في العراق أيام نظام الرئيس السابق صدام حسين قبل عدة سنوات. وقال إن ليبيا تعرضت لهجوم من داخل وخارج أراضيها، مشيرا إلى أنه "بدون الدعم الدولي لم تكن المعارضة الليبية لتحرز أي تقدم أو تنفذ عمليات عسكرية للإطاحة بالنظام". بيد أن مراقبين قالوا إن النجاح في الإطاحة بنظام القذافي يؤثر على الشعب اليمني حتى إذا لم تكن اليمن تشبه ليبيا. وصرح المحلل السياسي اليمني عبد الغني الماوري إن "الأنظمة العربية الحاكمة تتقاسم كثيرا من الصفات، ما يعني أن سقوط أي نظام منها لابد أن يؤثر على الأخرى عبر فرض ضغوط عليها". وعندما تمكنت قوات المعارضة الليبية من دخول العاصمة طرابلس قبل أيام نظم يمنيون، ولاسيما المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين يواصلون اعتصامهم في الشوارع منذ سبعة أشهر مطالبين بالاطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، نظموا تظاهرات لإظهار الدعم لأشقائهم في ليبيا وحثوا على نهاية حكم صالح فورا. وفي هذا الصدد قال فؤاد الصلاحي، أستاذ علم الإجتماع السياسي بجامعة صنعاء، "بلا شك يمكن لأي عملية سياسية بالمنطقة أن تؤثر في أنظمة أخرى بما في ذلك الملكية مثل الأردن والمغرب حيث اضطرت تلك الأنظمة إلى اجراء اصلاحات سياسية في أعقاب ثورتي تونس ومصر". وأضاف أن انتصار قوات المعارضة الليبية عزز معنويات الشعب اليمني، وأن الشباب في المنطقة يتبادلون الأفكار منذ بداية الانتفاضة العربية. كان إئتلاف أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن قد أعلن في 17 أغسطس الجاري تشكيل "مجلس وطني للقوى الثورية السلمية"، مستوحيا الفكرة من تشكيل المجلس الوطني الانتقالي الليبي، من أجل توحيد مختلف القوي عبر البلاد للإطاحة بالرئيس صالح. بيد أن هذا المجلس واجه انقساما حين أعلن 23 زعيما جنوبيا كانوا قد انتخبوا لعضويته انسحابهم بعد ثلاثة أيام من تشكيل المجلس. وقال الصلاحي ان الشعب اليمني يجب أن يتعلم من خبرة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي أثبت نجاحه حين قبل الشعب الليبي ودول أخرى جميع أعضائه وبات يتحرك خطوة بخطوة بمهارة. وأضاف أن "المجلس الوطني الذي يضم المعارضة اليمنية كان خطوة ضرورية لتوحيد القوى السياسية المناهضة لصالح على الرغم من أن المجلس الوطني الليبي في حالة أفضل"