img src="user_images/news/15-02-12-538633211.jpg" align="left" hspace="2" title="تستعد ليبيا للاحتفال بالذكرى الاولى "لثورة 17 فبراير"" alt="تستعد ليبيا للاحتفال بالذكرى الاولى "لثورة 17 فبراير"" width="350" / سما-طرابلس : تستعد ليبيا للاحتفال بالذكرى الاولى "لثورة 17 فبراير" لكن وسط مخاوف على مستقبل البلاد من عدة تحديات لضمان امنها واستقرارها واقامة دولة القانون. وهبت رياح الحرية على هذا البلد الواقع في شمال افريقيا والذي يستعد لاول انتخابات منذ عقود لكن تكاثر ميليشيات الثوار السابقين الذي يحكمون باحكامهم في البلاد يعقد مهمة القادة الجدد. وقد تطوع الثوار الذين كانوا طلبة وموظفين وعاطلين عن العمل لمحاربة نظام معمر القذافي حتى قتل في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر بعد ان حكم البلاد اكثر من اربعين سنة بلا منازع. وقال الصحافي عصام في طرابلس معربا عن الاسف "انهم اشهروا السلاح لتحرير البلاد من الدكتاتورية لكنهم عندما حصلوا على الحرية لم يلقوا السلاح". وبعد نزاع مرير شكل الثوار ميليشيات وباتوا يتولون اليوم مهام في الشرطة والجيش اللذين لا يسيطر عليهما النظام الجديد بعد. واعتبر حافظ الغوال المستشار السابق في البنك العالمي في تقرير صدر مؤخرا ان "الميليشيات طورت مصالح باتت ترفض التخلي عنها". واصبحت الميليشيات المدججة بسلاح النظام السابق لا تتردد في استعمال المدفعية الثقيلة في ادنى نزاع على مصالحها مخلفة كل مرة ضحايا. وذلك رغم ان السلطات الجديدة قررت من اهدافها الاولى نزع الاسلحة من البلاد ولهذا الغرض وضعت خطة لدمج الاف المقاتلين في سلك الجيش واجهزة الامن لكنها لم تؤت نتائجها بعد. كذلك يسيطر الثوار على السجون التي يقبع فيها مسؤولو ومقاتلو النظام البائد الذين تعرض بعضهم الى التعذيب حتى الموت على ما افادت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. واثار بطء الاصلاحات حركة احتجاج على المجلس الوطني الانتقالي الحاكم اتهمته خصوصا ب"سرقة الثورة" والسماح "للانتهازيين" من النظام السابق بالتسلل الى الفريق الحاكم الجديد. وفي الواقع يبدو ان السلطات الجديدة ترزح تحت وطاة ميراث معمر القذافي، المتمثل في انتشار الاسلحة وتقادم البنى التحتية وغياب المؤسسات واقتصاد ينخره الفساد ونظام صحي وتربوي بدائيين. ويواجه القادة الجدد تحديات ضخمة وقرروا تاجيل كل القرارات الهامة حتى ما بعد الانتخابات المقررة في حزيران/ يونيو متكفية بصرف الشؤون العادية بصعوبة. واعلنت حكومة عبد الكريم الكيب انها لن تبرم عقودا قبل الانتخابات في حين ترصد الشركات الاجنبية عقودا مربحة في اطار اعادة اعمار البلاد. وجعلت السلطات من الانتخابات اولويتها وصودق على قانون انتخابي يعطي الاولوية للنساء والشبان بعد مفاوضات طويلة ونقاش صاخب. ورحبت بعثة الاممالمتحدة في ليبيا الاثنين بتشكيل لجنة انتخابية واعتبرت "معقولا" الاطار الشرعي للانتخبات المقبلة التي ستكون الاولى منذ اكثر من اربعين سنة. واعلن الناطق باسم النظام محمد الحريزي انه لم يتقرر اي برنامج رسمي للاحتفال الجمعة بالذكرى الاولى لاندلاع الثورة وذلك "احتراما لعائلات الشهداء والجرحى المفقودين". واكد الحريزي ان بامكان المجالس المحلية الاحتفال بالحدث لكن السلطات رفضت ان يقوم الثوار باستعراض عسكري. وصدرت تحذيرات كثيرة عن القادة الجدد من هجمات محتملة قد يشنها انصار النظام السابق لتعكير اجواء العيد الوطني. "ا ف ب"